ويعمل الأردن منذ سنوات على تنفيذ مشروع لتعدين خامات اليورانيوم، في مناطق متعددة من أراضيه ضمن برنامجه النووي، لتنويع مصادره من الطاقة. حيث يملك الأردن كميات هائلة من اليورانيوم، وضعته في المرتبة الحادية عشرة عالميًا بين دول العالم، إذ يبلغ الاحتياطي المقدر أوليًا في الأردن من اليورانيوم نحو 65 ألف طن.
وفي 2018، أعلنت هيئة الطاقة الذرية الأردنية على لسان رئيسها خالد طوقان اكتشاف كميات كبيرة من الكعكة الصفراء من اليورانيوم في المنطقة الوسطى من المملكة.
اليورانيوم والكعكة الصفراء
وأوضح طوقان أن "المصنع جرى تصميمه من الشركة الأردنية وأساتذة الاختصاص في الهندسة الكيمائية، وقد تم إدخاله في الخدمة الباردة، وسيتم تفعيله في الشهر المقبل.
ولفت رئيس هيئة الطاقة الذرية إلى أن هذه الكميات مدرجة في الكتاب الأحمر للوكالة الدولية للطاقة الدولية، وتعتبر كميات ضخمة وتجارية. وأشار إلى أن الهيئة فتحت مناطق أخرى في جنوب الأردن بالقرب من العقبة (دبيديب) والتي أثبتت الدراسة العلمية أن اليورانيوم ومادة الثوليوم موجودة بكميات تجارية.
وبيّن طوقان أنه تم إنتاج "الكعكة الصفراء في الأردن من قبل المهندسين والأستاذة والعلماء المتخصصين في الهندسة الكيميائية في الجامعات الأردنية الذين عملوا مع هيئة الطاقة الذرية عبر 7 – 8 سنوات، وتم تصميم العملية الكميائية والصناعية، وجرى إنتاج مواد كبيرة من "الكعكة الصفراء" بعدما تمت معالجة 8 طن من خام اليورانيوم، وأنتجت وهي موجودة في مستودعات الهيئة.
أغراض سلمية
موسى علي هنطش، مقرر لجنة الطاقة بمجلس النواب الأردني، قال إن "الأردن يمتلك مفاعلًا نوويًا تجريبيًا، وتدشين أول مصنع يورانيوم يهدف لإنتاج ما يطلق عليها بالمادة الصفراء".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "التحركات الأردنية الأخيرة في المجال النووي ليس الهدف منها إنتاج طاقة لأمور أمنية أو حربية، بل لاستخدام الطاقة النووية بشكل سلمي".
وأكد أن "الكعكة الصفراء تعتبر المادة الأولية التي يتم استخراجها من الأردن وإدخالها في مدخلات الإنتاج بالمفاعل النووي".
عائد اقتصادي
بدوره قال خالد الفناطسة، عضو مجلس النواب الأردني إن "الأردن تعمل منذ فترة طويلة على استخراج اليورانيوم، وإنتاج الكعكة الصفراء، لكن الأمر لم يتم إلى الآن".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "في حال كللت هذه الجهود بالنجاح سيكون هناك عوائد اقتصادية كبيرة على الأردن من عمليات استخراج اليورانيوم، خصوصا وأن للأردن خبرة طويلة في هذا المجال".
وأشار إلى أن "الأردن لم يدخل مجال الطاقة النووية لأي عمل عسكري أو أمني، وإنما لأغراض سلمية تتعلق بالطاقة".
الطاقة المتجددة
من جانبه قال وزير الطاقة والبيئة الأردني الأسبق خالد الإيراني، إن "هناك العديد من التحديات التي تواجه البرنامج النووي السلمي في الأردن، أهمها أزمة المياه، والتكلفة المرتفعة".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "التركيز في الأردن لابد أن يتجه إلى الطاقة المتجددة، والغاز الطبيعي وغيرها من الطاقة الأقل كلفة".
وأشار إلى أن "التطوير في المملكة ليس ضروريًا أن يعتمد على الطاقة النووية، فيمكن الاعتماد على طاقات أخرى أقل تكلفة، وأهمها المتجددة".
ويريد الأردن الذي يعتمد بشدة على الاستيراد، لتغطية احتياجاته من الطاقة، اكتساب التكنولوجيا النووية لتوليد الطاقة وتحلية المياه.
ويعد مشروع تعدين خامات اليورانيوم أحد مكونات البرنامج النووي، الذي يعكف الأردن على تنفيذه لبناء أول محطة إنتاج كهرباء من الطاقة النووية، باعتبار أن خامات اليورانيوم المحلية ستكون الوقود المستخدم في هذه المحطة.
وتعمل هيئة الطاقة الذرية الأردنية منذ تأسيسها في عام 2008 على وضع استراتيجية الطاقة النووية ممثلة بالبرنامج النووي الأردني المكون من محاور رئيسية تشمل إنشاء محطة الطاقة النووية لتوليد الكهرباء، واستغلال واستثمار الثروات الطبيعية النووية في الأردن على رأسها اليورانيوم.