يرى رئيس مركز جهود للدراسات باليمن الدكتور عبد الستار الشميري، أن الأوضاع الميدانية على الأرض في الجنوب بين الشرعية و الإنتقالي الجنوبي لا تشير إلى أن هناك حرب واسعة بين الجانبين، وهذا يعود لعدة أسباب منها، الحضور السعودي الإماراتي الذي يقوم بالرقابة على اتفاق الرياض.
حرب واسعة
وتابع الشميري، وفي كل الأحوال يبقى عامل عدم الثقة واضح للعيان في الحكومة الجديدة التي تشكلت بالمناصفة بين الشمال والجنوب، أو بين الانتقالي والشرعية، إن الأزمة الحالية واضحة بوجود المشاكل الكثيرة في عدن، وواضحة أيضا في الخلافات بين الشرعية ومحافط عدن والتي تحاول أن تخذله، كما أن الخلافات بين وزراء الشرعية في الحكومة الجديدة لا تخفى على أحد، فهم غير متجانسين ويهربون من عدن.
تحديات بوجه الحكومة
وأشار رئيس مركز جهود إلى أن، الحكومة تواجه تحديات خدمية، وأيضا ما يتعلق بالعملة، حيث وصل سعر الدولار إلى ما يقارب 900 ريال يمني، وقد يقترب من الـ 1000 خلال الفترة القادمة وتلك كارثة كبرى، هذا بالإضافة إلى غلاء الأسعار والاحتقان الشعبي الذي ينذر بأن هناك عمل شعبي ما سوف يتزايد في الجنوب، وهو ما يمكن ترجمته بموجات غضب كبيرة في عدن وحضرموت تحديدا، ويمكن في الضالع وبعض المحافظات الأخرى، تلك التوترات في الشارع قد تعصف باتفاق الرياض لأن الانتقالي سوف يجد نفسه مضطرا للانحياز إلى الشارع الذي يمثله، وستبقى الحلول جزئية في الجنوب.
فشل اتفاق الرياض
وأكد الساعدي في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الأمور الآن تراوح مكانها، لكنها لن تظل طويلا على هذا الوضع، ومن خلال قرائتنا لما يجري على الأرض، نتوقع أن تكون هناك مواجهات مسلحة في عدن وبعض مناطق الجنوب التي تقع تحت سيطرة مليشيات الانتقالي، وتلك الفوضى المتوقعة لن يكون الهدف منها تحقيق أهداف وطنية، بقدر ما هى ضغوط على السعودية كراعية لاتفاق الرياض الفاشل، من أجل تجديد الاعتراف بالانتقالي ومليشياته.
خطأ التحالف
وأشار الساعدي إلى أن "التحالف العربي ارتكب خطأ يدفع ثمنه الآن وهو الاعتراف بتلك المليشيات فيما يسمى باتفاق الرياض، والخطأ الثاني أيضا، هو الاعتراف بالمليشيات الانقلابية "الحوثيين" من خلال جلسات الحوار التي تمت معهم، والحقيقة أن القضايا الوطنية غابت في الصراع، وأصبحنا أمام حالة لا تخدم اليمن ولا الشعب اليمني بشكل عام، بل إنها تخدم أطرافا إقليمية ومحلية، والساحة اليوم تتطلب تيارا وطنيا حقيقيا لا يؤمن بالتبعية ولا يخضع للتوجيهات الخارجية".
الاستعداد للمواجهة
وقال المجلس، خلال اجتماع برئاسة القائم بأعمال رئيس المجلس رئيس وحدة شؤون المفاوضات، ناصر الخُبجي، السبت الماضي وفقا لموقعه، إن "الاعتداءات المستمرة من قبل ميليشيا الإخوان الإرهابية (في إشارة إلى الجيش اليمني) على قوات الحزام الأمني في مديرية أحور، وخبر المراقشة في مديرية خنفر، تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض لمصلحة قوى الإرهاب وتمكينها من التحرك والوصول بحرية إلى الساحل والمناطق الأخرى".
وأضاف أن "تلك الاعتداءات بهدف تفجير الوضع وخلط الأوراق، في تحدٍ سافر لاتفاق الرياض (الموقع بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2019)، وجهود التهدئة الهادف لتهيئة الظروف لعملية التسوية الشاملة".
وتابع: "ما تشهده جبهة طور الباحة في محافظة لحج من استحداثات وحشود وعمليات تجنيد، واستحداث لمعسكرات وفتح الطرق لصالح مليشيات الإخوان، تبعاً لأجندات مشبوهة وأعمال غير مشروعة، ضمن مخطط إعلان الحرب على الجنوب، وجهود التحالف العربي والمجتمع الدولي ومقتضيات الحل السياسي اللازمة".
وندد "الانتقالي الجنوبي" بـ "الأعمال الهادفة لخلق الفوضى وإقلاق السكينة العامة"، داعياً القوات المسلحة الجنوبية إلى "أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة هذه التحديات، واتخاذ ما يلزم من إجراءات، وإبقاء جميع الاحتمالات مفتوحة وعلى أكثر من صعيد، للدفاع عن مكتسبات شعب الجنوب".
وشدد على "تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وترشيد ممارسات بعض الوزراء المُخلة بالشراكة واستحقاقات الوظيفة العامة، وكذا المناصب القيادية العسكرية والأمنية والمدنية وحق التأهيل والتعليم الجامعي والابتعاث الخارجي وفقا للمعايير الصحيحة، بعيداً عن التوظيف السياسي والانتفاع الحزبي والتفرّد بالقرار من دون وجه حق"، على حد تعبيره.
وقعت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي اتفاق مصالحة بوساطة سعودية بعد الأحداث الدامية بين الجانبين في أغسطس/ آب من عام 2019 التي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، غادرت على إثرها الحكومة اليمنية العاصمة المؤقتة عدن، وجرى التوقيع على الاتفاق في العاصمة السعودية الرياض، في 5 نوفمبر 2019، برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.
ومثل الحكومة اليمنية في توقيع الاتفاق سالم الخنبشي، فيما مثل المجلس الانتقالي الدكتور ناصر الخبجي، ويستند الاتفاق على عدد من المبادئ أبرزها الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة ونبذ التمييز المذهبي والمناطقي، ووقف الحملات الإعلامية المسيئة.