وخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في ذي قار، من بينهم طلبة وطالبات الجامعات، والمعاهد، والمدارس، منذ يوم أمس في الاعتصام، والإضراب عن الدوام الرسمي حتى تلبية المطالب بإقالة الحكومة العراقية، وإعلان أخرى لإنقاذ وطني، وانتخابات مبكرة تحت إشراف دولي.
وأكد الناشط "أحمد كريم"، في تصريح لمراسلتنا، اليوم، أن المحتجين أغلقوا دائرة مديرية التربية، وكذلك المدارس، والجامعات، مع وضع يافطات عليها كتب فيها "مغلقة بأمر الشعب لحين تلبية المطالب المشروعة".
ويقول كريم، وهو من المشاركين في تظاهرات ذي قار، إن الإضراب عن الدوام الرسمي، سيستمر أسبوعا كاملا بعد الدعوات التي حشد إليها الناشطون من المحافظة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن انطلقت منذ يوم أمس الأحد، 17 نوفمبر.
وأضاف، أن الدوائر الرسمية، والمدارس، أغلقت جميعها، والمعتصمون لازالوا يلازمون ساحات الاحتجاج في ذي قار، ومركزها الناصرية في ساحة الحبوبي تحديدا، على مدار 24 ساعة.
وذكر الناشط المشارك في التظاهرات بذي قار، أن الجسور الخمسة في المحافظة فتحت من قبل المحتجين بعد إغلاقها الأسبوع الماضي.
ورفع المحتجون في ذي قار، صور المتظاهرين الضحايا الذين قتلوا إثر العنف الذي طالهم خلال الأيام الماضية، مع يافطات يطالبون فيها بإستعادة بلادهم من السلطة، والتدخلات الخارجية على رأسها إيران.
وكانت مراسلتنا، قد أفادت نقلا عن مصدر أمني، يوم الجمعة الماضي، بإصابة 11 متظاهرا بجروح، إثر اعتداء إرهابي استهدف ساحة للتحرير، في مركز محافظة ذي قار جنوبي البلاد.
وحسب المصدر الذي تحفظ على كشف اسمه، أن عبوة ناسفة محلية الصنع انفجرت بالقرب من مبنى أطلق عليه المتظاهرون "جبل أحد"، في ساحة الحبوبي، وسط مدينة الناصرية، مركز ذي قار، جنوب العاصمة بغداد، ما أسفر عن إصابة 11 متظاهرا بجروح متفاوتة.
وأضاف المصدر، أن الجرحى نقلوا إلى مستشفى الحسين، وسط الناصرية، وثمانية منهم غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاج.
وأكدت مراسلتنا، نقلا عن شهود عيان، الإثنين الماضي، 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، أن محتجين أغلقوا حقلا للغاز، وخمسة جسور، في مركز محافظة ذي قار، مع تصاعد وتيرة التظاهرات في جنوب البلاد.
وحسب الشهود، إن محتجين من عشيرة "البدور"، أحد أبرز قبائل ذي قار جنوب العاصمة العراقية بغداد، أغلقوا حقل الغاز في الناصرية مركز المحافظة، ومنعوا الموظفين من الوصول إليه، ضمن الاحتجاجات التي يطالبون فيها بتوفير فرص العمل لأبنائهم، وتوفير خدمة الكهرباء، وتحسين الأوضاع المعيشية في مدينتهم.
وقطع المحتجون الطريق المؤدي إلى حقل الغاز الذي تمكن عدد قليل من العاملين فيه من الوصول له في الساعات الأولى من صباح اليوم، وسمح بإيصال الطعام لهم.
وشهدت ذي قار الغنية بثرواتها النفطية، ومعالمها السياحية والأثرية، اليوم، تشييع أحد المتظاهرين الذين قتلوا خلال عمليات عنف التي طالت المحتجين وسط الناصرية، مركز المحافظة، في جنوب العراق.