تعمل الشابة عفاف السرحي مع أربع شابات أخريات من نساء مدينة الحسكة السورية منذ أكثر من أسبوعين على خياطة الكمامات في مشغل صغير ضمن مبادرة أطلقتها جمعية "صروح للتنمية والإسكان"، حيث ينتجن أكثر من 1000 كمامة صحية يومياً بعد توفير جميع المواد الأولية على نفقة الجمعية ليقوم متطوعوها بتوزيع هذه الكمامات مجانا على سكان المدينة في الشوارع والساحات العامة وذلك ضمن المبادرات الشعبية لمواجهة فيروس "كورونا" المستجد.
وعلى التوازي مع هذه المبادرة، تشهد مدينة الحسكة السورية سلسلة من المبادرات الإنسانية الأخرى سعيا لتخفيف الضغط عن الشرائح الأكثر تأثرا بمنعكسات الإجراءات الصارمة الخاصة بالتصدي لانتشار فيروس "كورونا".
مشغل خيري
قال رئيس جمعية "صروح" للتنمية والإسكان في الحسكة نزار الأغا لوكالة "سبوتنيك"، افتتحنا خلال الأيام الماضية مشغل للخياطة في حي غويران بعد تأمين خمس مكينات خياطة وتفريغ عدد من النسوة المعيلات لأسرهن بعد إجراء مسح اجتماعي للأسر الفقيرة وتوظيفهن في المشغل مع دفع مبلغ 50 ل.س لكل كمامة تقوم النساء بخياطتها بعد تأمين المواد الأولية وعلى نفقة الجمعية حيث يتم إنتاج 1000 كمامة يومياً ليتم توزيعها مجاناً على المواطنين في الشوارع لحمايتهم ضمن الإجراءات الاحترازية ضد تفشي فيروس "كورونا".
وتابع الأغا كما تستمر الجمعية بحملات التعقيم حيث تم تعقيم آلاف المنازل والمحال التجارية إضافة لتعقيم دور العبادة الإسلامية والمسيحية في أحياء وسط مدينة الحسكة، إضافة لتنفيذ حملات يومية لتعقيم السيارات المارة في شوارع المدينة وتوزيع الكمامات عليهم بشكل مجاني وعلى نفقة الجمعية.
الخبز مجانا
من جانبه اختار الشاب مراد مراد ومجموعة من رفاقه الشباب الذين تجمعهم مجموعة للتواصل عبر موقع "فيسبوك" في مدينة الحسكة السورية أن يقدموا المساعدات لسكان مدينتهم المحتاجين في ظل الإجراءات الصارمة ضد تفشي فايروس "كورنا" بطريقة مختلفة من خلال إطلاق مبادرة "خليك بالبيت... وخبزك لعندك يصلك".
يقول مراد مراد لـ "سبوتنيك": اخترتنا إيصال مادة الخبز للعوائل المحتاجة في عدد كبير من أحياء مدينة الحسكة وذلك باختيار حي معين، ونقوم بتوزيع ما بين 1000 إلى 3000 كيس خبز سياحي على نفقتنا الخاصة بشكل يومي، وتوزيعها على العوائل المحتاجة من أرامل وأيتام أو من العوائل التي توقف عمل معيله نتيجة فرض حظر التجوال.
ويتابع مراد، وصلنا للأحياء الفقيرة في المدينة، بالإضافة لتوزيع الخبز قمنا بتوزيع 100 سلة غذائية للعوائل المحتاجة ونخطط لتوسيع مبادرتنا بشكل أكبر للوصل لعدد أكبر من المحتاجين.
سوق مصغر
في حين اختار تجمع "شباب المجتمع المدني"، نظراً لارتفاع الأسعار، افتتاح سوق مصغر لبيع المواد الغذائية والخضار والفواكه بالتنسيق مع عدد من التجار، وبيعها بسعر الجملة مع تخفيضها للأيتام والنازحين وتوزيع مواد غذائية وخضار بشكل مجاني على عدد من الأسر وفق قوائم معدة مسبقاً.
مبادرات جماعية
وفي نفس السياق يستمر عدد من الجهات الاجتماعية والمحلية في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا بتنفيذ العديد من المبادرات الخاصة ضمن الإجراءات الاحترازية التي تنفذها الجهات الحكومية السورية ضد تفشي فيروس "كورونا" المستجد، من خلال تنفيذ حملات لتعقيم الشوارع والمنازل ودور العبادة والى توزيع مواد التعقيم وإنشاء مشاغل خاصة لخياطة "الكمامات" وتوزيعها مجاناً على الناس.
وتنوعت المبادرات التطوعية وتقديم المساعدات الإنسانية في مدينة الحسكة من خلال توزيع المواد الطبية والمساعدات الغذائية والصحية والمالية والمنظفات والمعقمات للأسر المحتاجة أو التي توقف معيلها عن العمل نتيجة الظروف الراهنة، وذلك لحثهم على الالتزام بالمنازل.
وتابع المراسل شملت المبادرات تعقيم وتنظيف غالبية الأسواق والمحال التجارية والدوائر الخدمية ودور العبادة والتجمعات السكنية ومراكز الإقامة المؤقتة وتوزيع الكمامات والقفازات الطبية على المواطنين ونشر التوعية الصحية واستهداف عدد من الأسر المحتاجة في أحياء في مدينة الحسكة حتى الواقعة تحت سيطرة تنظيم "قسد" عبر توزيع مبالغ نقدية وسلل غذائية.
توزيع معقمات للمنازل
بدوره رئيس مجلس إدارة جمعية سورية "اليمامة" الخيرية سعيد الخضر، أوضح لوكالة "سبوتنيك"، أن متطوعي الجمعية وصلوا لعدد كبير من المنازل في أحياء وسط مدينة الحسكة، حيث قاموا بتوزيع مواد التنظيف والتعقيم على أصحابها ضمن حملة "خليك بالبيت"، والتي تضمنت أيضاً القيام بحملات للتوعية ونشر وتوزيع الملصقات والبروشورات في الشوارع والأماكن العامة التي تحث على النظافة وأساسيات الحماية من تفشي فيروس "كورونا" المستجد.
وكانت مديرية الصحة الحكومية في مدينة الحسكة نشرت منذ بداية الإجراءات الحكومية الصارمة ضد تفشي فيروس "كورونا"، عدد من الأجهزة للكشف الحراري على جميع الحواجز العسكرية والأمنية الفاصلة عن مناطق سيطرة الاحتلال الأمريكي ومسلحي تنظيم "قسد" الموالي له في المدينة.