اتخذت العلاقات السورية الليبية مؤخرا تسارعا ماراتونيا كبيرا تجلى في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اللذين يشهدان نشاطا استثنائيا للتنظيمات الإرهابية على أراضيهما، وخاصة بعد ذهاب الجيش التركي إلى نقل الآلاف من مرتزقة ما يسمى "المعارضة السورية" ومسلحي "الجيش الحر" للقتال ضد الجيش الوطني الليبي.
رصدت "سبوتنيك" أحد الشعارت التي تم رفعها أثناء الافتتاح، وهي تمجد ثورة "الفاتح من أيلول" التي قام بها الرئيس الراحل معمر القذافي الذي قضى نحبه عام 2011 على أيدي مجموعات تتبع لتنظيم "الإخوان المسلمين".
ووقعت وزارة الخارجية السورية مع نظيرتها في الحكومة الليبية المؤقتة، يوم الأحد الماضي، على مذكرة تفاهم بشأن إعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية والقنصلية وتنسيق مواقف البلدين في المحافل الدولية والإقليمية، فيما أعلنت وزارة الإعلام السورية أن السفارة الليبية في دمشق ستستأنف عملها، الذي توقف في عام 2012، اليوم الثلاثاء.
كما استقبل الرئيس السوري بشار الأسد أمس وفداً ليبياً برئاسة الدكتور عبد الرحمن الأحيرش نائب رئيس مجلس الوزراء والدكتور عبد الهادي الحويج وزير الخارجية والتعاون الدولي.
وأكد الرئيس السوري خلال اللقاء ضرورة مواجهة تحركات تركيا في البلدين، التي تسهم في "زعزعة الاستقرار في المنطقة".
وتناول اللقاء آخر التطورات في سورية وليبيا والمعركة التي يخوضها البلدان ضد الإرهاب والتدخلات الخارجية بكل أشكالها، وتم التأكيد أن ما يحدث في سورية وليبيا واحد وأن الحرب ضد الإرهاب ليست معركة البلدين فقط وخاصة أنها ستحدد مصير المنطقة في مواجهة المشاريع التي تحاول بعض الدول فرضها.
وبحث رئيس مجلس الوزراء السوري عماد خميس مع الوفد الليبي إعادة تفعيل التعاون بين البلدين الشقيقين في قطاعات البنى التحتية والإقتصاد والاستثمار، واتفق الجانبان على إعداد خارطة للتعاون في قطاعات الزراعة والأدوية والاستيراد والتصدير ومشروعات البنى التحتية للخدمات والإنشاءات العامة والنقل الجوي والبحري والسككي والتعليم العالي والأبحاث إضافة إلى تفعيل اللجنة العليا المشتركة وإعادة تنشيط الشركات المشتركة.