وكشف المصدر لصحيفة "الراي" الكويتية عن تفاهم سعودي كويتي على أن يظل إنتاج الثروة النفطية من المنطقة المشتركة بين البلدين "المقسومة" مناصفة، على أن تستمر شركة شيفرون في أداء مهامها حتى الانتهاء من انتقال مبانيها.
وتوقع المصدر النفطي المسؤول توقيع اتفاقية عودة الإنتاج الثلاثاء أو الأربعاء المقبلين.
كان البلدان قد أوقفا الإنتاج من حقلي الخفجي والوفرة المشتركين في تلك المنطقة قبل أكثر من أربع سنوات مما أدى إلى تقليص نحو 500 ألف برميل يوميا أو 0.5 بالمئة من المعروض النفطي العالمي.
وتشغل حقل الوفرة الشركة الكويتية لنفط الخليج التي تديرها الحكومة وشركة شيفرون الأمريكية نيابة عن السعودية، بينما يدير حقل الخفجي شركة أرامكو السعودية والشركة الكويتية لنفط الخليج.
واندلعت التوترات منذ العقد الماضي، حين ثار غضب الكويت جراء قرار سعودي لتمديد امتياز شركة شيفرون بحقل الوفرة حتى 2039 من دون استشارة الكويت.
وأغلقت السعودية حقل الخفجي في 2014 وأرجعت ذلك إلى مشكلات بيئية. وفي 2015، أغلقت شيفرون حقل الوفرة متعللة بصعوبات في استخراج تصاريح العمل وتدبير المواد.
وتوقع المصدر أن يتم انتقال "شيفرون" خلال 5 سنوات، موضحاً أنه سيتم خلال الفترة المقبلة الاتفاق مع استشاري لتثمين مباني الشركة، تمهيداً لإعطائها مباني بديلة، وذلك بناء على الرأي الاستشاري الذي سيتم التوصل إليه.
وذكر المصدر أنه من المقرر أن يصل الوفد السعودي رفيع المستوى برئاسة وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى الكويت لتوقيع الاتفاقية، مرجحاً قيام الفاضل والوزير السعودي بجولة في "المقسومة" يوم الأربعاء المقبل.
وحول موعد بدء عودة الإنتاج، أشارت المصادر إلى أنه في البداية ستقوم "شيفرون" وشركة نفط الخليج بتقييم آبار المنطقة للتأكد من مدى جاهزيتها للإنتاج، موضحة أن بدء الإنتاج قد يتأخر من المنطقة لأسباب تتعلق باتفاق "أوبك" بخصوص خفض الإنتاج، ما لم يقرر البلدان البدء في الإنتاج من "المقسومة" على حساب وقف الإنتاج من آبار أخرى.
وكان وزير النفط الكويتي، خالد الفاضل، قال إن تسوية قضية المنطقة المقسومة بين الكويت والسعودية قد يتم بحلول نهاية العام الحالي، لافتا إلى أن المسألة الآن في طور البحث ولا تزال اللقاءات مستمرة مع الجانب السعودي، وهناك شبه اتفاق بين البلدين على الانتهاء منها قريباً.
وكان الفاضل قد وصف هذه الأزمة بأنها "خلاف مؤقت" بين البلدين.
وسبق أن دخل الجانبان في مفاوضات عدة لإنهاء الخلاف، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق. وزار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الكويت في سبتمبر/أيلول من العام الماضي 2018 لبحث استئناف إنتاج النفط من المنطقة المقسومة، إلا أن الزيارة انتهت في غضون ساعات بينما كانت مقررة ليومين.
والمنطقة المقسومة السعودية الكويتية، البالغة مساحتها 5770 كيلومترا مربعا على الحدود بين السعودية والكويت، تُركت غير محددة حين جرى ترسيم الحدود بموجب معاهدة "العقير" في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 1922.