وتقول وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن انتهاكات إسرائيل بحق الصيادين تتنوع من إطلاق نار مباشر واعتقال، إلى الاستيلاء على القوارب ومعدات الصيد، فيما تستمر بالتلاعب بمساحات الصيد.
هجمات مستمرة
وأفادت مصادر فلسطينية في غزة، أن الزوارق البحرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الرصاص الحي على مراكب الصيادين قبالة سواحل بيت لاهيا شمال قطاع غزة، دون الإشارة إلى وقوع إصابات تذكر، وفقا لمواقع فلسطينية.
والأسبوع الماضي، أصيب صيادان برصاص بحرية إسرائيل قبالة بحر مدينة غزة، وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن صيادين اثنين أصيبا برصاص معدنى مغلف بالمطاط أطلقه جنود بحرية إسرائيل عقب مطاردة مراكب الصيادين وهي على بعد نحو ثلاثة أميال في بحر منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، مشيرة إلى أنه تم نقل الصيادين إلى المستشفى لتلقي العلاج وحالتهما وصفت بالمتوسطة.
يشار إلى أن بحرية إسرائيل تتعمد بشكل يومي إطلاق النار على الصيادين ومراكبهم في بحر غزة وتمنعهم من ممارسة مهنة الصيد.
اعتداءات مستمرة
نقيب الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة نزار عياش، قال إن "إسرائيل تكثف هجماتها على الصياديين الفلسطينيين هذه الفترة، حيث أصابت 4 منهم الأسبوع الماضي، وتقوم بإطلاق النار على المراكب وملاحقتها صبيحة كل يوم".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "تصعيد الهجمات تزيد عند بداية كل موسم، والتي يكون للزوارق الإسرائيلية نشاطًا كبيرًا وقتها، لذلك يحاولون إبعاد الصياديين الفلسطينيين، خاصة في المناطق الحدودية الشمالية والجنوبية والغربية".
وتابع: "هذه الإجراءات تأتي ضمن محاولات إسرائيل للتضييق على قطاع غزة، ضمن الحصار المفروض هناك لمنع أي شريحة من شرائح المجتمع الفلسطيني تعيش في رخاء".
وأكد أن "هناك تضييقًا كبيرًا على الصياديين تحديدًا باعتبار هذه المهنة من المهن الكبيرة بعد الزراعة في فلسطين، وتشغل 4 آلاف صياد في القطاع، حيث قامت إسرائيل بمنع كافة مستلزمات الصيد من الدخول، وكذلك تضييق مساحة الصيد 22 مرة العام الماضي، وأكثر من مرتين هذا العام".
ضغوط على حماس
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي الفلسطيني في حركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية إن "اعتداء الاحتلال على الصيادين في قطاع غزة ليس بجديد، ويتكرر بشكل يومي".
وتابع: "تكرار إطلاق النار على الصيادين في منطقة شمال قطاع غزة بالتحديد هو لمنع الصيادين من صيد الأسماك من مناطق بحرية تقترب من مناطق صيد الاحتلال والهدف هو القرصنة حتى على ما يتبقى من صيد في منطقة الصيد الفلسطينية التي يسمح بها الاحتلال".
وأشار إلى أن "الاعتداء تزايد على الصيادين في الأيام الأخيرة جزء من الضغط على حماس لتغيير شروطها في صفقة تبادل الأسرى وقد نشهد إقدام إسرائيل على إغلاق البحر بشكل كامل في قطاع غزة".
ومضى حديثه قائلًا: "الاحتلال يتجرد من كل إنسانية لتحقيق أهدافه ونتمنى ألا يدفع المواطن الفلسطيني ثمن مغامرات حكومة الاحتلال التي كان من المفروض إنسانيا أن تقوم بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في ظل جائحة كورونا".
ومهنة الصيد مهنة أساسية في القطاع، لكنها تأثرت بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل على المساحات التي يسمح للصيادين بالوصول لها.
وتنص اتفاقية أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في 13 سبتمبر/ أيلول عام 1993، على السماح للصيادين بالإبحار مسافة 20 ميلاً بحرياً على طول شواطئ قطاع غزة، إلا أن إسرائيل قلّص المسافة إلى 6 أميال بحرية فقط، يزيدها إلى 12 و15 بحسب الوضع الأمني، ثم يعود ويقلصها مرة أخرى.