وأكد إشتيه أن مجلس الوزراء الفلسطيني يدرس التوصية للرئيس لتصويب علاقة فلسطين مع الجامعة العربية، التي أصبحت رمزا للعجز العربي.
وأثارت التصريحات الفلسطينية جدلا كبيرا حول ما هية تصويب الأوضاع التي تبحث عنها فلسطين، خاصة أنها تتزامت مع مطالب بعض الفصائل بضرورة الانسحاب من الجامعة العربية.
تصويب الأوضاع
وعن توقيع الاتفاق بين الإمارات والبحرين وإسرائيل في البيت الأبيض قال: "سيضاف هذا اليوم إلى رزنامة الألم الفلسطيني وسجل الانكسارات العربية".
وأضاف: "التهافت العربي نحو دولة الاحتلال بدءا بالامارات ثم البحرين بتوقيع اتفاق استسلام لصفقة القرن، (بعد أن أحبطت فلسطين الشق الرئيسي من هذه الصفقة)، جعل فلسطين تجد نفسها تصارع وظهرها مكشوف من شرق العرب، في الإمارات والبحرين.
وأضاف "وندعو الدول العربية إلى رفض الخطوة الإماراتية البحرينية وعدم المشاركة في الاحتفالات المقامة غدا".
مستقبل الجامعة العربية
الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، قال إن "تصريح رئيس الوزراء الفلسطيني حول تصويب العلاقة مع جامعة الدول العربية ستكون انعكاساته خطيرة على كافة قضايا العمل العربي المشترك".
وأضاف، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "معنى تصويب العلاقة أي تصحيحها وهذا يعني إما تقديم طلب للانسحاب من الجامعة أو مقاطعة جلساتها أو غير ذلك".
وتابع "من المؤكد أن "الانسحاب من الجامعة سيكون له ارتدادات خطيرة على القضية الفلسطينية لكنه أيضا سيهدد مستقبل العلاقات العربية بالجامعة على وجه الخصوص ومستقبل العمل العربي المشترك عموما".
وأوضح أن "هناك قصورا عربيا تجاه الدعم المالي أو شبكة الأمان، منذ عام ونصف العرب يشاركون في الحصار المالي الإسرائيلي الأمريكي على الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن "مصير جامعة الدول العربية ستكون على المحك طالما رهنت مسيرتها وسياساتها بهيمنة بعض الدول".
وأكد أن "تلويح دولة فلسطين بالانسحاب سيضعف من مكانة الجامعة بكل صراحة لأن قضية فلسطين هي محل الإجماع العربي الوحيد، بينما كل القضايا في الجامعة تجتاحها التناقضات".
وحذر شعث من "استمرار الجامعة على حالتها المزرية لأن ذلك سيكون له تداعيات وخيمة على ديمومة ووحدة الجامعة، ولربما لو انسحبت فلسطين رغم ما يشكله ذلك من مخاطر على القضية فإن العديد من الدول ستلحق بفلسطين لأسباب أخرى، فكل دولة عربية تستشعر بأنها تتعرض لابتزاز أو أزمة ستهجر الجامعة وستهرب باتجاه محاور إقليمية أخرى".
وطالب شعث "الدول العربية الوازنة في جامعة العربية، لاسيما مصر والأردن والكويت والسعودية والجزائر وتونس، وغيرها بالتحرك العاجل لتطوير الجامعة في كافة نواحي العمل العربي المشترك، أما المجاملات السياسية على حساب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية فما عادت تفيد في هذه المرحلة الدقيقة وإلا سيكون مصير الجامعة التفكك والتمزق لطالما كانت عاجزة عن فرض وتنفيذ قراراتها".
تصويب وليس انسحاب
وأضاف، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "موضوع انسحاب فلسطين من الجامعة العربية غير مطروح، وغير وارد، حيث يتمسك الشعب الفلسطيني بموقعه في الجامعة، وندرك أن وصول فلسطين له كان إنجازا تاريخيا أكد من خلاله الشعب الفلسطيني، حضوره السياسي وهويته الفلسطينية العربية بين الأشقاء بالجامعة".
وتابع "دول عربية كثيرة بل الأغلبية ترفض التطبيع وما ذهبت إليه الإمارات والبحرين، بالتالي نبحث تصويب الأوضاع الخاصة بمبادئ وميثاق الجامعة، وليس الانسحاب، وفلسطين تتمسك بموقعها في كل منظمة دولية أو إقليمية، سواء الجامعة العربية أو الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية أو الإنتربول الدولي".
واستطرد "هذه المنظمات التي تنتمي لها فلسطين إنجاز سياسي ونحن مستمرون فيه، وما ذهبت إليه البحرين والإمارات لن يثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة حقوقه، وهي اتفاقيات وهمية وسريعا ما سيكتشف الجميع إنها لن تحقق أي شيء، والحقيقة الواحدة القائمة هي وحدة الشعب الفلسطيني على أرضه، وأن القضية الفلسطينية بعمقها العربي والشعبي لن تتراجع قيد أنملة".
ودعا رئيس الدائرة السياسية وعضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، محمد الهندي، السلطة الفلسطينية، إلى الانسحاب من جامعة الدول العربية.
وأعلن الرئيس، الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، عبر تغريدة على حسابه الشخصي على تويتر، عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والبحرين، كما نشر بيانا ثلاثيا مشتركا للولايات المتحدة ومملكة البحرين وإسرائيل يوضح تفاصيل اتفاق السلام.