جاء ذلك تعليقا على أنباء متداولة، حول زيارة وفد سوداني رفيع إلى إسرائيل، مؤخرا.
وقال حسين، لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، "هذه الزيارة تعتبر مهمة جدا، وجاءت عقب توقيع السودان إطار السلام الإبراهيمي (اتفاقيات أبراهام)، نحو تطور العلاقات السودانية - الإسرائيلية".
وأضاف: "يعني ذلك أن السودان يشارك في هذه المناسبة، وهو بمثابة اكتمال التطبيع مع إسرائيل تماما. فقط تبقى الإجراءات التمثيلية للدولتين السياسية والدبلوماسية والاقتصادية؛ ويسبق ذلك إكمال الملف الأمني".
وتوقع الخبير مشاركة عنصر رفيع مع الوفد الأمني والعسكري السوداني، من مجلس الوزراء السوداني، أو من وزارة الخارجية أو وزارة العدل.
واعتبر أن "المشاركة في هذه المناسبة، تعني الاعتراف الكامل بدولة إسرائيل، كجغرافية سياسية في الوطن العربي والمحيط الإقليمي للشرق الأوسط".
وحول احتمالات صدور "إجازة" لإلغاء قانون مقاطعة إسرائيل للعام 1958، قال حسين، "ستتم إجازته قريبا، لأن مجلسي السيادة والوزراء، يمثلان حاليا دور المجلس التشريعي قبل إنشاءه، حسب الوثيقة الدستورية الموقعة بين أطراف الحكومة الانتقالية".
وحول "الثمار" التي سيجنيها السودان من التطبيع مع إسرائيل، بين حسين، أن الاقتصاد السوداني بدأ في التدهور، منذ أيار/مايو 1969،عقب خروج رأس المال اليهودي السوداني، بعد قانون التأميم الذي أقره الرئيس الأسبق محمد جعفر النميري، في أيلول/سبتمبر 1965.
ووفقا للخبير السوداني، لم يتبق لحكومة النميري، حينذاك، إلا اتخاذ خطوات اقتصادية، من بينها تعويم سعر الجنية، الذي تدهورت قيمة صرفه أمام الدولار الأميركي بشكل كبير.
واشتدت الأزمة الاقتصادية في السودان، بعد تحالف النميري مع "الجبهة الإسلامية"، وإعلان تطبيق الشريعة الإسلامية كدستور للبلاد في أيلول/سبتمبر 1983.
وبحسب حسين، فقد ساءت الأوضاع الاقتصادية، وتدهور سعر الجنيه السوداني 20 مرة، وبلغ سعر الدولار، عام 1985، حوالي 4 جنيهات، "ما أدى إلى سقوط حكومة جعفر النميري".
ورأى حسين، أن تطوير العلاقات مع إسرائيل، خاصة الاقتصادية، "يمكن أن يكون جزءا من عودة العافية الاقتصادية إلى السودان، وتبادل المنافع مع إسرائيل. كما أن إسرائيل أيضا تحتاج إلى التعاون الاقتصادي مع السودان".
وتابع حسين قائلا، "العالم بحاجة كبيرة إلى مصادر إنتاج الغذاء .. السودان الدولة المناسبة للإنتاج الزراعي في العالم؛ لذلك إسرائيل تحتاج إلى التعاون مع السودان في كافة قطاعات الاقتصادية، خاصة في مجالي الزراعة والمياه".
جدير بالذكر، أن مجلس الوزراء الانتقالي في السودان صادق، في اجتماعه، الأسبوع الماضي، على إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل لعام 1958؛ ومن المتوقع أن يتم الإلغاء بشكل نهائي، خلال جلسة مشتركة بين مجلسي الوزراء والسيادة، في وقت لاحق.
وزار وزير المخابرات الإسرائيلي، إيلي كوهين، الخرطوم، في كانون الثاني/ يناير الماضي؛ حيث اجتمع مع مسؤولين سودانيين، من بينهم رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان.