وأشارت مصادر خاصة لصحيفة "الشرق الأوسط" أنه "لا يمكن لرئيس المحكمة العسكرية أن يكون كبش محرقة في الوقت الذي كان واضحا أن قضية العميل عامر الفاخوري كانت حاضرة في كل اللقاءات التي جمعت المسؤولين الأمريكيين بمسؤولين سياسيين وغير سياسيين في لبنان، وبالتالي فإن ما حصل لم يكن مفاجئا للجميع".
وأضافت المصادر: "بالتالي كان يمكن للحكومة ومنتقدي القرار اليوم أن يقوموا بأي خطوات من شأنها تدارك ما حصل"، متسائلة: "لماذا لم يتم العمل على تعديل قانون العقوبات الذي استندت إليه المحكمة العسكرية لوقف التعقّب بحق الفاخوري، بالنظر إلى مرور الزمن العشري؟ ولماذا لم يتم تدارك الموضوع منذ وصول الفاخوري إلى لبنان في أيلول عام 2019، وهو الذي دخل عبر المطار بعد التأكد أن اسمه شطب من البرقية 303 التي يصدرها الجيش لضبط تحركات المشتبه فيهم والمدانين بجرائم التعامل مع العدو والإرهاب، ليعود بعدها ويوقف بعد الضجة التي رافقت دخوله إلى لبنان؟".
وسألت المصادر: "أين موقف رئيس الجمهورية ميشال عون وأين الحكومة اللبنانية التي نأت بنفسها عن الموضوع وبقيت في صمت مطبق واجتمعت بعد قرار المحكمة العسكرية من دون أن تطرح القضية على طاولة مجلس الوزراء ولو من باب رفع العتب، حتى إن رئيس الحكومة في تعليقه المقتضب لم يردّ على ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ من المستفيد من هذه القضية؟ وهل الهدف منها قطع الطريق أمام العقوبات التي طالما تم الحديث عنها وبأنها ستطال شخصيات من غير الطائفة الشيعية، أو أنها ستشكل بابا لتطبيع علاقة لبنان مع أمريكا؟".
وأعلن رئيس المحكمة العسكرية اللبنانية، العميد الركن حسين عبد الله، اليوم الجمعة، عن قرار تنحيه عن رئاسة المحكمة وذلك بعد إصداره حكما قضى بكف التعقبات عن الموقوف العميل الإسرائيلي عامر الفاخوري، الذي كان مسؤولا عن معتقل "الخيام" خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.