ربما لا تعرف الأجيال الجديدة الكثير عن بهيجة حافظ، وهو ما دفع الجميع للتساؤل حول أسباب احتفال غوغل بها، لذا في السطور المقبلة سنرسم صورة للفنانة التي وصفها النقاد بأنها "أكتر شخصية "مظلومة" في تاريخ السينما العربية".
بهيجة حافظ ممثلة ومنتجة وهي أول امرأة قامت بتأليف الموسيقى التصويرية للأفلام في السينما.
بحسب ما جاء في موقع "مصرواي"، بهيجة حافظ، هي ابنة إسماعيل باشا حافظ ناظر للخاصة السلطانية في عهد الخديوي عباس كامل، كما ربطتها صلة قرابة بإسماعيل باشا صدقي رئيس وزراء مصر في عهد الملك فؤاد الأول.
ولدت في 4 أغسطس 1908 بمحافظة الإسكندرية، لعائلة ثرية، والدها كان من محبي الفن، فانتقل هذا الحب لها، إذ كان والدها يعزف على العود وآلات موسيقية أخرى، وتوجت هذه الهواية بالدراسة إذ سافرت إلى فرنسا لدراسة الموسيقى وحصلت على دبلوم الموسيقى من باريس، ثم انتقلت إلى ألمانيا ودرست الإخراج والمونتاج السينمائي في برلين، لذلك يمكن وصفها بـ"الفنانة الشاملة".
لا تحتوي المكتبات العربية الكثير عن بهيجة حافظ، ويرى الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحات لموقع "مصرواي" أن "البعض لم ينتبه لفكرة التوثيق في هذه الفترة"، مؤكدا على أنها "ظلمت، فهناك الكثير لا يعرفون قيمة ما قدمت هذه السيدة للفن المصري"، مشددا على أنه "لم نمنحها مكانتها التي تستحق".
أزمة مع عائلتها
كون أسرتها من هواة الفن إلا أن ذلك لم يمنع المشاكل بينها وبين عائلتها، فغالبية الأسر المصرية كانت تنظر وقتها إلى الفنانيين نظرة دونية، عندما عملت بهيجة بالموسيقى غضب أهلها ورفضوا ذلك، وزاد غضبهم بعد ظهورها الأول في السينما، حيث كانت هي أول وجه نسائي يظهر على شاشة السينما المصرية، عندما شاركت في بطولة الفيلم الصامت "زينب" عام 1930، أمام سراج منير وزكي رستم، إخراج محمد كريم.
تقول بهيجة في فيديو نادر لها: " لما اشتغلت في الموسيقى كان أهلي رافضين، فبعدها أتعرض عليا فيلم "زينب"، فعملته وقلت زي بعضه طالما هما زعلانين أعمل الشغلانة دي بالمرة، ولما الفيلم اتعرض في مصر حقق نجاحا كبيرا جدًا، وأهلي قاطعوني ومش أهلي بس كل الناس في إسكندرية اضطهدوني ومحدش كان بيسلم عليا".
وأضافت: "لما الفيلم اتعرض في الإسكندرية، والدتي قالت ودوني أشوف بنتي أنا مشفتهاش من 3 سنين، فجابوها عشان تشوفني، لما شافت مشهد موتي في الفيلم، أُغمى عليها، افتكرتني مت بجد، وفضلت تقول بنتي ماتت، فنزلتلها وقولتها أنا هنا يا ماما".
أزمتها مع الملك فاروق
نقل موقع مصرواي عن الكاتب محمود قاسم تفاصيل الأزمة التي حدثت بين بهيجة حافظ، والملك فاروق، ويقول إن "فيلم ليلى بنت الصحراء"، تسبب في أزمة بين الأميرة فوزية وزوجها "شاه إيران"، وتدخل الملك فاروق لحلها بوقف عرضه.
وفيلم "ليلى بنت الصحراء" بطولة وإنتاج بهيجة حافظ وحسين رياض وزكي رستم وعباس فارس وراقية إبراهيم.
ولفت قاسم إلى أن الفيلم كان يدور حول الحرب ما بين الفرس والعرب، وأن ليلى، بطلة الفيلم التي جسدتها بهيجة حافظ، أسرها ملك الفرس وعذبها، وهو ما أغضب شاه إيران وتسبب في الأزمة.
ويقول قاسم إن بهيجة انفقت 18 ألف جنيه كتكلفة إنتاجية للفيلم، وبعدما أوقفه الملك فاروق، تعرضت شركتها للإفلاس فاضطرت للتوقف عن الإنتاج السينمائي لمدة عشر سنوات.
وعادت في عام 1944، لعرض الفيلم ذاته لكن باسم آخر وهو "ليلى البدوية"، ولكنه لم يحقق صدى، على الرغم من فوزه بإحدى الجوائز الذهبية في مهرجان "برلين الدولي".
ابتعدت عن السينما، وأقامت داخل قصرها صالون ثقافي كان يحضره نخبة المثقفين بمصر، من أبرزهم هدى شعراوي، علي الجنبلاطي، روحية القليني، وآخرون، وفي 13 ديسمبر 1983 رحلت عن عالمنا عن عمر يناهز 75 عاما، ولم يمش في جنازتها أي فنان.
