ودعا حمدوك، الحركة الشعبية لتحرير السودان وحركة جيش تحرير السودان، إلى الانضمام لاتفاق السلام الموقع مع الحركات المسلحة وغير المسلحة المنضوية في الجبهة الثورية، واصفا الاتفاق بأنه ليس معاهدة لاقتسام السلطة والثروة بل من أجل التنمية في كل أنحاء البلاد.
وقال حمدوك في كلمة على هامش احتفالية توقيع اتفاق السلام بمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان: "لرفاقنا في الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو وحركة التحرير بقيادة عبد الواحد نور، في انتظاركم بعد مناقشة معظم القضايا"، مضيفا أنهم "يجب أن ينضموا لهذا السلام".
سودان الثورة والتغيير يظل يعمل بكل همة لأن يصبح السلام شاملاً ومستداماً، وترفرف راياته فوق ما تبقى من أرض الوطن. أصبح الاتفاق ممكناً الآن أكثر من أي وقت مضى في تاريخ بلادنا بتضافر الجهود والعزيمة والإرادة.#سلام_السودان pic.twitter.com/CmRfaqOQ47
— Abdalla Hamdok (@SudanPMHamdok) October 3, 2020
وأوضح في حديثه أن الاتفاق "ليس معاهدة لاقتسام السلطة والثروة بل لاستخدام فواتير السلاح في التنمية... لا تنمية بدون سلام ولا سلام مستدام بدون تنمية متوازنة ولا ديمقراطية بدون سلام وتنمية".
ووقعت حكومة تقاسم السلطة بالسودان وعدة جماعات مسلحة، اليوم السبت، رسميا على اتفاق سلام يهدف لحل عقود من الصراعات الإقليمية التي أدت إلى تشريد الملايين ووفاة مئات الآلاف، بحسب وكالة "رويترز".
يذكر أن ثلاث جماعات رئيسية وقعت على اتفاق مبدئي في أغسطس/ آب هي "فصيلان من إقليم دارفور بغرب البلاد وفصيل ثالث من جنوب البلاد - وذلك بعد محادثات سلام استمرت عدة أشهر استضافتها دولة جنوب السودان المجاورة.
ولفتت "رويترز" إلى أن جماعة أخرى قوية، وافقت الشهر الماضي، على إجراء محادثات جديدة تستضيفها جنوب السودان هي الحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) بقيادة عبد العزيز الحلو، وهي التي لم تشارك في محادثات السلام التمهيدية.
ووصف دونالد بوث، مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى السودان وجنوب السودان، هذا الاتفاق بأنه إنجاز تاريخي يعالج عقودا من الصراعات والمعاناة، مشيرا إلى أنه يتطلب التزاما حازما وثابتا بتطبيق الاتفاق بالكامل ودون تأخير.
وحضر توقيع الاتفاق رئيسا إثيوبيا وتشاد ورئيسا وزراء مصر وأوغندا مع مسؤولين إقليميين وسياسيين، وقال توت قلواك، كبير وسطاء جنوب السودان في تصريح لـ "رويترز" قبيل حفل السبت المقرر في جوبا إن "الهدف هو توقيع اتفاقيات مع كل الجماعات المسلحة"، مضيفا: "الأطراف ستوقع على اتفاقها النهائي… وانطلاقا من ذلك سنواصل الانخراط مع جماعات المقاومة الأخرى".
ويعاني السودان من الصراعات منذ عقود. وبعد انفصال الجنوب الغني بالنفط في 2011 تسببت أزمة اقتصادية في خروج احتجاجات أدت في النهاية للإطاحة بالرئيس عمر البشير العام الماضي، ويقول القادة الجدد للسودان، الذي يتقاسم فيه حاليا المدنيون والعسكريون السلطة منذ الإطاحة بالبشير، إن إنهاء الصراعات في البلاد أولوية قصوى.
وتقول "رويترز" إن الاتفاق يضع شروطا لدمج المتمردين في قوات الأمن وتمثيلهم سياسيا وحصولهم على حقوق اقتصادية وحقوق حيازة أراض. وسيقدم صندوق جديد 750 مليون دولار سنويا على مدار عشر سنوات لمناطق الجنوب والغرب الفقيرة كما يضمن الاتفاق فرصة عودة المشردين، بينما قال جاك محمود جاك، المتحدث باسم فصيل الحلو إن "جماعته لن تشارك في الحفل لكنه أوضح أنها مستعدة لبدء مفاوضات منفصلة مع الحكومة السودانية".