يرى المحلل السياسي العراقي عبد القادر النايل، أن "تصريحات الكاظمي حول محاربة التدخلات الخارجية في العراق "مضللة"، وهى محاولة لتبرير فشل مواجهة الميليشيات التي أحرجت الحكومة، وبالتالي تعكس تلك التصريحات حجم الضعف والخوف لدى الكاظمي وحكومته من اتخاذ التدابير القانونية ضد السلاح المنفلت".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه "في سياق هذه التصريحات نلاحظ ثناء مسؤول تحالف سائرون مقتدى الصدر عليها، وهو الذي يمتلك ميليشيات سرايا السلام، وهذا المدح يعكس حجم الضعف، لأنه يريد الاحتماء خلف سلاحه بعد تصاعد وتيرة التهديدات التي يتلقاها الكاظمي، والتي كان آخرها وليس أخيرها تهديد ميليشيات ربع الله، وهم اسم حركي وأحد واجهات ميليشيات حزب الله، باقتحام المصارف وسرقتها إذا لم تدفع حكومة الكاظمي رواتب المفسوخة عقودهم من ميليشيات الحشد بسبب هروبهم من المعارك مع تنظيم داعش.
تهديدات للحكومة
وتابع المحلل السياسي: "وتأتي حملة التهديدات الميليشياوية للكاظمي في سياق انتخابي، وليس لأنهم يريدون مستحقات العقود المفسوخة، لذلك يأتي نفي الكاظمي بعدم وجود قواعد أجنبية في العراق، ولا أعلم بماذا يفسر التواجد الأمريكي في قاعدة عين الأسد، أو قاعدة حرير، فضلا عن أن مصطلح قواعد عسكرية هو تعويم مصطلحات، لأن هناك أكثر من جهة باعتراف الكاظمي، موجودين على الأراضي العراقية ومنهم مليشيات فاطميون والحوثيين ومقاتلين عرب من الخليج في مقدمتهم دولة البحرين، مع قوة من حزب الله اللبناني والحرس الثوري في جرف الصخر، وكذلك ميليشيات حزب العمال الكردستاني في سنجار وشمال العراق، وكذلك داعش في جبال حمرين فهل هؤلاء ليسوا أجانب".
وأوضح النايل: "كان يفترض عليه مصارحة الشعب العراقي، وأن لا يهرب بهكذا تصريحات فضفاضة من الأزمة التي يواجهها مع الميليشيات الولائية التي تعلن أنها مع تنفيذ السياسات الإيرانية، وأن يستخدم أجهزته العسكرية والأمنية في إيقاف الأجانب في العراق، واستعادة السيادة وحماية المواطنين الذين يتعرضون لموجة من الاغتيالات بشكل مستمر".
ثلاث قوى
من جانبه قال أمين عام اتحاد القبائل العربية بالعراق ثائر البياتي: "مع مرور الأيام تتضح الصورة وتصبح تفاصيلها مفهومة بصورة أكبر، فاليوم هناك قوى شيعية تتنافس الآن وهى (الكاظمي- الصدر، المالكي - العامري - الخزعلي - الميليشيات الولائية، الحكيم - العبادي- عدنان الزرفي".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "حيث تحظى كتلة الكاظمي والصدر على الدعم الخليجي، في حين تدعم إيران الكتلة الثانية المالكي والعامري، أما القوة الثالثة والتي تضم الحكيم والعبادي فتحظى بدعم من المملكة المتحدة، وإعلان الكاظمي كان نقطة التحول والانطلاق لمرحلة قادمة، وهي المواجهة وتقطيع الأوصال، بالأخص الميليشيات الولائية بعد أن تعالت أصوات الكاظمي وبرهم صالح بانتقاد تلك الميليشيات، والتهديد بمحاسبتها وهي العقبة أمام استقرار العراق.
