حيث أنار ضوء لامع ظلمة العاصمة السورية دمشق مساء أمس الجمعة، مثيراً تساؤل السوريين عن طبيعة هذا الجسم الذي اعتقده البعض نيزكاً سيجهز عليهم ويخلصهم من معاناتهم، فيما تمنى آخرون أن يكون مركبةً فضائيةً علها تخطفهم كالأفلام الهوليوودية بعيداً عن هذه البلاد التي ضاقت بهم.
خابت آمال السوريين كالمعتاد، النيزك لن يكون موتهم الرحيم، كما أن المركبة الفضائية لن تمنحهم "فيزا" للسفر على متنها.
رئيس الجمعية الفلكية السورية، د. محمد العصيري، كشف أن الجرم اللامع الذي شاهده بعض سكان دمشق في السماء ليس إلا احتراق جزء من المرحلة الأولى من عملية إطلاق المركبة "سويوز" الروسية في كازاخستان.
وبين العصيري أن احتمال سقوط نيزك هو احتمال وارد ليس فقط بسوريا، بل في أي مكان على الأرض، لكن على اعتبار أن مساحة سوريا صغيرة بالنسبة للعالم، فإن احتمال سقوط نيزك في سوريا هو احتمال ضعيف جداً.
ولفت العصيري إلى "كون مساحة المياه بالنسبة لليابسة تشكل 70% من كوكب الأرض، فهذا يعني أن المناطق الأكثر عرضة لسقوط النيازك هي المسطحات المائية وليس اليابسة".
وعن سبب مشاهدة سكان دمشق لأجزاء المركبة الروسية، يوضح العصيري لـ "سبوتنيك" أنه عند انطلاق أي صاروخ من الأرض يقوم هذا الصاروخ بتتبع مساره نحو محطة الفضاء الدولية، وبناء عليه ينطلق الصاروخ بزاوية ميل محددة واتجاه محدد، وثاءبت هذه المرة - وهي من المرات القليلة - أن تمر زاوية الصاروخ فوق دمشق تماماً، ولهذا السبب شاهد سكان دمشق بقايا الأجزاء المنفصلة عن المركبة الروسية، وهذه البقايا تحترق في الغلاف الجوي ولا تصل إلى كوكب الأرض.
وكانت وكالة "روس كوسموس" الفضائية قد أعلنت، أمس الجمعة، الساعة 11 بتوقيت موسكو، نجاح عملية التحام مركبتها المأهولة "سويوز إم إس 18" بالمحطة الفضائية الدولية، والتي أطلقت من قاعدة "بايكنور" في كازاخستان.