قال الشيخ أحمد ويس، إمام جامع "الحسن" الشهير بمنطقة الحمدانية لـ"سبوتنيك" إن نصر حلب مقدمة للنصر الكبير على كامل التراب السوري، وهذا النصر ما جاء من فراغ وإنما بالسعي والعمل الدؤوب للجنود السوريين والقوات الحليفة من روسيا وإيران وحزب الله، خلف ربان أبى ترك السفينة، خلف أناس شرفاء زرعوا هذا الوطن بدمائهم لنحيا بحرية.
ورصدت كاميرا "سبوتنيك" جانبا من احتفالات الحلبيين بتطهير الريف الغربي من مسلحي "جبهة النصرة" (المحظورة في روسيا) وحلفائهم، والذي لطالما كان مرادفا للخوف والموت جراء استخدام بلداته وقراه في استهداف أحياء المدينة بالقذائف الصاروخية.
وواكبت "سبوتنيك" جانبا من الاحتفال الذي شهد حضورا كثيفا لأهالي الجنود السوريين ممن قضوا في معارك تحرير الأحياء الشرقية للمدينة وفي المعارك الأخيرة التي أثمرت تحرير عشرات القرى والبلدات في أريافها الغربية والشرقية، والتي كان تنظيم "جبهة النصرة" يستخدمها خلال السنوات الأخيرة كمنصة لإمطار أحياء المدينة بالقذائف الصاروخية.
وشكل الريف الغربي للمدينة المنصة التي استخدمتها التنظيمات المتشددة لاستهداف المدينة بعشرات آلاف الصواريخ على مدى السنوات التسع الأخيرة، وخلفت المآسي والخوف الذي سكن موطن القدود والفنون الراقية، والعاصمة الاقتصادية لسورية.
وتعد ساحة "سعد الله الجابري"، المكنّاة باسم أول رئيس حكومة لسوريا إبان الاستقلال، رمزا وطنيا للسوريين، والحلبيين بشكل خاص.
وتولى الجابري الذي ولد في حلب عام 1892، رئاسة الحكومة السورية في 30 أيلول 1945 وحتى 1946، وهو عام الاستقلال في سوريا، وكان قد اشترك في الثورات التي قامت في مدينة حلب ضد الاحتلال الفرنسي.
وفي وقت سابق إبان تحرير الريف الغربي للمدينة أول أمس، قال الدكتور زاهر حمدو حجو، المدير العام لهيئة الطبابة الشرعية في سوريا عقب تحرير المناطق الغربية للمدينة: في هذه اللحظة في تاريخ حلب ترقد بسلام أرواح أكثر من 15 الف شهيد مدني قضوا بسبب قذائف الموت التي أمطرت بها التنظيمات الإرهابية أحياء المدينة على مدار السنوات.
وأوضح حجو: أن أكثر من 50 ألف مصاب آخرين بينهم نحو 5000 مواطن أصيبوا بعجز جسدي يتنفسون الصعداء ومعهم أكثر من مليوني مواطن حلبي لا يزالون في المدينة بعدما تم إبعاد التنظيمات المسلحة عن المناطق الغربية للمدينة.
وتوقع الدكتور حجو أن يبدأ عشرات الآلاف من النازحين واللاجئين في سوريا وخارجها، رحلة العودة إلى مدينتهم بعد أصبحت بعيدة من متناول صواريخ التنظيمات المسلحة.
وختم رئيس الهيئة العامة للطبابة الشرعية في سوريا بالقول: "كثيرون سمعوا عن مآسي حلب، ولكنني شاهدتها وعايشتها قذيفة بقذيفة، وشهيدا تلو آخر، كنت شاهد عيان من داخل المشرحة، على أكبر نكبة عاشتها أعظم المدن في التاريخ".