وأكد مرعي أن "طموحه في أن يصبح رئيس الجمهورية (رئيس سوريا)"، لكنه كمحام وسياسي، يعلم "بأن النتيجة رهن بخيار الشعب السوري، وأنا أحترم هذا الخيار، ومن سيختاره الشعب السوري ويختار برنامجه، هو من سيحكم البلاد".
وحول صعوبة المنافسة مع مرشح الجبهة الوطنية التقدمية الدكتور بشار الأٍسد، وهي أكبر الكتل السياسية في البلاد، أضاف مرعي في حديث لـ "سبوتنيك": "لديهم جبهتهم، ولنا جبهتنا"، في إشارة إلى الجبهة الديمقراطية السورية المعارضة التي تدعمه في الانتخابات الرئاسية.
وأضاف مرعي لـ "سبوتنيك": "أنا مرشح منافس تدعمني جبهتي، ولدي برنامجي وأعمل كي أفوز، كما يدعمني الشارع السوري، ولدي تاريخ معارض لنحو 50 عاما، ومعتقل لمدة 5 سنوات ونصف (بين 1986 وحتى 1991)".
وتتألف (الجبهة الديمقراطية المعارضة) من 6 قوى سياسية، بينها أحزاب مرخصة (الديمقراطي السوري، وحزب التنمية)، وأخرى قيد التأسيس (سوريا الغد، والإخاء العربي الكردي، هيئة العمل الوطني الديمقراطي، العدالة والكرامة)، بالإضافة إلى شخصيات سياسية مستقلة.
أما الجبهة الوطنية التقدمية التي تدعم الأسد، فهي تكتل يضم 9 أحزاب وطنية عريقة هي: البعث، الشيوعي بجناحيه، الاتحاد الاشتراكي العربي، الوحدويين الاشتراكيين، حركة الاشتراكيين العرب، الوحدوي الاشتراكي الديموقراطي، الاتحاد العربي الديموقراطي، السوري القومي الاجتماعي.
وتجري الانتخابات الرئاسية السورية يوم 26 شهر أيار الجاري، ويتنافس خلالها كل من عضو المكتب السياسي لحزب الوحدويين الاشتراكيين (الناصري) عبد الله سلوم عبد الله، والدكتور بشار الأسد الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ومرشح الجبهة الوطنية التقدمية، بالإضافة إلى المحامي محمود مرعي عن الجبهة الوطنية الديمقراطية المعارضة.
معتقلي الرأي
وحول اعتماده شعار الإفراج عن معتقلي الرأي في برنامجه الانتخابي، رغم صدور العديد من المراسيم الجمهورية في هذا الشأن خلال السنوات الأخيرة، أوضح مرعي: "هناك مراسيم، لكنها لا تشمل جميع معتقلي الرأي، وأنا أرى أنه لا يجب توقيف أي من أصحاب الرأي، وإذا أساء أحدهم فتتم محاسبته في القانون"، مشيرا إلى "ضرورة معرفة مصير المختطفين والغائبين وتكريم أسر الشهداء".
وأكد مرعي على أن "روسيا الاتحادية دولة صديقة، وكذلك إيران والصين ودول البريكس" مشيرا إلى أن هذا المحور "هو الذي حافظ على سوريا شبه موحدة"، مستنكرا في الوقت ذاته، "احتلال بعض المناطق الشمالية من قبل تركيا، فيما يحتل الجيش الأمريكي، الجزيرة السورية التي تعد مخزن الموارد الوطنية، بما في ذلك الغاز والنفط والقمح والقطن".
وتناول مرعي في حديثه لـ "سبوتنيك" ما وصفه بـ "رباعي (تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وقسد وإقليم شمال العراق)، الذين يتكاتفون لنهب الموارد الطبيعية والزراعية السورية، فيما يضطر السوريين لشراء النفط والقمح بصعوبة بالغة جراء العقوبات على السوريين".
وأشار مرعي إلى أن المعارضة الوطنية تتوزع داخل وخارج سوريا، فيما هناك معارضة أخرى مرتبطة بالخارج، وهي أيضا موزعة بين داخل سوريا وخارجها.
