بحسب خبراء فإن الاختلاف ليس على التاريخ بقدر ما هو على بعض الأهداف الخاصة بتكتلات دون الأخرى في الجزائر.
يستمر الاقتراع لمدة يوم، مع بعض الاستثناءات، لكن ليس هناك ما يمنع من تعديل النص القانوني وجعل الاقتراع يدوم عدة أيام.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"أن كل منها يسعى للتموقع في الجزائر الجديدة، التي دعا إليها السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية، والذي وضع ضمن أولويات برنامجه الانتخابي تعديل الدستور ليتمكن من إرساء الجمهورية الجديدة.
ويرى أنه لولا تفشي فيروس كورونا، لكان تاريخ الاستفتاء قبل هذا بكثير، خاصة أن تعديل الدستور هو بداية لتغييرات أخرى ترتبط بمواد الدستور المعدلة أو المستحدثة، وهكذا ونظرا للتأخير الذي حدث بالنسبة لتاريخ الاستفتاء بسبب كوفيد 19، واستلام اللجنة المكلفة بتعديل الدستور حوالي 2500 مقترح من الأحزاب والجمعيات والشخصيات الوطنية.
بحسب قريشي، أن هذه التعددية السياسية يسعى كل تيار فيها لربح مساحة أكبر في المجتمع، والحصول على مكان له في الجزائر الجديدة.
وأوضح أن رفض التاريخ المقترح لا يعدو أن يكون لفتا للانتباه، ذلك أن الرفض قد يكون منطقيا عندما لا يكون هناك وقتا كافيا لدراسة المقترحات ومناقشتها، أما ما حدث فهو العكس تماما، حيث كان هناك وقتا كافيا للجميع للإطلاع على نسخة الدستور المقترحة ودراستها وتقديم المقترحات.
من جهة أخرى فقد يكون تزامن تاريخ الاستفتاء بمناسبة اندلاع الثورة، وتدشين المسجد الأعظم، ويوم عطلة مدفوعة الأجر أقلق البعض، لما يوحي هذا التزامن لطي صفحة الماضي والتوجه لبناء دولة جديدة، بحسب قريشي.
فيما قالت حدة حزام الكاتبة السياسية الجزائرية، إن التاريخ لم يخلق حالة من التباين، بل أن هناك من رحب برمزية الموعد، في الفاتح من نوفمبر/تشرين الثاني، على أساس أنه ارتباط بمبادئ ثورة الفاتح.
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن الرافضين للاستفتاء برمته، وهي فئة ليس لها عمق شعبي، ولا وعاء انتخابي، وهي تطالب بمجلس تأسيسي، وصياغة دستور جديد لميلاد الجمهورية الجديدة.
فيما قال الدكتور عمار خبابة الباحث القانوني، إن التباين موجود منذ مدة، بين من يطالبون بالإصلاح العميق للنظام بأسلوب تدرجي سلمي، مع تحكيم الدستور والقوانين السارية المفعول، والعمل على إصلاحها وتعديلها بشكل مرحلي، وبين من يطالبون بذهاب كل شيء.
وأضاف في حديثه لـ: "سبوتنيك"، أنه حينما انطلق الحراك، طالب بـ "لا" للعهدة الخامسة للرئيس الممارس آنذاك، وطالب برحيله ورحيل بطانته وتغيير النظام تغييرا جذريا مؤسسات وسلوكيات.