وقال كبير مفاوضي الجماعة محمد عبد السلام لـ"رويترز" "نحن ناقشنا هذه الاقتراحات ونقدم بديلا لها وثمة فرق بين رفض النقاش ورفض مقترح أو مناقشته... ولهذا (فإن) النقاش مستمر".
وقالت ثلاثة مصادر مشاركة في المحادثات إن هناك نقطة خلاف رئيسية عالقة تتمثل في مطلب "أنصار الله" رفع الحصار الذي أسهم بقدر وافر في دفع اليمن لأسوأ أزمة إنسانية في العالم قبل الاتفاق على أي هدنة، وفقا لرويترز.
ويسيطر التحالف الذي تقوده السعودية على المجال الجوي والبحري لليمن، بما في ذلك الشواطئ قبالة ميناء الحُديدة الذي تسيطر عليه الجماعة على البحر الأحمر وتعبر من خلاله أكثر من 70 بالمئة من واردات البلاد. وتسيطر الجماعة اليمنية على معظم شمال اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وقال مصدر مطلع على المحادثات "يُنظر إلى القضية على أنها تهديد وجودي في السعودية. فحرية الملاحة ورحلات الطيران اليومية بين شمال اليمن وإيران من شأنها أن تثير قلقا حقيقيا في الرياض... إنها دراسة حالة لطريقة وضع نهاية لحرب لم تنتصر فيها".
وفي الوقت الذي تحذر فيه الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة على نطاق واسع، قام المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينج بجولة في المنطقة هذا الشهر للضغط على الأطراف المتحاربة باتجاه هدنة شاملة تمهد الطريق لإحياء محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة لإنهاء الصراع.
ولم يقدم ليندركينج تفاصيل في العلن لما أسماه "خطة مناسبة". لكن عبد السلام قال إنها تشمل السماح برحلات جوية إلى مطار صنعاء من بعض الوجهات بإذن مسبق من التحالف.
وأضاف أن "أنصار الله" وافقوت على تفتيش السفن المتجهة إلى الحُديدة والتحقق من التحويلات البنكية ومنشأ البضائع، لكن التحالف يقول إن إيرادات الموانئ يجب أن تذهب للحكومة المدعومة من الرياض.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن ليندركينج قدم اقتراحا عادلا لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد، يشتمل على عناصر من شأنها أن تعالج على الفور الوضع الإنساني المتردي في اليمن.
وأوضح المتحدث "يجب على الحوثيين إظهار استعدادهم للموافقة على وقف شامل لإطلاق النار على مستوى البلاد والالتزام به والدخول في مفاوضات".
وقال محللون ومصادر إن التحدي يتمثل في إيجاد حل وسط.
وقال بيتر سالزبري المحلل في مجموعة الأزمات الدولية "حسب فهمي فإن السعوديين مستعدون لتقديم تنازلات...لكن الشيطان يكمن في التفاصيل فيما يتعلق بطبيعة وقف إطلاق النار وكيفية تخفيف القيود".
والمخاطر عالية إذ تكثف "أنصار الله" هجماتهم بصواريخ وطائرات مسيرة على السعودية بما في ذلك استهداف منشآت نفطية كما يحققون مكاسب في هجومهم للسيطرة على محافظة مأرب الغنية بالغاز آخر معقل في شمال اليمن للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا التي أطاحت بها الجماعة من السلطة في صنعاء.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة ستوقف دعمها للعمليات الهجومية للتحالف لكنها ستواصل مساعدة السعودية في الدفاع عن نفسها.
وقال مسؤول سعودي طلب عدم نشر اسمه "أعتقد أن التصعيد العسكري في مأرب وغيرها يظهر رغبة إيران في الضغط على الولايات المتحدة في الملف النووي بشكل غير مباشر ولا أرى سببا آخر" وفقا لرويترز.
ويرفض عبد السلام هذا التفسير.
