أعلن القائم بأعمال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، كريستيان ساوندرز، أن الوكالة تواجه عجزا بقيمة 167 مليون دولار يجب تأمينه قبل الأسبوع الثالث من شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وفي ظل ما تواجهه الأونروا، لاحت تساؤلات عدة في الأفق، بشأن أسباب الأزمة المالية، والتحركات التي ستتخذها الوكالة للتخلص منها، والدول التي يمكن التعويل عليها في هذا الأمر؟
جددت الأمم المتحدة تفويض عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بأغلبية ساحقة وصلت إلى 170 دولة، مقابل تصويت دولتين (الولايات المتحدة وإسرائيل) ضد القرار".
أزمة مالية
قال القائم بأعمال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، كريستيان ساوندرز خلال مؤتمر صحفي عقد الاثنين في البحر الميت على هامش افتتاح أعمال اللجنة الاستشارية للأونروا، إن "الوكالة تعاني من عجز تراكمي إجمالي يبلغ 322 مليون دولار" لافتا إلى أن الوكالة حصلت مؤخراً على قرض من الأمم المتحدة بقيمة 30 مليون دولار لتتمكن من دفع رواتب العاملين.
وأضاف: "نحتاج هذا المبلغ كي نسترد العافية لخدماتنا العادية والطارئة وميزانية المشاريع ولكن أيضاً إذا لم نحصل على هذا المبلغ الإجمالي نحن بحاجة الآن إلى 167 مليون دولار لكي نقدم خدماتنا بحد الكفاف بالمستوى الأدنى وهذا ضروري جداً بالنسبة لنا إن لم نحصل على هذا المبلغ لن نستطيع الإبقاء على مستوى الخدمات الحالي، هذا ناهيكم عن التحدي الذي سيطرق الأبواب خلال الأسابيع القادمة عندما نواجه العام 2020 ومتطلباتنا المالية في ذلك الوقت".
وتابع القائم بأعمال الأونروا قائلا: "خلال الأسبوعين الماضيين حصلنا على بعض التبرعات السخية والتي تشمل التبرع من دولة الإمارات العربية 12.5 مليون دولار ليكون إجمالي ما حصلت عليه الأونروا خلال الأسبوعين الماضيين كتبرعات جديدة 33 مليون دولار".
"تبذل الأونروا كل ما في وسعها لتخطي أسوأ أزمة مالية لها طوال تاريخها الممتد عبر سبعين سنة، وإن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بصرف مبلغ التمويل يعد بيانا مرحبا به بالقفة في المنظمة وفي إدارتها". لقراءة المزيد، أنقر هنا: https://t.co/ceukE4YOjS
— UNRWA (@UNRWA) November 22, 2019
كما كشف عن أنه، وخلال تواجده في نيويورك قبل أسبوعين، تمكن من "الحصول على قرض من الأمم المتحدة بقيمة 30 مليون دولار للتمكن من دفع رواتب العاملين لهذا الشهر"، مبينا أن "التحدي يتمثل في أنه يجب علينا أن ندفع قيمة هذا القرض قبل نهاية هذا العام".
وأردف: "وحتى لا تكون الصورة ظلامية أنا على ثقة من أن الدول المتبرعة ستحاول إنقاذ الوكالة من الأزمة التي تواجهها، وهنالك جهود توظف بشكل كثيف على هذا الموضوع".
عجز مالي
عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، قال إن "العجز المالي في وكالة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا بلغ 117 مليون دولار، وهناك وعود من بعض الدول بمنح مالية للوكالة".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "خلال اجتماع اللجنة الاستشارية للأونروا في عمان، تعهدت ألمانيا بالتبرع بمبلغ 69 مليون يورو، 25 مليونًا في هذا العام، وباقي التبرع في 2020".
وأشار أبوحسنة، إلى أن "هناك تأييدًا سياسيًا حاسمًا وساحقًا للأونروا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، اكثر من أي عام، ففي حين حصلت الوكالة في 2016 على 161 عضوًا طالبوا بتجديد التفويض، حصلت هذا العام على 170 عضوًا، في حين رفضت أمريكا وإسرائيل فقط التجديد".
تحركات جديدة
وعن تحركات الوكالة من أجل تذليل أزمة التمويل، قال أبو حسنة، إن "المطلوب من الدول التي صوتت للأونروا في الأمم المتحدة أن تترجم هذا التفويض لمساعدات مادية، حتى تتمكن الوكالة من الاستمرار في عملها".
وتابع: "غير الدول المانجة، نتحرك في اتجاهات عدة، منها القطاع الخاص العربي والإسلامي، ومؤسسات الذكاة، والشركات، وغيرها، وهناك قسم خاص في الأونروا يختص بهذا الجانب، في محاولة لجذب تمويل إضافي".
