يجتمع أفراد العائلة من الشبان حول موقد نار يجاور خيمة مصنوعة من ألواح الخشب والصفيح والبلاستيك، ولم يجد أفراد العائلة الفلسطينية مأوى لهم بعد تدمير منزلهم سوى هذه الخيمة التي فشلت بحمايتهم من المياه والبرد، ليضطروا إلى إبقاء موقد النار مشتعلا معظم الوقت لعله يمنحهم قليلا من الدفء خاصة في ظل عدم توفر الأغطية والملابس الكافية لهم.
يقول عبد الله الزواهرة لقد خرجنا من تحت الركام وما رأيناه صعب للغاية ولم نتوقع حدوث الدمار بهذا الشكل، لقد جرحنا وهناك جيران لنا قتلوا بالكامل ثم اضطررنا إلى العودة نحن الرجال لبناء هذه الخيمة حيث لا يوجد مأوى غيرها وأما والنساء فقد بقين في مكان أكثر أمانا.
المبنى الذي كان يضم عائلة الزواهرة مكون من طابقين وقد دمر بالكامل بالإضافة الى الأبنية المجاورة، وغالبية السكان نزحوا الى أماكن أخرى والى مدارس الأونروا في قطاع غزة.
يضيف الزواهرة لوكالة "سبوتنيك": إننا "أقمنا هذه الخيمة بين أنقاض منزلنا المدمر لتثبيت وجودنا في أرضنا ولن نذهب إلى أي مكان آخر ولو لم يعد البيت ويبنى، ورغم الظروف الصعبة التي نعيشها والتي تفتقر للحد الأدنى من متطلبات الحياة فليس أمامنا خيار سوى البقاء في هذه الخيمة.
الخيمة المتهالكة لا تصلح للعيش ولا تحمي من مياه أو برد، لكنها بوصف زواهرة تبقيه وعائلته بجانب ذكريات الطفولة وحلم المستقبل، وهنا يناشد زواهرة أحرار العالم بالوقوف بجانب الغزيين للخروج من هذه المحنة وعودة بيوتهم ببنائها من جديد، فالحرب لم تجلب سوى الدمار مطالبا العالم بالتدخل لإيقاف الحروب التي تسبب قتل المدنيين وتشريدهم وهدم بيوتهم.
كثير من العائلات الفلسطينية في قطاع غزة تسكن الخيام بعدما تقطعت بهم السبل ولم يبق لهم ملاذ غيرها، والخيمة تحمل ذكرى اليمة في ذاكرة الفلسطيني والتي تذكره في مرارة اللجوء بعد حرب عام 1948، لتعود من جديد إلى حياة الفلسطينيين بنفس الطعم وتذكرهم بما مضى.
يذكر أن الحرب الأخيرة في قطاع غزة في أيار/ مايو الماضي والتي استمرت 11 يوما أسفرت عن مقتل 253 فلسطينيا بينهم 66 طفلا و39 امرأة إضافة إلى 1948 إصابة، ونزوح عشرات الاف من المواطنين، وتدمير بشكل جزئي وكلي 16800 وحدة سكنية منها غير صالحة للسكن 1800 وحدة سكنية، و1000 وحدة دمرت بشكل كامل ولم يتم البدء بمشاريع الترميم في القطاع لغاية الان.