نعيم السهيل هو قيادي في حزب الدعوة، الذي يقوده نوري المالكي، ومدير عام في ديوان رئاسة الجمهورية منذ الرئيس السابق جلال الطالباني وهو أحد المقربين من برهم صالح، وكان يحسب على "السنة" حينما يتم التوازن حسب المكونات، فهوا شيعي بالأصل لكنه متحول سنيا في زمن النظام السابق حيث كان يعمل في المكتب الفلاحي لحزب البعث.
ويرى مراقبون أن السهيل سوف يلقى نفس مصير علاوي، لأن هناك كتلا سياسية تسعى للإبقاء على حكومة عبد المهدي وفقا لضغوط خارجية، وهو ما يعني أن السير في تشكيل أي حكومة جديدة قد لا يحالفه الحظ، كما أن هناك جهات دولية عقدت العزم على إحداث تغيير جذري في العراق.
داعم لصدام حسبن
قال عبد القادر النايل المحلل السياسي العراقي لـ"سبوتنيك"، تعليقا على طرح اسم نعيم السهيل لرئاسة الحكومة إن هذا الرجل هو الذي تميز برسم الجداريات الكبيرة للرئيس السابق صدام حسين، وكان من أول المنتمين لحزب الدعوة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق العام 2003 وأصبح اليد اليمنى لـ نوري المالكي رئيس الوزراء السابق.
وأضاف المحلل السياسي، السهيل معروف في الأوساط العشائرية بمشاركة المالكي وصهريه ماليا، ومتهم بفساد مالي كبير لاسيما بعد أن شغل نائب رئيس ديوان الرئاسة في ولايتي نوري المالكي وحيدر العبادي، وهو مرفوض بين الأوساط السياسية لأنه اليد اليمنى للمالكي.
تبادل أدوار
وأضاف النايل، إذا تم تكليفه فإن الحاكم الفعلي للعراق سيكون نوري المالكي، وهناك خلاف سياسي شاسع بين الكتل المحسوبة على المكون الشيعي وعلى وجه الخصوص ائتلاف سائرون بقيادة مقتدى الصدر الذي يرفض نعيم السهيل، وهي ردة فعل طبيعية لأن ائتلاف دولة القانون بقيادة نوري المالكي رفض محمد توفيق علاوي أيضا وبالتالي رفضه أصبح من الضرورات لمقتدى وحزبه فالأمر أصبح تحدي لهم.
وأوضح المحلل السياسي، بالنسبة للشارع العراقي فإن المتظاهرين من يوم أمس الأحد رفعوا لافتات وهتافات تندد بترشح اليد اليمنى للمالكي وأعلنوها صراحة، لذا فإن الانسداد السياسي وصل إلى ذروته، واليوم هو نهاية المهلة الدستورية ولم يحصل توافق عليه مما يرشح أنه سيفشل وسيكون حاله حال علاوي، لاسيما أن الانهيار الاقتصادي كبير في العراق، بعد انهيار أسعار النفط وتفشي فيروس كورونا القادم من إيران إلى العراق بشكل ممنهج ومتعمد.
شخصية رمادية
من جانبه قال الدكتور قيس النوري، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد والسفير السابق بالخارجية العراقية لـ"سبوتنيك"، نعيم السهيل شخصية رمادية سبق له وأن عمل مع أكثر من طرف سياسي في دوائر ومكونات العملية السياسية، وتنقل بين أطرافها بصرف النظر عن مواقفها المتقاطعة لجهة صراعاتها بالاستحواذ على المناصب، لذلك فإن هكذا شخصية لا تتمتع بموقف ورؤية سياسية واضحة إضافة إلى كونه بلا تاريخ سياسي.
مرفوض شعبيا
وتابع أستاذ العلوم السياسية، فإنه سوف يكون عرضة للمساومات وضغوط الأطراف المتصارعة، ومن ثم لا مناص له إلا قبول تلك الضغوط مما سوف يتعارض بالكامل مع مطالب المعتصمين الذين حددوا موقفهم الثابت والمعلن منذ بدء انتفاضة الشعب، والمتمثل بإنهاء المحاصصة والفساد والتبعية السياسية لإيران، ولا تستطيع شخصية مثل السهيل إنجاز أبسط ما يطالب به المعتصمين.
وأضاف النوري، الحل الوحيد لإنقاذ العراق مما هو فيه، اقتلاع منظومة العملية السياسية وشخوصها المدانة بالفساد والفشل والتبعية للخارج، فالعراق بحاجة إلى شخصية قيادية وطنية موثوقة تنبثق من رحم انتفاضة الشعب.
من جانبه قال مصدر كردستاني في البرلمان العراقي لـ"سبوتنيك"، إن كتلة "سائرون" التي يتزعمها مقتدى الصدر أعلنت رفضها لترشيح السهيل، ورفض المصدر التعليق باسم الكتلة بشكل رسمي ما قد يعني ضمنيا الرفض الكردي للسهيل إذا جاز التعبير.
واندلعت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في أكبر ثورة شعبية يشهدها العراق منذ الاجتياح الأمريكي وإسقاط النظام السابق الذي كان يترأسه صدام حسين، عام 2003.
ويرفض المتظاهرون العراقيون، التخلي عن ساحات الاحتجاج التي نصبوا فيها سرادقات عديدة للمبيت على مدار 24 ساعة يوميا وفي ظل التحذيرات من انتشار مرض كورونا بينهم، لحين تلبية المطالب كاملة، بمحاكمة المتورطين بقتل المتظاهرين، وسراق المال العام، وتعيين رئيس حكومة جديد من خارج الأحزاب، والعملية السياسية برمتها.
وقد استطاع المتظاهرون في العراق، إقالة رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي، وساهموا في اعتذار محمد توفيق علاوي عن تشكيل الحكومة، كما قابلوا اسم نعيم السهيل بالرفض قبل ترشيحه رسميا، و يصرون على حل البرلمان، وتعديل الدستور، بإلغاء المحاصصة الطائفية، وإقامة انتخابات مبكرة لاختيار مرشح يقدم من الشعب حصرا.
