ويثير ذلك تساؤلات حول إمكانية تراجع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن سعيها لوقف الحرب في اليمن ومدى تنفيذ تعهداتها بحماية أمن السعودية بعد تزايد العمليات في الآونة الأخيرة على أراضي المملكة.
وأضاف لـ"سبوتنيك": "بعد أن فشل الرئيس السابق دونالد ترامب في تحقيق أي انتصارات عسكرية في اليمن، اليوم بايدن يريد تحقيق انتصارات ولكن عبر الطرق الدبلوماسية والسياسية والتي أصبحت اليوم مفضوحة، ونحن نعلم أن العدوان على اليمن في الأساس هو عدوان أمريكي تم إعلانه من داخل البيت الأبيض على لسان وزير الخارجية الأسبق جون كيري، واليوم عندما يتحدث بايدن عن ضرورة وقف الحرب ووقف تصدير السلاح الهجومي للسعودية، إنما يريد دغدغة المشاعر لكثير من أبناء الشعب اليمني البسطاء حتى يكون هناك تعاطف".
وتابع : "الحرب اليمنية أعلنت في البيت الأبيض وفي عهد الديمقراطي السابق باراك أوباما وكان بايدن نائب الرئيس وقتها".
وقال الجفري: ليس من المعقول أن نصدق ما يقال بعد أن فشلوا أكثر من 6 سنوات في الحرب.
وتابع: "عندما تتحدث الإدارة الجديدة عن شطب "أنصار الله" من قائمة الإرهاب وهم يعلمون جيدا أن الحركة لا يمكن أن تكون إرهابية، فهم يدافعون اليوم عن السيادة وعن الأرض والعرض والحرية والاستقلال والكرامة، والعالم كله يدرك أن "أنصار الله" هى حركة وطنية ومن أبناء الشعب اليمني تدافع عن الوطن واستقلاله وهم لا يريدون ذلك".
عقوبات لا قيمة لها
وأشار إلى أن "العقوبات الأخيرة على العسكريين اليمنيين لن تؤخر ولن تقدم، فهؤلاء القادة لا يريدة الذهاب للخارج وهم يخدمون قضيتهم الوطنية، واليوم العقوبات مفروضة منذ سنوات على كافة أبناء الشعب وليس على هؤلاء القادة فقط، أليس الحصار الخانق والمفروض منذ 6 سنوات هو عقوبات لا إنسانية تسببت في وفاة أكثر من نصف مليون يمني نتيجة القصف أو الحرمان من العلاج والأدوية وفق إحصاءات المنظمات الدولية".
وقف الحرب والبحث عن المصالح
ولفت الخبير الاستراتيجي إلى أنه: " إن كان بايدن يريد بالفعل إنهاء الأزمة اليمنية، عليه أن يصدر قرار بوقف الحرب ورفع الحصار، لكن هم يدينون أنفسهم بتلك التصريحات عندما يتدخل بشكل مباشر بعد أن فشل في تحقيق أي نصر عسكري طوال السنوات الماضية".
وتابع: "شطب أنصار الله من قائمة الإرهاب بمجرد وصول بايدين يؤكد أنها مدانة بالإرهاب والعدوان على اليمن، ثم يتحدثون عن عقوبات على قادة عسكريين بحجة أنهم يستهدفون دول الجوار ومناطق مدنية وناقلات النفط في الممرات المائية ويهددون الأمن والسلم الدوليين، وهذا كلام لا ينطلي في الحقيقة على أحد، بل هم يريدون التدخل المباشر وتدويل المنطقة و شيطنتها بذريعة إيران".
وأضاف لـ"سبوتنيك": "لقد عمدت إدارة بايدن منذ اللحظات الأولى لمجيئها على رفع "أنصار الله" من قائمة الإرهاب وهو منحى سياسي كان صائبا على اعتبار أن الجماعة يجب أن تجلس على أي طاولة تفاوض قادمة، أما ما تم فرضه مؤخرا على القيادات العسكرية فهو يأخذ منحى آخر، وفي كل الأحوال واشنطن تبحث عن مصالحها من جميع الأطراف بلا استثناء".
الضغط على إيران ورد أنصار الله
وأشار المحلل السياسي إلى أن توجهات بايدن تختلف كليا عن سلفه ترامب، فهو يريد خوض المعترك السياسي، لأن ما يحدث في اليمن هو تحت يد الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن بايدين يريد تحييد التحالف الذي تقوده السعودية للحرب في اليمن والوصول للأطراف مباشرة، وأشير هنا إلى أن الصواريخ الباليستية والطيران المسير هو السلاح الوحيد الذي تمتلكه جماعة "أنصار الله" للحد من قصف الطيران والدفاع عن أراضيهم".
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء الماضي، فرض عقوبات على قائدين اثنين في القوات التابعة لجماعة "أنصار الله" اليمنية، بتهمة إطالة أمد الحرب وتعميق الأزمة الإنسانية في اليمن.
وقالت الوزارة، في بيان عبر موقعها: "إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، فرض اليوم، عقوبات على منصور السعدي وأحمد علي أحسن الحمزي، وهما مسؤولان عن تدبير هجمات لقوات الحوثيين استهدفت المدنيين اليمنيين والدول المجاورة والسفن التجارية في المياه الدولية".
وأضافت الوزارة: "أدت هذه الإجراءات التي تم القيام بها لدفع أجندة النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار إلى تأجيج الصراع اليمني، وتشريد أكثر من مليون شخص، ودفع اليمن إلى حافة المجاعة".
وذكرت الوزارة أن "أحمد علي أحسن الحمزي، قائد القوات الجوية اليمنية وقوات الدفاع الجوي اليمنية المتحالفة مع الحوثيين، بالإضافة إلى برنامج الطائرات بدون طيار، حصل على أسلحة إيرانية الصنع لاستخدامها في الحرب الأهلية اليمنية، وتلقى تدريبات في إيران".
وقللت جماعة "أنصار الله" اليمنية، أمس الأربعاء، من تأثير العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على اثنين من قادة الجماعة، بتهمة إطالة أمد الحرب واستهداف الدول المجاورة والسفن التجارية في المياه الدولية.
وقال المكتب السياسي لـ "أنصار الله"، في بيان نقله تلفزيون "المسيرة أمس الأربعاء" الناطق باسم الجماعة: "لا جديد تأتي به أمريكا من عقوباتها المزعومة سوى أنها تناقض ما تدعيه من رغبة في السلام وهي ضد السلام ومع استمرار العدوان والحصار".
وأضاف: "لا قيمة فعلية للعقوبات التي ندينها ونرفضها، وأمريكا هي تمارس العدوان (في إشارة لمساندة أمريكية للتحالف العربي الداعم للقوات اليمنية في معاركها ضد أنصار الله)، على اليمن".
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014.
وبالمقابل تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.
وقد اجتمعت أطراف النزاع في اليمن في ديسمبر/ كانون الأول 2018، لأول مرة منذ عدة سنوات، على طاولة المفاوضات، التي نظمت تحت رعاية الأمم المتحدة في ستوكهولم، وتمكنوا من التوصل إلى عدد من الاتفاقيات المهمة، لا سيما بشأن تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الاستراتيجية ووضعها تحت سيطرة الأمم المتحدة.