وأوضح الخبراء في حديثهم لـ"سبوتنيك"، الخميس، أن بعض الأطراف الداخلية والخارجية تسعى لإفشال الحكومة، فيما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للضغط الاقتصادي للتأثير على التركيبة السياسية الداخلية.
يأتي الحديث في ظل مواجهة لبنان أسوأ أزماته المالية، حيث تتعرض الحكومة لضغوط متزايدة لأخذ قرار بشأن مدفوعات ديون تتضمن سندات بقيمة 1.2 مليار دولار يحين موعد سدادها في التاسع من مارس/ آذار.
فيما أعلنت إيران من جديد استعدادها لتقديم المساعدات للبنان على جميع المستويات، لانتشاله من الوضع الاقتصادي المتأزم، فيما لم تعلن سلطات لبنان عن موقفها من إعلان طهران.
في ذات الإطار، ترأس رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، اليوم الخميس، اجتماعا استطلاعيا مع وفد من صندوق النقد الدولي، الذي وصل مساء أمس الأربعاء إلى لبنان، بحضور نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع، ووزير المال، ووزيري الاقتصاد والعدل، في السراي الحكومي.
من ناحيته قال الدكتور عماد عكوش الخبير الاقتصادي اللبناني:
إن الحكومة الحالية هي الفرصة الأخيرة ما قبل الانهيار الكامل، وأن أي عرقلة لها من قبل الأطراف السياسية يعني الذهاب بالجميع نحو المجهول.
قرارات جريئة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه يتوجب على الحكومة أن تأخذ قرارات جريئة، وأنها قرارات غير شعبوية بمعظمها، لكنها ضرورية وأساسية لوقف الانحدار في الاقتصاد والأسواق المالية، وألا تكتفي بالتصاريح وتشكيل اللجان.
هل يحل صندوق النقد الأزمة
وتابع أن المعالجة داخلية بالدرجة الأولى، وأن أية مساعدات من الخارج سواء عبر صندوق النقد الدولي، أو البنك الدولي، لن تغير كثيرا في الواقع الحالي، نظرا لأن المساعدات الخارجية لن تتجاوز بحدها الأقصى الخمسة مليارات دولار، بينما يحتاج لبنان إلى أكثر من عشرين مليار دولار لوقف هذا الانحدار.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأميريكية، يمكن أن تدخل على خط الضغوطات للاستفادة من الواقع الحالي، لمحاولة تنفيذ بعض مطالبها، ومنها ما هو وارد في صفقة القرن، وفي ترسيم الحدود البحرية مع "الاحتلال الإسرائيلي"، حسب وصفه.
وشدد على أن إرادة مقاومة الشعب اللبناني وإجماعه على رفض هذه الشروط والالتزامات التي لن يستطيع لبنان تحملها نظرا" لواقعه وحساسية وضعه الخاص، يمكن أن تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، فيما لو تم الضغط عليه أكثر.
الاتجاه نحو الفوضى
من ناحيته قال محمد سعيد الرز، إنه حال فشل الحكومة الحالية برئاسة حسان دياب فإن لبنان سوف يتجه حتما نحو الفوضى، خاصة وأن أطراف الطبقة السياسية تبذل جهدا قويا للوصول إلى هذه النتيجة، حسب قوله.
عمليات تهويل
على الجانب الآخر، قال العميد شارل أبي نادر الخبير الأمني اللبناني، إنه من المبكر الحديث عن فشل حكومة "دياب"، وأن عمليات التهويل الذي يأتي من الأطراف المحلية والخارجية في غير محله.
تركة ثقيلة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن حجم التركة الثقيلة الاقتصادية والسياسية كبير جدا، وأن الأطراف التي خلفت هذه التركة هي من تهول من المشهد الحالي.
وتابع أن:
الجانب الأمريكي لا يستطيع التأثير في المشهد إلا من خلال الضغط المالي، إلا أنه لن يدفع أطرافا نحو الفوضى أو الفتنة والمشاكل الداخلية، وهي الخطوط الحمراء التي فطنها جميع الأطراف.
أهداف الضغط الخارجي
ويرى أن الضغط الخارجي يهدف إلى تغيير السياسة الداخلية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران، أو العلاقة مع "العدو الإسرائيلي".
وتأتي زيارة وفد صندوق النقد الدولي قبل أيام من استحقاق مالي مهم يتوجب خلاله على لبنان دفع مليار ومئتي مليون دولار أمريكي عبارة عن سندات يوروبوند بالعملة الصعبة، وسط اتجاه من الحكومة إلى السير بعملية تفاوض مع حاملي السندات لإعادة جدولة هذا الدين وربما إعادة هيكلته، وتعمل الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب على إعداد خطة إنقاذية للوضع الاقتصادي والمالي ستعرضها أمام صندوق النقد الدولي.