وفي هذا الخصوص أجرت "سبوتنيك" هذا الحوار مع النائب البحريني، عضو مجلس الشورى علي العرادي... وإلى النص:
ما هي أبرز بنود إعلان تأييد السلام الذي سيتم التوقيع عليه اليوم بين البحرين وإسرائيل؟
وأي اتفاق بين بلدين خاصة إذا كان يتناول الوضع الإقليمي ويشكل خطوة هامة في تحقيق السلام يجب أن يتضمن بنود شاملة لتحقيق رؤية وتوجهات وخيارات الأطراف المعنية به والموقعة عليه، ويجب أن تراعي هذه البنود إن كانت أمنية أو سياسية أو غيرها تحقيق هذه الأهداف على أرض الواقع وتحقيق مصالح الأطراف والأهم من ذلك الهدف الأسمى وهو تحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة وبالتالي كل بنود هذا الاتفاق تهدف أن تكون هناك خطوات فاعلة على أرض الواقع في تحقيق السلام من أجل الفلسطينيين ومن أجل أن تكون هناك ثوابت عربية واضحة وحقوق واضحة للفلسطينيين، والتي طالما دفعنا بها في البحرين وطالما دعونا إلى أن يكون هناك اتفاق ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل يضمن الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والمستقرة والمزدهرة.
ما هي دوافع البحرين لتوقيع هذا الاتفاق خاصة أنها لم تكن من دول المواجهة مع إسرائيل؟
البحرين لم تتقاعس أبدا في أخذ دورها الريادي في أن تكون من أهم الدول الداعمة للأشقاء الفلسطينيين، وستظل دائما داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وكنا ندعو منذ بداية هذا الصراع إلى أن يكون هناك اعتراف كامل بحقوق الشعب الفلسطيني ومواقفنا مع القيادة الفلسطينية ثابتة وراسخة، وجهود البحرين كانت ولاتزال مستمرة لصون حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق والعمل على تحقيق يتطلعاته المشروعة.
مملكة البحرين دولة ذات سيادة تتخذ قراراتها بناء على ثوابتها الوطنية والعربية ومصالحها الأمنية العليا، وكذلك المصلحة العربية المشتركة التي دائما ما تكون القضية الفلسطينية أهم محاورها وتوجهات البحرين هي أن تحقق هذه الثوابت على أرض الواقع وأعتقد أنه من خلال هذا الأعلان ستعود على البحرين فوائد كثيرة لأنها كانت دائما وما تزال تسعى إلى تمكين الشعب الفلسطيني من النهوض بمقدراته، ويشكل ذلك بداية تعزيز موارده حتى يعيش كغيرة من شعوب العالم.
ما ذكرته يتسق مع تصريح وزير الخارجية بشأن أن الاتفاق يمثل "خطوة لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وتجسيدا للمبادرة العربية"... لكن الفلسطينيين يرون أنه سلام مجاني يتسبب في فقدان القضية الفلسطينية لأوراق مهمة، ما هو رد فعل القيادة البحرينية على الانتقادات الفلسطينية؟
هدفنا في البحرين هو مساندة الحقوق الفلسطينية ونعلم أن هناك أولويات استراتيجية تقررها كل دولة لكنها في النهاية تصب في المصلحة القضية الأهم وهي القضية الفلسطينية، وجهود البحرين والدول الأخرى دائما تتجه إلى صون حقوق الشعب الفلسطيني، وأن يكون هناك حل شامل وعادل يرتكز على قيام الدولتين ويساهم بأن يكون خطوة حقيقية وفاعلة تجاه تحقيق السلام من أجل الفلسيطينين.
هذا حق كل العرب والمسلمين والخليجيين. والدول التي سبقتنا وأقامت علاقات مع إسرائيل لم تقصر ولم تتقاعس عن دعم ومساندة الحقوق الفلسطينية باعتبار أن مساندة الحقوق الفلسطينية حق ثابت. وانضمام البحرين وقبلها وبعدها دول أخرى لن ينل من هذا الحق إلا بشكل إيجابي وسنسعى كذلك إلى أن يتحقق على أرض الواقع ونحن في البحرين نؤكد بداية وقوفنا مع قيادتنا وبأن البحرين دولة ذات سيادة تتخذ قراراتها بناء على ثوابتها وعلى مصالح الأمة العربية والإسلامية.
كيف استقبل الشعب البحريني هذه الأنباء، هل هناك مقاومة داخلية لهذه الخطوة؟
نحن في البحرين حبانا الله بملك حكيم وشعب حي وهي من الممالك الدستورية التي دائما تعزز حقوق كل الشعب في أن يعبر عن رأيه بصراحة وشفافية وأبشركم بأن الشعب دائما يقف مع مليكه ومع راعي المشروع الإصلاحي، وإذا كانت هناك جهات قليلة عبرت عن رأيها بأنها تتحفظ قليلا أو تجد أن هذا الحق لا تراه أو لا تفهمة مئة بالمئة، فهم في البداية عدد قليل جدا، وهذه ظاهرة صحية نفتخر بها في البحرين، وتعودنا دائما أن كل القرارات التي يشارك فيها الشعب في البداية تجد دعما كاملا في النهاية عندما تتضح الأمور وتبدأ التطبيق على أرض الواقع ونحن كممثلين لشعب البحرين من أعضاء السلطة التشريعية أعلنا منذ اليوم الأول دعمنا الكامل لهذا الإعلان، وتأييد السلام وهذه المبادرة الكبيرة والشجاعة التي تصب في اتجاه حقوق الشعب الفلسطيني ولأن البحرين دولة حية وديمقراطية من الطبيعي أن تكون هناك مجموعة بسيطة قد لا ترى في هذا الحل كل طموحها لكننا كممثلين للشعب نتفق مع هذا التوجه.
أجرت الحوار: جيهان لطفي