الحظر الذي فرضته السلطات المغربية منذ السابعة مساء طوال شهر رمضان الجاري، انعكس بدرجة كبيرة على آلاف الأسر، خاصة الأسر الفقيرة والعمالة غير المنتظمة، وأصحاب المحال والمطاعم.
التحديات الاقتصادية
وفي ظل التحديات الاقتصادية التي اشتدت أثارها على الأسر الفقيرة في كل أنحاء العالم، أطلقت مجموعة من الشباب بمدينة تطوان المغربية، مبادرة لمساعدة الأسر الفقيرة خاصة الأرامل والأيتام والأسر المعوذة.
أسس بلال كركيش، المبادرة في مدينة تطوان بالمغرب العام الماضي، إلا أن الحجر الصحي المستمر والحظر الذي فرض خلال الأيام الجارية، دفع كركيش ومن معه للتوسع لفائدة الأسر المستفيدة.
يقول بلال كركيش مؤسس المبادرة:
انطلقت في العام الماضي بعد تفشي جائحة كورونا، وما خلفته من أثار اجتماعية صعبة على معظم الأسر.
ساعات الحظر
الحجر الصحي وإغلاق المحال وساعات الحظر الطويلة هوت بمستويات المعيشة لآلاف الأسر الذين يعملون بالمهن التي تأثرت، وكذلك يعملون بالأجر اليومي في العديد من القطاعات، وهو ما دفع بلال ورفاقه إلى التفكير في المساهمة المادية للحد من الآثار التي خلفتها الجائحة.
في حديثه لـ"سبوتنيك"، أوضح كركيش أن الهدف من المبادرة كان التسوق لكبار السن، والمساعدة في إحضار السلات الغذائية لبعض الأسر التي توقفت عن العمل، وكذلك الأسر الفقيرة التي كانت تعمل في مهن غير مستقرة.
انطلقت المبادرة من مدينة تطوان المغربية، عبر ثلاثة أشخاص فقط، ثم انضم لهم فيما بعد العديد من الشباب، وتبرع العديد من أهل المدينة بمساعدات عينية ومادية من أجل الأسرة الفقيرة.
مواد عينية
على مدار يومين استفاد نحو 30 أسرة من أهل المدينة، فيما يسعى القائمون على المبادرة أن تصل إلى مئات الأسر على مدار الشهر، والتي باتت بحاجة ماسة للمساعدات. وتشمل تبرعات الأهالي بعض المواد العينية الغذائية اللازمة لشهر رمضان، وكذلك المبالغ المالية التي توجه لفائدة الأسر المعوزة.
فيما قال ياسين المنصوري أحد المشاركين في المبادرة:
إن المبادرة وصلت إلى الأسر الفقيرة والمحتاجين وخاصة الأيتام والأرامل.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، أوضح أن المبادرة استهدفت الفقراء والمحتاجين في المنطقة، ويتم اختيار الأسر بناء على المعرفة الشخصية حيث يسجل المنخرطون في المبادرة أسماء المستحقين ويتم توجيه المساعدات لهم. وبحسب المنصوري، أن ظروف الحظر المفروضة والحجر المستمر منذ أكثر من عام دفع العديد من الجمعيات وأصحاب المبادرات الشخصية لمساعدة الفقراء والمحتاجين.
حظر التجول الليلي
والعديد من المبادرات انطلقت بنفس الآلية في المغرب، من أجل الوصول لآلاف الأسر في مختلف البلاد، خاصة مع تعطل آلاف العمال الذين كانوا يعملون في المجالات التي تفتح أبوابها في المساء، وعلى رأسها المطاعم والمحال التجارية.
وفرضت الحكومة المغربية حظر تنقل ليلي على جميع أراضيها خلال شهر رمضان، من الساعة الثامنة إلى الساعة السادسة صباحا، بهدف كبح تفشي وباء كورونا.
ووفقا للقرار، علقت الصلوات الجماعية مساء في المساجد، وحظر خروج العائلات بعد الإفطار، وكذلك شمل جميع المحلات والمطاعم والكافيهات وأي تحرك خلال المدة المحددة.