واعتبر المرشح للانتخابات الرئاسية السورية أن "هناك معارضة سورية تقبض (بالدولار والريال) وتبيع ذممها حتى تقضي أيامها في فنادق الخمس نجوم، وتشتري المزارع والفلل"، مضيفا: "وهؤلاء معروفون، هناك من اشترى منزل بـ 20 مليون دولار في إحدى الدول، والسؤال من أين حصل عليها؟ وهناك أيضا من أودع 160 مليون دولار في أربيل بالعراق، وغيرهم... هؤلاء مجموعة لصوص و(حرامية) أثروا على حساب الدم السوري والشعب السوري".
"نريد معارضة غير مرتبطة بأجندات إقليمية ودولية، تصور هناك معارضين سوريين رفعوا الأعلام التركية وأصدروا بيانات تؤيد احتلال الجيش التركي لمدن (عفرين وتل أبيض ورأس العين) والمناطق الأخرى."
وتابع مرعي: "للأسف هنالك معارضين وقحين، لا بل هناك معارضين أصدروا بيانات يؤيدون العقوبات الأمريكية التي أصابت جميع المواطنين السوريين"، مضيفا: "متى كان المواطن السوري يحصل على ربطة الخبر عبر بطاقة، ومتى كان ينتظر رسالة نصية للحصول على البنزين".
واشار مرعي إلى أن "السلطة لديها نفط وغاز وسيارات وخبز سياحي ولا ينقصها شيء، ولن تؤثر فيها العقوبات، والعقوبات -أيها المعارضون- تصيب الشعب السوري، وعندما تغلق السفارات الأوروبية مثلا فهي تعاقب المواطن السوري الذي يضطر للسفر إلى دول الجوار للحصول على فيزا مثلا".
وحول تمويل حملته الانتخابية، قال مرعي ممازحا: "أنتم وكالة أنباء، وإذا أعربتم عن رغبتكم بتمويل حملتي الانتخابية، فلن أقول لا"، موضحا: "أنا أقبل التمويل غير المشروط لحملتي الانتخابية من أي جهة".
واستدرك مرشح الانتخابات الرئاسية السورية قوله: "لكن في الواقع، فأنا لم أمول لا من الدول الصديقة ولا من الدول المعادية، وحملتي الانتخابية تم تمويلها ذاتيا ومن خلال أصدقائي ورجال أعمال من المعارضة الوطنية الداخلية والخارجية"، مضيفا: "عموما أنا أقبل التمويل، لكن غير المشروط، فلا أحد يفرض علينا كلمة واحدة، ومستعدون لسف التراب دون ذلك".
نهاية المنافسة مع "البعث"
وحول مستقبل المنافسة مع (حزب البعث) في حال نجاحه، قال مرعي: "أنا منافس للبعث منذ زمن طويل، فالجبهة الديمقراطية السورية المعارضة هي منافس للجبهة الوطنية التقدمية" مستدركا: "لكن في حال نجاحي فسأكون رئيسا لكل السوريين، بمن فيهم البعثيين، إذ من المفروض أن يكون رئيس الجمهورية لكل السوريين وليس لكتلته السياسية فقط".
وبحسب قانون الانتخابات العامة السوري (رقم 5 لعام 2014)، تقفل صناديق الاقتراع في تمام الساعة السابعة مساء من يوم الانتخابات، ويجوز بقرار من اللجنة العليا للانتخابات، تمديد فترتها لمدة خمس ساعات على الأكثر في مراكز الانتخاب كلها أو في بعضها.
وأول من أمس، بدأ رؤساء وأعضاء لجان المراكز الانتخابية في المحافظات أداء اليمين القانونية المنصوص عليها بقانون الانتخابات العامة أمام اللجان القضائية الفرعية استعدادا للانتخابات.
ووفقا لمصادر اللجنة القضائية العليا للانتخابات فقد أصبحت المراكز الانتخابية بجاهزية تامة لإتمام الاستحقاق.