وأضاف دياب: "إن المساعي الداخلية يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وهذه الأفكار طبعاً يسوقها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مع الأطراف الداخلية وحتى مع القوى الخارجية".
وأوضح دياب أن "هناك نشاطاً فرنسياً لافتاً في الساعات الماضية يهدف إلى تحريك المياه الراكدة في مستنقع الحكومة اللبنانية".
ولفت إلى أن "هناك مسعى حثيث من قصر الإليزيه لعقد لقاء سريع مع الرئيس المكلف سعد الحريري قد يتبعه لقاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل لتقريب وجهات النظر بين الحريري وباسيل من أجل الخروج بصيغة حكومية تتلاءم مع الأفكار التي طرحها الرئيس بري وهي حكومة الـ 24 وزيرا لكل طرف 8 وزراء، بحيث لا يملك أي طرف الثلث الضامن أو المعطل في الحكومة".
وتابع دياب إن "هناك أيضا جهدا عربيا سيبرز في الساعات المقبلة يتولاه وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، كل هذه الأمور توحي بأن هناك محاولة للدفع باتجاه تشكيل الحكومة".
وأضاف: "واضح أن القوى الإقليمية والدولية هي أكثر تحسسا لخطورة الوضع الداخلي، وهناك أيضا دعم روسي للمبادرة الفرنسية وأعتقد اليوم أن الروس لديهم مصلحة في الإسراع بتشكيل الحكومة لأن استقرار الوضع اللبناني هو أمر مهم بالنسبة للروس لأكثر من اعتبار".
وحول إمكانية نجاح الجهود والمساعي في ولادة الحكومة، قال دياب: "نعم، العوامل الإيجابية تتقدم على العوامل السلبية في هذا المجال ولكن علينا أن لا نفرط في التفاؤل لأن هناك ربما يكون معوقات إقليمية قد تفرمل هذه الاندفاعة وتؤجل تشكيل الحكومة بانتظار بلورة رؤية معينة وأنا أتحدث هنا عن الجانب الإيراني، هل هو من سيسهل اليوم تشكيل الحكومة قبل أن تتبلور صورة المفاوضات الّتي ستنطلق اليوم في فيينا بين إيران والدول الست لإحياء الاتفاق الإيراني".
وأشار دياب إلى أنه "إذا كان هناك بالفعل خلال الأيام القليلة المقبلة حكومة توحي بالثقة تترجم بشكل فاعل وأساسي المبادرة الفرنسية بأن تكون حكومة من الاختصاصيين ومستقلين خارجة عن تأثير الأحزاب السياسية أعتقد أن هذه الحكومة ستلقى دعما إقليميا ودوليا وستقدم الدول المهتمة بملف لبنان مساعدات لوقف الانهيار الحاصل أقله وقف انهيار الليرة اللبنانية وتقديم المساعدات، وإحياء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وإحياء الترجمة العملية لمقررات مؤتمر "سيدر" الدولي، وبذلك نكون بالحد الأدنى أوقفنا النزيف القائم في الداخل اللبناني وبدأنا نفكر في وضع العجلة على سكة الحل".