ظاهرة الاغتيالات
وتابع البياتي: "إن تصاعد المظاهرات ليلة أمس الأحد بعد اغتيال الناشط إيهاب الوزني في كربلاء بعد فترة هدوء نسبي للمظاهرات والاغتيالات، يشير إلى أن دفع المتظاهرين للشارع الآن مطلوب، لأسباب أكثر أهمية في نظر واضعي الاستراتيجية لكي تصب في مصلحة طرف معين يتلاعب بالجميع، كما أن خلط الأوراق مهم للمرحلة القادمة بعد أن يتم إعلان تأجيل الانتخابات المزمع إجرائها في تشرين/أكتوبر القادم".
وأشار أمين اتحاد القبائل العربية إلى أن "الكاظمي ليس بلاعب سياسي مهم، وهذا معروف عنه، لكن من أوصله لسدة الحكم هو الذي يسير الأمور، لكن السؤال.. من يقف خلف الكاظمي، التصعيد سيستمر وكل الأطراف متفقه على تأجيل الانتخابات، وكل ما يشاع عن إجرائها في موعدها هو لكسب وقت فقط والضحك على السذج، والغريب والمضحك أكثر، هو إنكار الحكومة لوجود أي قوات أمريكية عسكرية مقاتلة أو قواعد لها في العراق.
واختتم بقوله، الجميع يعلم أن تلك القواعد والقوات موجودة وبعيدة عن أي رقابة عراقية، وأن ما يجري في العراق اليوم هو الذهاب لخط الشروع الأخير قبل البدء بإعادة ترتيب البيت العراقي.
قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إن بلاده ستحارب أي نفوذ خارجي وترفض النفوذ الأمريكي.
وأكد الكاظمي أن "الحديث عن وجود قواعد أمريكية في العراق كذبة ولكن توجد مجموعات أمريكية بقواعد عراقية".
وأعلن العراق تشكيل لجان تختص بجدولة انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق.
وقال: "تم تشكيل لجان فنية تعمل على عقد عدة اجتماعات بشأن ذلك"، مؤكدا أن العراق نجح من خلال جلسات الحوار الاستراتيجي في تحويل قوات التحالف الدولي من قتالية الى تدريبية، لافتا إلى أن "الحوار مستمر ويتضمن نتائج إيجابية".
وعن التدريب، أكد رسول أنهم "بحاجة للتدريب والتسليح والتجهيز وتبادل المعلومات الاستخباراتية، دون طلب الحاجة لأي مقاتل من التحالف"، معللا بأن ذلك "يصب في استكمال بناء قدرات القوات المسلحة العراقية".
ولفت المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية إلى قيام الجيش بتنفيذ عمليات في مناطق الفراغات الأمنية مع حرس الإقليم لضرب الإرهاب.
وأكد أن "هناك تنسيقا مع حرس الإقليم لملء الفراغات بين خط صد قوات حرس الاقليم وقوات الحكومة الاتحادية"، موضحا أن تنفيذ العمليات تم من خلال معلومات استخبارية في هذه المناطق.
ووعد رسول باستمرار العمل لملاحقة عصابات "داعش" الإرهابية في تلك المناطق، مشيرا إلى طموحهم في إنهاء هذه الفراغات مستقبلا.
يشار إلى أن قوات التحالف الدولي الذي تترأسه الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإرهاب، كانت قد بدأت بتقليص قواعدها في العراق، بتسليم أول قاعدة عسكرية لها، للجيش العراقي، بعد أيام من تقديم الحكومة العراقية شكوى دولية، ضد الانتهاكات الأمريكيــة التي تسببت بمقتل 6 وإصابة 12 من أفراد الأمن، بدايات الشهر الجاري.
وقد تسلمت القوات الأمنية العراقية قاعدة القائم العسكرية في محافظة الأنبار، غربي البلاد، بعد انسحاب قوات التحالف الدولي منها مع تجهيزاتها العسكرية كافة.