وأكد الشاهد حيدر حسين، وهو من المتظاهرين الملازمين لساحة التحرير، وسط بغداد، في تصريح لـ"سبوتنيك"، إن عناصر "سرايا السلام" اعتدوا بالضرب على المتظاهرين الذين نفذوا مسيرة حاشدة ضد تكليف محمد توفيق علاوي، رئيسا للحكومة.
وأضاف، كما استولى عناصر السرايا على مبنى المطعم التركي "جبل أحد" الذي كان يسيطر عليه المتظاهرين منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبالة ساحة التحرير، بمحاذاة الجسر الجمهوري المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تتخذها الحكومة الاتحادية، مقر لها، وسط بغداد.
وقال حسين، إن أحد قيام عناصر السرايا، رمى أحد المتظاهرين الملازمين لمبنى المطعم، من الطابق الرابع إلى الأرض، منوها إلى أن الوضع متوتر حاليا في ساحة التحرير.
ومن جهته قال متظاهر أخر، يدعى علي سعدون، إن العشرات من المتظاهرين تعرضوا للضرب على يد عناصر سرايا السلام الذين قمعوا كل من يعترض على تكليف، محمد علاوي لمنصب رئاسة الحكومة.
ويتوقع سعدون، أن يستولي عناصر السرايا على جميع مواقع المتظاهرين في ساحة التحرير التي عادوا إليها اليوم بعد توجيه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لهم بالعودة مجدداً إلى ساحات الاحتجاج التي انسحبوا منها الأسبوع الماضي تمهيدا لإحراق الخيم واقتلاعها على يد القوات الأمنية، ومكافحة الشغب حيث استخدمت الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع في بغداد، وذي قار، والبصرة.
ورفض المتظاهرون، في بغداد والبصرة والنجف وذي قار القرار القاضي بتكليف، محمد توفيق علاوي بمهام رئاسة الوزراء، حيث ردد البعض عبارة "مرفوض محمد علاوي".
ووجه محمد توفيق علاوي، رئيس الوزراء العراقي المكلف، كلمة نشرها على حسابه على "فيسبوك" أكد فيها على أنه سيعمل على تنفيذ مطالب المتظاهرين، وحمايتهم من القمع.
وقال علاوي الذي عمل وزيرا للاتصالات لدورتين في حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، إن رئيس الجمهورية، برهم صالح، كلفه اليوم، السبت، بتشكيل الحكومة الجديدة.
وخاطب علاوي المتظاهرين عن الأوضاع السياسية والاقتصادية بقوله إنه "لولا شجاعتكم ما كان ليحدث أي تغيير في البلاد"، مطالبا إياهم بـ"الاستمرار في المظاهرات"، واصفا نفسه بأنه "موظف لديهم"، على حد تعبيره.
وتابع في رسالته المصورة للمتظاهرين: "علي تنفيذ مطالبكم وحمايتكم بدل قمعكم وسلاح الدولة يجب أن يرفع بوجه من يرفع السلاح عليكم".
وأكد أنه إذا حاولت الكتل السياسية فرض مرشحيهم للوزارات سيترك التكليف.
ووثقت المفوضية العراقية لحقوق الإنسان، في بيان تلقته "سبوتنيك"، الأحد، 26 يناير/كانون الثاني الماضي، مقتل 12 متظاهرا منهم 9 شهداء في محافظة بغداد و3 شهداء في محافظة ذي قار.
وتابعت المفوضية أنها "وثقت إصابة 230 من المتظاهرين والقوات الأمنية" في محافظات بغداد والبصرة، بالإضافة إلى 89 حالة اعتقال لمتظاهرين في محافظتي بغداد والبصرة.
ودعت المفوضية "الأطراف كافة إلى وقف أي شكل من أشكال العنف، وضبط النفس، والحفاظ على سلمية التظاهرات، والابتعاد عن أي تصادم يؤدي إلى سقوط ضحايا، والتعاون بغية حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وإيقاف الانتهاكات في حقوق الإنسان والتي تؤدي إلى تقييد حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي".
ويواصل المتظاهرون في العاصمة بغداد، وعموم محافظات وسط، وجنوبي العراق، احتجاجاتهم الشعبية منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحتى الآن، لحين تلبية مطالبهم وعلى رأسها اختيار رئيس مستقل لحكومة مؤقتة تمهد لانتخابات مبكرة تحت إشراف دولي.