ضمن هذه التطورات تزايد نشاط تنظيم "القاعدة"، إضافة إلى إعلان جبهة "البوليساريو" الكفاح المسلح ضد المغرب، وهو ما ينعكس أيضا على العلاقات بين المغرب والجزائر، خاصة أن الخلاف بين الجانبين يعود إلى رؤية الجزائر بشأن حق جبهة البوليساريو في تقرير مصيرها، وهو ما يختلف معه المغرب.
على المستوى الاقتصادي يقول الخبير الاقتصادي الدولي رشيد ساري، إن الفجوة والتوترات التي تعيشها العلاقات المغربية الجزائرية ليست وليدة اليوم، أو ناتجة عن وجود ما يعرف بـ"جبهة البوليساريو".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المغرب ألح أكثر من مرة على فتح الحدود بين المغرب والجزائر من أجل مد جسور التعاون على جميع المستويات في منطقة مهددة أكثر بوجود خلايا إرهابية نشطة، وأوضح أن عدم فتح الحدود بين البلدين يضيع على المغرب والجزائر أكثر من 3 نقاط من الناتج الداخلي الخام، وفرص عمل جديدة، ستمكن من الحد من زحف البطالة.
مجالات متاحة للتعاون
كما أن التوترات الحالية تغلق الباب أمام الانفتاح الاقتصادي في المجال الطاقي، والصناعي والفلاحي.
ويرى أن الجزائر ملزمة عاجلا أم أجلا في ربط جسور التعاون مع المغرب، ليصبحا قوة إقليمية اقتصادية داخل أفريقيا، وقوة ضاغطة أمام القوى الإقليمية الأخرى.
ويرى أن اتحاد المغرب العربي هو السبيل لخلق توازنات على جميع الأصعدة، لبلدان المنطقة أولا وأفريقيا ثانيا.
غياب كامل للتنسيق
فيما يتعلق بالشق الأمني قال الخبير الجزائري أكرم خريف، إنه لا يوجد أي تنسيق بين الدولتين في هذا الإطار.
وبحسب الخبير الأمني أن الجماعات الإرهابية ستركز عملياتها في منطقة الساحل والصحراء بشكل أكبر، خلال الفترة المقبلة.
أزمة الثقة
ويرى أن أزمة الثقة بين البلدين تحول دون أي تقدم أو تنسيق على المستوى الأمني، وأن الأمر قد يتطلب وساطة أجنبية بين الدولتين لحل الإشكاليات القائمة، حيث تعد روسيا من الدول المرشحة لذلك الأمر لعلاقتها القوية بالجزائر والمغرب، وأنها يمكن أن تقوم بهذه المقاربة.
نقطة تهديد
من المغرب يقول الخبير الأمني محمد عيسى، إن التوترات الحاصلة بين المغرب والجزائر، إضافة إلى غياب أي تنسيق أمني، يشكل نقطة تهديد لأمن وسلامة البلدين والمنطقة برمتها.
وأضاف في حديثه لـ "سبوتينك"، أن النشاط المكثف للجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء، تستثمر التوترات الحاصلة بين الدول وبعضها، وتعتبرها الملاذ الآمن لتطبيق مخططاتها في زعزعة استقرارها.
هل تستفيد التنظيمات الإرهاب من الوضع؟
وأوضح أن التنظيمات الإرهابية، ومنها "داعش" و"القاعدة" بالمنطقة تستفيد من هذه التوترات، بحيث أنهما في كل مرة يعلنان عن حضورهما وتجديد قياداتهم.
وأشار إلى أنهما يستفيدان من ضعف العديد من دول منطقة الساحل والصحراء، ونشاط "مافيا المخدرات" وتهريب البشر من جهة ثانية.
ويرى أنه على مسؤولي البلدين الوعي بأن التوتر بينهما لا يخدم سوى التنظيمات الإرهابية، ويعرقل بناء السلم بغرب أفريقيا.
وبشأن التنسيق الأمني بين البلدين تابع الخبير: "حسب معلوماتي، فالتنسيق الأمني بين البلدين متوقف منذ مدة طويلة، وأظن أنه من الصعب على البلدين أن يكون بينهما أي تنسيق في مثل هذه الظروف".
وأشار إلى أن الأمر يحتاج للاقتناع من مسؤولي البلدين بضرورة بناء الثقة بينهما، وأن سلامة وأمن أحدهما يتوقف على أمن وسلامة الآخر.
وتشهد العلاقات الجزائرية-المغربية توترا منذ عقود بسبب النزاع في الصحراء الغربية، والحدود بين البلدين الجارين مغلقة منذ 1994.