مطالبات مستمرة من العالقين في الخارج بالعودة السريعة للداخل الليبي، إلا أنه وحسب حديثهم فإن السلطات اكتفت بالتكفل بالسكن وبعض المصروفات من تكاليف المعيشة في الوقت الراهن، فيما لم تحدد السلطات في الشرق أو الغرب موعد بدء عودتهم للداخل، وهو ما شكل الكثير من المخاوف في ظل تفشي الوباء في عدد من العواصم التي يقيمون بها.
وأوضح أن بعض المشايخ في مدينة مرسى مطروح بمصر تكفلوا بإقامة عشرات العائلات العالقة التي لم تتمكن من عبور الحدود إلى ليبيا.
وأوضح في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الإجراءات التي جرت حتى اليوم تمثلت فقط في تسجيل بيانات الأشخاص والعائلات العالقة.
وشدد على أن العديد من الحالات المريضة بحاجة إلى أدوية ورعاية طبية، وأن الظروف الراهنة تدفعهم للخوف من الذهاب للمستشفيات.
في ذات الإطار قالت لبنى يونس، رئيس مكتب ليبيا لتحالف الحقوقيين والإعلاميين الأفارقة: "غادرت القاهرة يوم 16 مارس/آذار للجزائر في زيارة عمل سريعة، على أن تكون العودة إلى ليبيا عن طريق تونس، لكن للأسف تم غلق الحدود فجأة، وبدون سابق إنذار، وهنا تكفلت القنصلية الليبية بإقامتي وإعاشتي مع عدم قدرتها على توفير السيولة".
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أنها ناشدت السلطات الليبية عدة مرات، من خلال وسائل الإعلام دون استجابة.
فيما قال فتحي الصوابي، إنه كان في مصر قبل تاريخ 16 مارس/ آذار وتوجه إلى تركيا للانتقال إلى منها إلى تونس، إلا أنه لم يستطع السفر إلى تونس لعدم إتاحة السفر سوى للتونسيين على الرحلة المحددة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الخطوط التركية أتاحت لهم بعض الخيارات منها السفر إلى دول الجوار ومنها الجزائر، وأنه بعد انتقالهم للجزائر لم يستطع حتى الآن العودة للداخل الليبي.
وأوضح أن القنصلية وفرت بعض الاحتياجات منها الإقامة، إلا أن الجالية تضم بعض المرضى وهم بحاجة لعناية خاصة لا تتوفر في ظروف الحجر المفروضة في العاصمة الجزائر.
وطالب الصوابي بضرورة العودة للداخل الليبي خاصة في ظل تفشي المرض في العاصمة الجزائر.
مئات الشكاوى والمنشادات نشرها العديد من العالقين على مواقع التواصل الإجتماعي تطالب بالعودة لليبيا، خاصة في ظل انتشار وباء كورونا بشكل كبير في دول العالم، في حين أن عدد الحالات المسجلة في ليبيا حتي اليوم هي 26 حالة فقط.
على جانب أخر دشن مجموعة من الليبيبات المقيمات في مصر مبادرة لمساعدة العائلات غير القادرة.
حيث أوضحت عفاف الفرجاني مؤسسة المبادرة، أن الكثير من العائلات لهم ظروفهم الخاصة التي تحول دون وقوف النساء في المطبخ بسبب ظروف مرضية، وأن المبادرة تعمل على توصيل الطعام إلى هذه الأسر في ظل إغلاق المطاعم، وضيق الظروف المادية بسبب الظروف الطارئة.
وأوضحت أن المبادرة تساعد الكثير من العائلات الليبية غير القادرة في الوقت الراهن.
فيما قال إبراهيم محمد عضو لجنة القاهرة المشكلة من الحكومة المؤقتة بالشرق الليبي، إن الإجراءات المتخذة حتى الآن هي تقديم منحة شهرية للعائلات العالقة في مصر قدرها 2000 جنيه مصرين ودفع الإيجار .
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن الشروط تنتطبق على من دخل مصر عام 2020، وأن ما قبل هذا التاريخ يعد من المقيمين في مصر لا العالقين.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" الثلاثاء أن القرارات تعمم على كافة السفارات والقنصليات، حيث تشمل إجراء التحاليل الطبية اللازمة للمواطنين العالقين في مصر وتونس وتركيا بشأن فيروس كورونا، والبدء في الحجر الصحي لمدة 14 يوما، ومن ثم يعاد التحليل مرة أخرى، على أن تبدأ ترتيبات العودة بعد الاختبار الثاني والتأكد من نتائج التحاليل.
وأضاف أن الدول الأخرى يجرى العمل فيها على تقديم مساعدات للمعيشة، وأن هناك بعض المقترحات المقدمة من السفارات لإحداث رحلات خاصة بعد إجراء التحاليل والإجراءات الخاصة، إلا أن اللجنة لم تتخذ أي قرارات حتى الآن بشأن المقترحات.
وأوضح أن الإجراءات تبدأ خلال الأيام المقبلة عقب إرسال اللجنة المشكلة للإشراف على التحاليل وعملية الحجر المنزلي.
وفيما يتعلق بآلية إجراء التحاليل الطبية الخاصة بفيروس كورونا، أكد أن اللجنة العليا تقوم بالتنسيق مع وزارتي الصحة والداخلية في الدول التي يتواجد بها العالقين بشأن كافة الإجراءات.
وأكدت اللجنة خلال اجتماعها بحضور وزير الصحة وأعضاء اللّجنة العليا أن البروتوكول يضمن الموازنة بين عودتهم لأرض الوطن ودفع معاناتهم وحماية المجتمع الليبي من الجائحة، في ظل التحديات التي تواجه النظام الصحي في ليبيا.
وبحسب البيان الصادر عن اللجنة، شدّد وزير الصحة المفوض الدكتور أحميد بن عمر، على ضرورة الالتزام بالتوصيات العلمية المنبثقة عن طريق اللجنة الاستشارية، كونها تصدر عن طريق دراسة فنية من المختصين، تضمن مجابهة الفيروس والحدّ من انتشاره.
وأعلن المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض اليوم الثلاثاء تسجيل حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا.
وذكر المركز في بيانه على صفحته الرسمية، أن المختبر المرجعي لصحة المجتمع بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض تسلم (10) عينات للكشف عن فيروس كورونا المستجد منها 9 عينات سالبة وعينة واحدة موجبة ليرتفع بذلك إجمالي الإصابات في البلاد إلى 26 حالة.
