وقال قصير لـ"سبوتنيك" إن "هذه العقوبات ستؤدي إلى إعادة تقوية للدوائر التي لها علاقة بـ"حزب الله"، لأنه في حال أمريكا فرضت هذه العقوبات ستدفع العديد من الشخصيات لاستنكار ما تقوم به أمريكا وإعادة التموضع إلى جانب الحزب وليس العكس تماماً، عندما يتم حصر أي قوة في الزاوية هذه القوة ستقوم بردود فعل سلبية وليست لمصلحة الأمريكيين".
واستبعد قصير أن يكون لهذه العقوبات أي تداعيات على موضوع تشكيل الحكومة، مضيفاً "بل قد تكون عنصرا إيجابيا للإسراع بتشكيل الحكومة، للرد على أن هذه العقوبات لن تؤخر تشكيل الحكومة خصوصاً من القوى الفاعلة "حركة أمل"، "حزب الله"، "التيار الوطني الحر" أظن أنهم أصبحوا معنيين أكثر بالإسراع بتشكيل الحكومة من أجل قطع الطرق على أية عقوبات أخرى، وقد تكون لها انعكاس إيجابي بمعنى دفع الأطراف اللبنانية للتفكير مجدداً بمعالجة الوضع اللبناني بسرعة من أجل أن لا يبقى ساحة للصراع الأمريكي الفرنسي أو ساحة للصراعات الخارجية".
وأشار إلى أن الموقف الأمريكي بعدم فصل الجناح السياسي والعسكري لـ"حزب الله" قديم وليس بالجديد، والفرنسيون يعرفون ذلك ورفضوا اتهام "حزب الله" بالإرهاب رغم أنهم يعرفون دور الحزب في لبنان وخارجه.
ورأى قصير أن لبنان أمام متغير مهم على صعيد الإدارة الفرنسية للشأن اللبناني، لافتاً إلى "أن هناك مصالح كبرى لفرنسا في لبنان وفي المنطقة، وطبعاً قد نشهد بعض التباين الفرنسي الأمريكي، لكن ليس لمصلحة الأمريكي عرقلة المبادرة الفرنسية حالياً، سينتظرون ما سيجري ونحن في مرحلة تقطيع وقت حتى الانتخابات الرئاسية الامريكية وعلى ضوء هذه التطورات خلال الشهرين المقبلين من الممكن أن نعرف إلى أي مدى ستتجه الأمور".
وختم قصير قائلاً: "المسؤولون الأمريكيون أشاروا إلى أن هناك عقوبات أخرى، لكن من الواضح أن توقيت هذه العقوبات يتم وفق توقيت سياسي معين، في اللحظة التي يريد فيها الأمريكيون توجيه رسالة معينة، يبدو الآن من مصلحة الأمريكيين القول نحن هنا على الطاولة موجودون في لبنان وقادرون على التأثير في الشأن اللبناني، والعقوبات سوف يتم الإعلان عنها بشكل تدريجي حسب تطور الأوضاع في الداخل اللبناني".
وكانت وزارة الخزانة الامريكية أدرجت، أمس الثلاثاء، وزير المالية السابق علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس، المحسوب على رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، على لائحة عقوباتها، بتهمة الفساد وتقديم الدعم المادي "حزب الله".