المواقف الرسمية الليبية لم تقر بالموافقة على المقترح حتى الآن، أو الرفض القاطع، حسب معلومات حصلت عليها "سبوتنيك".
موضحا أن المقترح يلحظ أن تكون هذه المدينة مقرا للسلطة إلى حين إجراء انتخابات نيابية مقبلة، بحسب تصريحاته لـ"العربية".
وأكد صالح أنه ناقش مع المسؤول الأمريكي قضية النفط، معربا عن تحفظه على وجود الميليشيات المسلحة في المنشآت النفطية وعلى أن يكون لها أي دخل بملف النفط".
من ناحيته قال النائب محمد العباني عضو البرلمان الليبي، إن سرت والجفرة وسط ليبيا وبوابتا الهلال النفطي، أصبحتا لسان حال السياسيين وغاية العسكريين وحشودهم العسكرية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الدول التي تدفع نحو سرت وجفرة كمنطقة خالية من السلاح لها رأي وغاية أخرى، قد تؤدي إلى تقسيم الأراضي الليبية وتشظيها في عدة كنتونات تمكنها من وضع يدها عليها، والتمكين لشركاتها من استغلال الثروات الليبية، وخاصة الغاز والنفط والموقع الاستراتيجي المميز.
وتابع أن فكرة إبعاد الجيش الوطني الليبي عن سرت والجفرة، لا تقل خطورة عن إخلاء البنوك من حراسها واللصوص واقفون بأبوابها.
وأوضح أن مدينة سرت بها إمكانيات ومقرات إدارية وقاعات تؤهلها لأن تكون عاصمة للدولة الليبية، لكن بحماية وتأمين الجيش والشرطة الأمنية، وأن كرة إبعاد الجيش، فهي فكرة مرفوضة ومستهجنة، وسبيل إلى تقسيم الدولة ونهب خيراتها برعاية دولية لخدمة دول بعينها.
فيما قال رمزي الرميح مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي، إن السفارة الأمريكية في ليبيا تصر على التأكيد في كل منشوراتها على منطقة منزوعة السلاح في سرت والجفرة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المنطقة منزوعة السلاح بحكم القوانين أنه لا يوجد فيها أسلحة ولا جنود، وهو ما يعني التقسيم، وأن الداخل الليبي لن يقبل بها تحت اي ظرف.
وشدد على أن الرؤية الليبية جاءت في إعلان القاهرة في وقت سابق، وأن آلية حل الأزمة تتضمن الشروع في سيناريوهات الحل السياسي، ببقاء القوات عند النقاط التي تقف عندها.
ولفت إلى أن ما جاء على لسان المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب غير صحيح، وأن صالح اتفق مع السفير الأمريكي على منطقة منزوعة السلاح غير دقيق، ولم يتطرق له بيان مجلس النواب، وكذلك تصريحات المستشار عقيلة صالح التلفزيونية.وأكد على أن الأمر طرح للنقاش كما ظهر في بيان السفارة الأمريكية، إلا أنه لم يرد أن عقيلة صالح وافق على المقترح.
وقالت السفارة الأمريكية في ليبيا، إن السفير نورلاند سافر إلى القاهرة الاثنين 10أغسطس/آب، عقب المناقشات الأخيرة حول ليبيا بين الرئيس ترامب والرئيس السيسي، وكذلك بين وزير الخارجية بومبيو ووزير الخارجية شكري، للتشاور مع كبار المسؤولين المصريين حول خطوات تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وتحقيق انسحاب كامل للقوات الأجنبية والمرتزقة، ودعم الحوار السياسي الذي تيسره الأمم المتحدة.
وبحسب بيان السفارة: "رحب السفير نورلاند مع شركائنا المصريين بالزخم الناتج عن إعلان القاهرة في 6 يونيو/حزيران، وشدّد على دعم الولايات المتحدة لجميع القادة الليبيين الذين يتحلّون بروح المسؤولية، والساعين إلى حل سلمي للصراع، من شأنه أن يعيد ليبيا سيادتها ويعزّز الإصلاحات الاقتصادية، ويمنع المزيد من التصعيد الخارجي".
كما التقى السفير برئيس مجلس النواب عقيلة صالح للتعرّف على جهود مجلس النواب للترويج لحلّ منزوع السلاح في سرت والجفرة، وتمكين المؤسسة الوطنية للنفط من استئناف عملها الحيوي مع ضمان إدارة عائدات النفط والغاز بشفافية، وتحسين الحوكمة بما يؤدّي إلى انتخابات موثوقة وسلمية. وأعرب السفير نورلاند عن دعمه لتطلعات رئيس مجلس النواب وتطلعات جميع العناصر الليبية المسؤولة، لحلّ ليبي لإنهاء الصراع وضمان مستقبل مستقر ومزدهر للشعب الليبي.