يعتبر قطاع النقل في البلدان العربية قطاعا مهما وحيويا خصوصا في المدن المكتظة وأغلبها عواصم الدول العربية التي تضم شبكة مواصلات وطرق حيوية ليست بأفضل حال وأغلبها قديمة بنيت في عهد الاحتلال والانتداب الغربي للدول العربية.
ومع الازدياد السكاني والنزوح الريفي إلى المدن تسعى الدول القادرة، اليوم، على تأمين خدمة المواصلات لمواطنيها عبر طرق أكثر فعالية وأجدى من الطرق والاعتماد على السيارات والموصلات البرية الأخرى، من خلال تطوير المواصلات الخاصة بالأنفاق وتسمى "المترو" التي تتميز بقدرتها السريعة على نقل الركاب من محطة إلى أخرى دون أي عوائق تذكر.
واقع المترو في العالم العربي
تفتقر معظم الدول العربية إلى هذا النوع من المواصلات وهو بالكاد موجود في عدد من الدول التي شيد فيها من قبل الدول الغربية إبان الانتداب والاحتلال التي تطورت البنية التحتية لهذه الدول وجعلتها تتناسب مع كل ما يحطيها من عوائق وخصائص متصلة بالبيئة العربية. بالإضافة إلى دول قادرة استطاعت خلال السنوات الأخيرة القيام بمشاريع لإنشاء هذا النوع من المواصلات.
ومن الدول العربية التي تمتلك هذا النوع من المواصلات الحديثة هي:
مصر التي تمتلك مترو أنفاق القاهرة الذي يعد أول خط مترو يتم تسييره في مصر والوطن العربي وقارة أفريقيا، كما يعد أحد أهم وسائل المواصلات في القاهرة حيث تم افتتاح الخط الأول بعد الانتهاء من ربط أحد خطوط السكك الحديدية في عام 1987 وتلاه بعد ذلك افتتاح الخطوط الأخرى وينقل المترو ما يقرب من 3.6 مليون راكب يوميا.
أما الجزائر تمتلك قطار أنفاق عملت عليه فرنسا خلال احتلالها وهو يبلغ طوله حاليا 18,2 كم بـ 19 محطة معظمها تحت الأرض.
مشروع أنفاق الجزائر يعود تاريخه إلى سنة 1970 في عهد الرئيس هواري بومدين، وخطط له لمواجهة الانفجار الديموغرافي ومتطلبات النقل الجماعي الحضري للعاصمة الجزائرية، أول انطلاقة لإنجاز المشروع كانت في 1980، ولكن إنجازه تأخر نظراً للصعوبات المالية والأمنية في التسعينيات. عرف المشروع انطلاقة جديدة سنة 2003 بعد عودة الاستقرار للبلاد ودعم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
قطار السعودية المسمى بالمشاعر المقدسة هو خط سكة حديدية يربط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة وهي: منى، وعرفات، ومزدلفة. بدأ تنفيذ المشروع في 2008 من خلال الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية السعودية المحدودة، بتكلفة إجمالية بلغت 6 مليار ريال سعودي، وتم افتتاحه في نوفمبر 2010 وتشرف عليه هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة.
ويتكون المشروع من 17 قطارًا، تضم 204 عربة وتبلغ طاقته الاستيعابية 72,000 شخص في الساعة الواحدة. ويحتوي المشروع على تسعة محطات.
أما في الإمارات المتحدة التي تمتلك مترو آلي بدون سائق تم افتتاحه عام 2009 والذي يهدف المشروع إلى تخفيف حدة الازدحام المروري وتخفيض الوقت المستغرق أثناء التنقل بالمواصلات.ويتألف مترو دبي من 77 محطة 9 منها تحت الأرض.
أما قطر تمتلك مترو الدوحة، هي شبكة قطارات سريعة قيد الإنشاء ويعد تحضيره في إطار استعداداتها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 وسوف تكون جزءا لا يتجزأ من شبكة السكك الحديدية في قطر، والتي سوف تشمل مسافات طويلة عالية السرعة في جميع أنحاء قطر.
