عرف باسم الشيخ حافظ سلامة، وهو من قادة المقاومة الشعبية في مدينة السويس، أعلنت وفاته أمس الاثنين عن 96 عاما بعد حياة مليئة ببطولات بدأت بمواجهة الاحتلال الانجليزي مرورا بالحصار الإسرائيلي للمدينة الباسلة في 1973، ووصولا إلى بطولات كثيرة في مجال العمل الخيري، كان آخرها إرساله قافلة مساعدادت لضحايا قطار سوهاج مؤخرا.
الشيخ حافظ يتمتع بمكانة شعبية كبيرة في مصر بشكل عام، ومدن القناة والسويس بشكل خاص، وظهر ذلك في مشاركة الألاف في جنازته التي أنساهم الجزن الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا.
شيخ المجاهدين و قائد المقاومة الشعبية في حرب ١٩٧٣ في السويس #حافظ #سلامه في ذمة الله
— Mechanics major 🧐 (@KozaNostra2000) April 27, 2021
ربنا يغفر له و يرحمه و يجعل مثواه الفردوس الاعلى من الجنه مع النبيين والصديقين والشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا اللهم امين يارب العالمين 🤲🤲🤲
إنا لله و إنا إليه راجعون pic.twitter.com/Rhte9Tl2Z6
ولد الشيخ حافظ، بمدينة السويس في 6 ديسمبر 1925، وهو الابن الرابع لوالده الذي كان أحد كبار تجار الأقمشة في السويس.
كأغلب ذكور هذه المرحلة بدأ الطفل حافظ دراسته من خلال "كتاب الحي"، ثم أكمل دراسته في الأزهر، ثم عمل في الأزهر واعظًا، حتى أصبح مستشارًا لشيخ الأزهر لشؤون المعاهد الأزهرية حتى 1978.
وكان الشيخ حافظ من المحبين للعمل الخيري إلى جانب الدعوي، حيث شارك في العديد من الجمعيات الخيرية في السويس.
قامت الحرب العالمية الثانية وأصبحت السويس أحد مناطق الصراع بين المحور والتحالف، وكانت مصر واقعة تحت الاحتلال الإنجليزي آنذاك، فأجبر عدد كبير من أهالي السويس ومنهم عائلة الشيخ حافظ سلامة إلى الهجرة من نيران حرب لا ناقة لهم فيها ولاجمل.
لا شيء أصعب من فقدان عزيز لنا، ولا يوجد كلمات تعبر عما في داخلنا، ولا يسعنا سوى أن نرضى بقضاء الله وقدره فالموت علينا حق لا مفر منه، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ننعي الشيخ حافظ سلامة رحمه الله ، قائد المقاومة الشعبية في السويس
— السويس | SUEZ (@suez_egypt2020) April 26, 2021
رحمه الله تعالى رحمة واسعة وغفر له pic.twitter.com/aYQUBP5BWU
إلا أن الفتى حافظ رفض الهجرة معهم وفضل البقاء في السويس وكان عمره آنذاك 19 عاما، وكان يوفر نفقاته من إدارته لمحل الأقمشة الذي يمتلكه والده وكان يرسل الأموال لعائلته التي هاجرت إلى القاهرة.
في هذه الفترة شاهد حافظ الحرب بعينه، ولعب دورا كبيرا في عمليات الدفاع المدني لمساعدة الجرحى والمصابين.
ويعد إعلان دولة إسرائيل أراد حافظ السفر إلى فلسطين للحرب لكنه لم يستطع وشكل أول فرقة فدائية في السويس، كانت مهمتها الرئيسية مهاجمة قواعد القوات الإنجليزية على حدود المدينة.
وتعد المهمة الأكبر في حياة الشيخ حافظ سلامة هي تلك التي بدأت بعد قيام حرب 1973 وحدوث ثغرة " الدفرسوار"، حيث حاصر الجيش الإسرئيلي مدن القناة ومن بينها السويس، وحاول دخولها والسيطرة عليها لحصار الجيش الثالث الميداني بالضفة الشرقية للقناة وتهديد القاهرة، إلا أن الشيخ سلامة صعد على منبر مسجد الشهداء ليعلن بدء عمليات المقاومة، وبالفعل بدأت أعمال بطولية كلفت إسرائيل الكثير وفي النهاية لم تتمكن من السيطرة على المدينة.
انا لله وانا اليه راجعون البقاء لله
— مهندس هيثم الحريري (@HaithamElhariri) April 26, 2021
الشيخ حافظ سلامة
بطل وزعيم المقاومة الشعبية في مدينة السويس الباسلة
اسأل الله العظيم ان يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان pic.twitter.com/nCSC9I8OeU
ويصف سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقت الحرب هذا الدور قائلاً: "إن الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية، إمام وخطيب مسجد الشهداء، اختارته الأقدار ليؤدي دورًا رئيسيًّا خلال الفترة من 23– 28 أكتوبر عام 1973 عندما نجحت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة في صد هجمات العدو الإسرائيلي وإفشال خططه من أجل احتلال المدينة الباسلة."
ورفض الشيخ حافظ سلامة زيارة الرئيس المصري محمد أنور السادات للقدس عام 1977 ومعاهدة كامب ديفيد عام 1979، ولم يمنعه سنه الكبير عن المشاركة في ثورة 25 يناير وتواجد في ميدان التحرير وقتها.