وحول موقف بلاده من الأزمة اليمنية، قال ظريف في مقابلة نشرتها وكالة "إيلنا": "مبادرة إيران لحل الأزمة لا تزال مطروحة على الطاولة، وإن زيارة المبعوث الأممي في اليمن إلى طهران لا علاقة لها بالموقف الأمريكي الأخير من الحرب على اليمن".
وأضاف أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أخطأ عندما اعتقد أنه سيهزم اليمنيين خلال ثلاثة أسابيع، فقد مضت 6 سنوات على أوهامه لهزيمة اليمن".
عن الحوار قال إنه "يتعين على السعودية أن تخفض نفقات التسلح إذا أرادت الجلوس مع إيران على طاولة الحوار".
وتابع: "نقترح على السعودية والبحرين والإمارات وبقية دول المنطقة الجلوس على طاولة واحدة بإشراف الأمم المتحدة".
التوتر المتصاعد والحرب الكلامية بين السعودية وإيران ليسا جديدين، فعلاقات البلدين كانت دائما تتراوح بين المواجهة والبرود، لكنها لم تصل إلى هذه الدرجة من التوتر والتصعيد منذ انتهاء الحرب العراقية-الإيرانية عام 1988.
وترى السعودية أن إيران تمثل خطرا وجوديا عليها على المدى البعيد لأنها إن تمكنت من ترسيخ وجودها في سوريا والعراق ولبنان فإنها ستمتلك عمقا استرايجيا يمتد من طهران حتى سواحل المتوسط.
وهذا الموقف هو ما عبر عنه بكل صراحة ولي العهد السعودي في مقابلة له مع قناة "العربية"، بقوله: "النظام الإيراني قائم على أيديولوجية متطرفة فكيف يمكن التفاهم معه؟ نعرف أن السعودية هي هدف أساسي للنظام الإيراني".
أما إيران فتنظر إلى السعودية باعتبارها منافستها الإقليمية وهي التي تقود الجهود الإقليمية التي تسعى للحد من نفوذها وتقويضه وتحرض الولايات المتحدة ضدها، وتضطهد المعارضين الشيعة في الداخل، وفي كل مكان في منطقة الخليج.
ويقول خبراء إن إصرار السعودية على القضاء من نفوذ إيران في اليمن سواء عبر الحرب أو عبر التوصل إلى حل سياسي، نابع من خوفها من ترسيخ إيران نفوذها هناك وبالتالي وقوع مضيق باب المندب تحت سيطرة إيران أو موالين لها، وهو ما يمثل مكسباً استرايتجيا كبيراً لإيران وخسارة كبيرة للسعودية.