ويزيد من قساوة هذه الظروف تأثر الجنود كبقية السوريين بالحصار الاقتصادي الغربي الجائر المفروض عليهم، لتتحول خطوط التماس مع المسلحين الصينيين الذين يستوطنون الجبهات المقابلة، إلى نطاق مجابهة مع قسوة الطبيعة والإرهاب والحصار.
يقول محمد، وهو أحد هؤلاء الجنود الصامدين لوكالة "سبوتنيك": إن الجيش السوري والقوات الرديفة تتعايش مع أي بيئة توجد فيها، نتيجة الإرادة التي باتت سمة حياة كل مقاتل يؤمن بالقضاء على الإرهاب أولاً وآخراً، فيتغلب على النقص في المشتقات النفطية، عبر الاستفادة من المخلفات التي تتركها الأشجار بعد العواصف وبقايا الأشجار اليابسة التي تصيبها قذائف الإرهابيين المستمرة على المنطقة، فيستخدمها كحطب للتدفئة وللطهو حيث يعتمد الجنود في طعامهم على الموائد البسيطة في المناطق الجبلية، لتشكل البطاطا وبعض الخضار الموسمية الوجبة الرئيسية ومعها البرغل والأرز، والتي تعد أطباقا دورية، إلى جانب حساء العدس المفضل في البرد الشديد وتدني درجات الحرارة.
وأضاف أنه ورفاقه يعتمدون في يومياتهم على الطعام "الناشف" المخصص لهم ويقصد به الخضروات والمواد غير المطبوخة التي يحصلون عليها بشكل دوري، ويتم لاحقاً تحويلها إلى أطباق على نار الحطب، كالبطاطا المشوية والباذنجان والطماطم، وأخرى يتم طبخها إلى جانب اللحم وهي تعد أطباقا أسبوعية، كما يستفيد الجنود من مواقد الحطب الصغيرة التي توضع داخل الخيم أو الغرف، في مجالات عدة، فإضافة إلى التدفئة والطهو، تستخدم كسخانات لمياه الاستحمام كبديل عن الكهرباء التي تغيب عن كثير من جبهات القتال.