وأضاف روشين: "من الصعب للغاية على الولايات المتحدة الاعتراف بفشل سياستها الإقليمية، بكل الأحوال يتوجب عليهم المغادرة، لن يُسمح لهم بالبقاء".
وتابع روشين: "يصعب على الأمريكيين الاعتراف بأن السياسات التي بدأت في عهد الرئيس بوش الابن فشلت فشلاً ذريعا، ببساطة معظم العراقيين يكرهون الولايات المتحدة، ويرونهم محتلين".
وأشار روشين إلى أن "الإهانات التي تعرض لها العراقيون منذ عام 2003 ولدت ردة فعل قوية، ويبحث الأمريكان بشكل مستمر على ذرائع جديدة للبقاء، لكن من الواضح أنه سيتعين عليهم القيام بذلك، وسيتعرضون للإزعاج بشكل مستمر في قواعدهم".
من ناحيته قال الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي أحمد الشريفي، إن الجهود الدبلوماسية لا يمكن أن تحدث أي نتائج مع الجانب الأمريكي من شأنها خروج القوات.
وربط الشريفي بين الجهود الدبلوماسية العراقية الهادفة لإنهاء وجود القوات الأمريكية في العراق والمسار الدبلوماسي بين إيران والولايات المتحد الأمريكية، وأن الحلول الدبلوماسية بين الجانبين استنفذت وبات المشهد أمام خيارات أخرى.
ويضيف الشريفي في حديثه لـ "سبوتنيك"، اليوم جمعة، أن مطالبة الجانب العراقي بخروج القوات الأمريكية تقرأ على أنها بدفع إيراني، وأن ردة الفعل لن تكون بالاستجابة، كما أن الجانب الأمريكي يعمل على تعزيز قواته الآن في العراق.
على المستوى الداخلي العراقي، يشير الشريفي إلى أن المشهد مقسم على المستويين السياسي والاجتماعي، فالسنة والأكراد يتقاطع موقفهم مع موقف الشيعة تحت قبة البرلمان، وأن الانقسام الاجتماعي يتماهى مع هذه التيارات أيضا. وشدد على أن الحليف المنتصر في معادلة الصراع الأمريكي الإيراني حال حدوث اشتباكات قوية، يمكنه السيطرة على الوضع في العراق في السنوات المقبلة.
وشهدت العاصمة العراقية بغداد، اليوم الجمعة، تظاهرة حاشدة، استجابة لدعوة مقتدى الصدر، رفضا للوجود الأمريكي في العراق.
جانب من التظاهرة المطالبة بخروج القوات الاميركية من #العراق في منطقة الجادرية في #بغداد. pic.twitter.com/YMhYjS4S5J
— ZaidBenjamin (@ZaidBenjamin5) January 24, 2020
وصادق البرلمان على قرار يقضي بإخراج القوات الأمريكية من البلاد، على خلفية اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في محيط مطار بغداد الدولي بغارة أمريكية مطلع الشهر الجاري.