ففي الوقت الذي ترى فيه "المشتركة" أن النتائج تعكس الانقسام بين الصفوف العربية، وأن الجمهور العربي هو من سيدفع ثمن ضعف التمثيل العربي، ترى "الموحدة" أن النتائج تؤكد انتصار نهج القائمة الاجتماعي والسياسي وحصولهم على ثقة المواطنين، وأن القوة ليست بعدد المقاعد.
وخاضت "القائمة المشتركة"، الانتخابات الإسرائيلية بمركباتها الثلاثة، بعد انشقاق منصور عباس الذي خاض الانتخابات بقائمة جديدة تحت اسم "القائمة العربية الموحدة".
وبحسب النتائج المرحلية الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية، فقد حصل حزب الليكود على 30 مقعدا، و"يش عتيد" 18 مقعدا، و"شاس" 9 مقاعد، و"يهدوت هتوراة" 7 مقاعد، و"كاحول لافان" 8 مقاعد، وحزب العمل" 7 مقاعد، و"يمينا" 7 مقاعد، و"يسرائيل بيتينو" 6 مقاعد، والقائمة المشتركة" 6 مقاعد، و"الصهيونية الدينية" 6 مقاعد، و"تكفا حداشا" 6 مقاعد، و"ميرتس" 5 مقاعد، و"القائمة العربية الموحدة" 5 مقاعد.
انتصار عربي
اعتبر إبراهيم حجازي، الأمين العام للقائمة العربية الموحدة، التي يقودها منصور عباس، أن حصول قائمته على 5 مقاعد في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، بحسب النتائج غير الرسمية، يعد انتصارًا كبيرًا للقائمة العربية الموحدة.
وقال في تصريحات لـ "سبوتنيك":
إن النتائج التي حصلت عليها القائمة الموحدة تعكس ثقة كبيرة بنهج القائمة الاجتماعي والسياسي، ويعد بمثابة استفتاء على سياسة القائمة التي طرحتها قبل خوض الانتخابات.
ويرى حجازي أن "النتائج تشير إلى أن القائمة العربية الموحدة ستكون لها كلمة القول الفصل فيما يتعلق بالساحة السياسية العربية في الكنيست الإسرائيلي بالفترة المقبلة، لا سيما وأن لها تواجدًا كبيرًا في الشارع العربي قبل انضمامها للمشتركة في عام 2013، وسبق وأن خاضت الانتخابات تحت المسمى الحالي".
وبشأن اعتبار البعض نتائج الانتخابات هزيمة عربية، خاصة وأن القائمة المشتركة كان لها 15 مقعدًا في الجولة السابقة، قال إن "في بداية المرحلة الأخيرة وقبل الانقسام عن القائمة المشتركة، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن القائمة في مجملها ستكون قوتها 9 مقاعد فقط، وذلك بسبب الخلافات التي دبت فيها، ولأن بعض الأطراف في المشتركة ابتعدت عن المنهج الذي أنشأت من أجله، خاصة في الجانب الاجتماعي وكذلك النهج السياسي."
تنافس شديد
لكن الآن، وبسبب التنافس الذي حدث بين القائمتين المشتركة والموحدة، ارتفعت نسب التصويت، وبات هناك 11 مقعدًا للقائمتين العربيتين داخل الكنيست، وهو ما يعزز التواجد العربي، بحسب حجازي.
وأشار أمين القائمة العربية الموحدة إلى أن "العبرة هنا ليس بعدد المقاعد، بل بفاعلية هذه القوى السياسية ومدى قدرتها على ممارسة القوة السياسية للعرب في البرلمان"، مضيفًا:
ففي حالة قبلت هذه القوى التنويم المغناطيسي أو القسري أو أي نوع من أنواع الصمت، لن يعتد بها أحد، أما في حال قررت هذه القوى أن تكون فاعلة ومستقلة وخارجة عن الوصاية ستكون مؤثرة.
وعن السياسة التي ستتبعها القائمة الموحدة في الكنيست وتعد مختلفة عن سياسة المشتركة، مضى حجازي قائلًا: "ستكون القائمة بعيدة عن وصاية اليسار أو اليمين الإسرائيلي، فكلاهما بالسوء أسوء، وكلاهما يمارس العنصرية ضد كل ما هو عربي في هذه البلاد، وستكون القائمة الموحدة غير مرتبطة بأي تيار، بل ستلتصق بقضايا وهموم المجتمع العربي في الداخل والشعب الفلسطيني، من غير أن نكون محسوبين على أي طرف".
القائمة العربية لم يعد يعنيها أي صراعات بين تيار اليمين واليسار الإسرائيلي، بل ستكون معنية فقط بأن تكون قوة عربية فاعلة ومستقلة، تستطيع أن تمارس قوتها السياسية أمام كل الطيف الإسرائيلي السياسي، وهذا ما أغفل عنه شركاء الأمس في القائمة المشتركة، وفقا لقول حجازي.
وفيما يخص إمكانية دخول القائمة الموحدة في أي تحالفات داخل الكنيست، قال: "ننتظر النتائج النهائية، وخلال اليومين المقبلين من المقرر أن ندرس كل السيناريوهات المطروحة، وفي النهاية كل الأمور مفتوحة بما يعود بالنفع والمصلحة على أبناء الشعب الفلسطيني والمجتمع العربي في الداخل الإسرائيلي".
ضربة قوية
من جانبه، لم يجد وكيل القائمة المشتركة، منصور دهامشة، في المقاعد التي حصل عليها العرب في انتخابات الكنيست الحالية انتصارًا عربيًا، مؤكدًا أن المواطنين العرب في داخل إسرائيل هم من سيدفعون ثمن هذا الانقسام.
وبحسب تصريحات دهامشة لـ "سبوتنيك"، جاءت نتيجة الانتخابات البرلمانية في إسرائيل مخيبة للآمال، لكن الأسباب وراء هذا التراجع واضحة، وهو نتيجة الانقسام الذي حصل قبيل الانتخابات بين المكونات العربية، والذي أدى إلى انقسام أحد مكونات القائمة المشتركة وخوضها الانتخابات بشكل منفصل.
وأوضح أن في شهر أبريل/ نيسان من العام الماضي، شهدت انتخابات الكنيست الإسرائيلية انقسامًا عربيًا وحصلت القائمتان وقتها على 10 مقاعد، فيما حصدت القائمتان اليوم 11 مقعدًا، على عكس الجولة السابقة التي توحدت فيها القائمة وحصدت 15 مقعدًا.
"يبدو أن مجتمعنا العربي لا يريد أي انقسام في داخله، وهو ما أدى إلى هذه النتيجة التي نعتبرها ضربة للقائمة المشتركة ولكل مركباتها، في النهاية ستعود هذه النتائج بالسلب على القضايا العربية، والمواطنون العرب فقط هم من سيدفعون ثمن هذا الانقسام"، بحسب قول دهامشة.
وشهدت إسرائيل الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021 انتخابات برلمانية لاختيار 120 عضوا في الكنيست، هي الرابعة خلال عامين، وسط أزمة سياسية خانقة بعد فشل الكتل السياسية مرتين في تشكيل حكومة، وإخفاق الحكومة التي تشكلت بعد انتخابات ثالثة جرت في مارس/آذار 2020 في حل الخلافات داخل مكوناتها ما أدى إلى حل الكنيست والذهاب إلى جولة انتخابات رابعة.