"فإن العديدين من أطفال لاجئي فلسطين يواجهون مخاطر جمة على سلامتهم ورفاههم وهم غير قادرين على التمتع بالكامل بطفولتهم أو الوصول إلى كامل إمكاناتهم. وللأسف، وبالنسبة للعديد من أطفال لاجئي فلسطين، فإن الالتزام العالمي بالتمسك بحقوقهم أمامه طريق طويل قبل أن يتحقق". 1/2 #CRC30
— UNRWA (@UNRWA) November 20, 2019
ومضى قائلًا: "هناك استجابة من هذه المؤسسات، فمنظمة التعاون الإسلامي منحت الوكالة وقفًا إسلاميًا، ونحاول جاهدين تجنيد مانحين جدد".
وبشأن المحاولات الأمريكية للقضاء على الوكالة، أضاف: "ما حدث في الجمعية العامة رسالة للجميع، العالم كله قال بصوت واحد نحن مع الأونروا ومع استمرار أعمالها عدا أمريكا وإسرائيل بالطبع، الكل يدرك أهمية استمرارنا حتى حل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلًا عادلًا وشاملًا".
انعدام سيولة
من جانبه قال محمود خلف عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ومنسق اللجنة المشتركة للاجئين، إن "عجز وكالة غوث وصل إلى 89 مليون دولار، وهو كبير جدًا، ومن المرات القليلة التي يصل لهذا الحد".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الأزمة المالية التي تواجه الأونروا جاءت بسبب عدم إيفاء الدول المتعهدة بأموال بالتزاماتها، ما أدى إلى انعدام السيولة المالية، لكن في الوقت نفسه هذا العجز لا يهدد وجود الوكالة".
وتابع: "هناك ضرورة ملحة من أجل الضغط على هذه الدول، ودفعها نحو الالتزام بتعهداتها من الأموال، من أجل أن تقوم الأونروا بتسيير أعمالها خلال الأشهر القادمة، حتى الدخول في موازنة جديدة العام المقبل".
وبشأن تجديد الأمم المتحدة للوكالة ثلاث سنوات جديدة، قال خلف، إن "التصويت بأغلبية 170 دولة لتجديد التفويض ومعارضة أمريكا وإسرائيل، انتصارًا كبيرًا للوكالة ولفلسطين ولحق العودة للاجئين الفلسطينيين".
المسألة في وجود الأونروا – والكلام لا يزال على لسان خلف- تتعلق بالحقوق السياسية للاجئين الفلسطينيين، والتجديد يدفع الوكالة لاستكمال رعاية شؤون اللاجئين من تعليم وصحة وإغاثة وتشغيل".
مواصلة الدعم
وجددت الوكالة الدولية عزمها على مواصلة تقديم خدماتها الإغاثية والتعليمية في كافة مناطق عملياتها الخمس، مؤكدة على أن صعوبة الظروف والتحديات لن تثنيها عن الاستمرار في دعم اللاجئين الفلسطينيين، وتقديم التعليم لما يزيد عن نصف مليون طالب وطالبة ”صعوبة الظروف والتحديات لن تثنيها عن الاستمرار في دعم اللاجئين الفلسطينيين، وتقديم التعليم لما يزيد عن نصف مليون طالب وطالبة في الأردن وغزة والضفة الغربية بما فيها القدس وسوريا ولبنان“.
تأسست أونروا عام 1949 بعدما طُرد أكثر من 700 ألف فلسطيني أو نزحوا من أراضيهم خلال حرب 1948 التي تلاها قيام دولة إسرائيل.
وتوفر الوكالة خدمات التعليم والخدمات الطبية لملايين اللاجئين الفقراء في الأردن ولبنان وسوريا وكذلك في الأراضي الفلسطينية، وتوظف نحو 30 ألف شخص، معظمهم من الفلسطينيين، ومن المقرر أن تتم مناقشة صلاحياتها في وقت لاحق من العام الحالي.
يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية أوقفت مساعداتها المالية لوكالة الأونروا، حيث كانت تساهم بما يقدر بنحو 365 مليون دولار في العام، لكنها أوقفت مساعداتها مطلع العام الجاري، ما انعكس سلبا على أداء الوكالة، في وقت زاد الاتحاد الأوروبي من مساهمته، وقد ظل الداعم الأكبر للأونروا إلى جانب البنك الدولي.
وفي معرض تعليقه على هذا التبرع، قال السيد كريستيان ساوندرز، القائم بأعمال المفوض العام للأونروا: "إن هذا التبرع السخي لم يكن ليأتي في وقت أفضل من هذا الوقت للوكالة وللاجئي فلسطين". وأضاف ساوندرز: 2/3
— UNRWA (@UNRWA) November 22, 2019
وعلقت سويسرا وهولندا مساهماتهما في أونروا، بانتظار إيضاحات حول الاتهامات الموجّهة إلى مسؤولين في هذه الوكالة التي تساعد 5.4 مليون لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية. وأعلنت الأمم المتحدة في أغسطس الماضي، عن تغيير ضمن إدارة وكالة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.