وفي تقرير نشرته "رويترز"، أقرت العائلة الحاكمة في سلطنة عمان اختيار هيثم بن طارق آل سعيد سلطانا للبلاد اليوم السبت بموجب الرسالة التي فُتحت بعد وفاة السلطان قابوس يوم الجمعة عن عمر ناهز 79 عاما، وكان السلطان الجديد قد أدى دورا محوريا في رسم خريطة التنمية بالبلاد ويتمتع بعلاقات طيبة مع الزعماء العرب والغربيين كما عمل في مجال التجارة وفقا لما ذكره المراقبون لشؤون عمان.
ويحتاج السلطان الجديد إلى التفوق في الشأن الدبلوماسي والاقتصادي للحفاظ على السياسة الخارجية المستقلة لسلطنة عمان والتي أقامت علاقات متوازنة مع كل من السعودية وإيران اللتين تتنافسان على النفوذ الإقليمي كما سيتعين عليه إنعاش خزينة الدولة التي استنزفت بسبب انخفاض أسعار النفط.
وقال دبلوماسي لرويترز "أعتقد أن الخيار سيتيح الاستمرارية لسياسات قابوس".
وفي أول خطاب له بعد أن أصبح سلطانا على البلاد ركز السلطان هيثم (65 عاما) على العلاقات الخارجية في الأساس وتعهد بالحفاظ على علاقات ودية مع الجميع وعلى دور الوساطة الذي دأبت السلطنة على القيام به.
وقال إن بلاده ستساهم "في حل الخلافات بالطرق السلمية".
ولم يتطرق للسياسة الاقتصادية باستثناء الدعوة لتكامل اقتصادي بين دول العالم العربي وحث العمانيين على العمل سويا من أجل تحقيق الرخاء.
وقال بدر السيف الأستاذ بجامعة الكويت على تويتر "سيسير الخلف (هيثم بن طارق) على طريق سلفه ولكن تبقى خطواته القادمة محط أنظار الكثير".
وأضاف "شغف السلطان الجديد بعالم التجارة والاقتصاد سيكون محل ترحاب خاصة مع ضرورة انتهاج عمان لإصلاحات اقتصادية مهمة".
وولد السلطان الجديد عام 1954 ودرس الدبلوماسية في جامعة أوكسفورد وهو متزوج وله ولدان وبنتان.
ويمتلك السلطان هيثم مؤسسات تجارية في عمان مع شقيقه طلال، وأبرز مشروعاته في عمان هو مشروع عقاري ضخم باسم المدينة الزرقاء والذي يواجه صعوبات.
وتولى والده طارق بن تيمور رئاسة الوزراء لفترة وجيزة في أوائل السبعينات عندما أعاده قابوس من المنفى بعد تقلده الحكم في انقلاب أبيض.
لكن الخلافات دبت بين الاثنين حول كيفية إدارة شؤون البلاد وتولى السلطان منصب رئيس الوزراء وفقا لما جاء في الكتاب الذي أصدره مارك فاليري مدير مركز دراسات الخليج في جامعة إكستر عام 2013.
وقالت جين كينينمونت الخبيرة في الشؤون الاقتصادية والسياسية لدول الخليج على تويتر "ستكون إحدى القضايا الهامة هي تلبية توقعات الشباب بالنسبة للاقتصاد".
وأضافت "العقد الاجتماعي التقليدي أصبح أمرا لا يمكن تحمله، وباستثناء الاقتصاديين والتكنوقراط المؤثرين فإن الوعي العام بحجم التحديات الاقتصادية يبدو محدودا للغاية.