وقالت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية، إن الزيارات الدبلوماسية الأمريكية والفرنسية إلى الرياض، تؤشر إلى خطوات تنفيذية غربية ستتخذ بالشراكة مع الجانب السعودي بشأن تشكيل حكومة في لبنان.
فرض حكومة
ونقلت "الجمهورية" اللبنانية عن مصادر سياسية مسؤولة قولها، إن زيارة السفيرتين الأمريكية والفرنسية إلى الرياض تؤشر إلى خطوات تنفيذية أمريكية فرنسية، بالشراكة مع الجانب السعودي، لفرض تشكيل حكومة جديدة في لبنان، ما يعني أن "علينا أن نرصد الرياح من الرياض".
وأضافت المصادر للصحيفة: "الفرنسيون والأمريكيون مغتاظون من معطلي تشكيل الحكومة، أي أنهم لا يمانعون تشكيل حكومة برئاسة الحريري، والزيارة إلى السعودية تنبغي قراءتها من هذا الجانب، علما أنه لو كانت ثمة رغبة في حكومة جديدة برئاسة شخصية سنية غير الحريري، لكان تم التعبير عن هذه الرغبة بأي طريقة، ولكان هذا الشخص البديل قد عرف، وكلنا نعرف أنو ما في سر بلبنان".
وتوجهت السفيرتان الأمريكية دوروثي شيا، والفرنسية آن غريو، إلى الرياض الأربعاء الماضي، للتباحث مع المسؤولين السعوديين حول الوضع اللبناني.
قوة وهمية
اعتبر الخبير اللبناني ميخائيل عوض، المباحثات الفرنسية الأمريكية مع السعودية الخاصة بلبنان، مجرد محاولة لإثبات الذات، واستعراض عناصر قوة وهمية لم يعد لها أي تأثير على تقرير الوضع في لبنان.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تهدف هذه المباحثات إلى إيهام اللبنانيين بأن أوروبا لا تزال حاضرة وجاهزة وقادرة، وما هي إلا محاولة لترميم الصورة، واستجلاب إمكانيات ومواد إسعافيه كي لا ينهار لبنان، وتفقد أوروبا والغرب وإسرائيل مكانتهم وتأثيرهم في الساحة اللبنانية.
أمر مستبعد
بدوره أكد الناشط اللبناني أسامة وهبي، أن هناك حراكا دوليا وعربيا باتجاه فتح فجوة في جدار الأزمات اللبنانية، وهذا الحراك تمثل في لقاء وزراء خارجية فرنسا وأمريكا والسعودية على هامش قمة العشرين، ومن ثم زيارة السفيرتين الفرنسية والأمريكية للسعودية للتباحث في الشأن اللبناني.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك ضغوط من أجل تشكيل حكومة أو البحث عن بديل لسعد الحريري، على أن يلقى دعمه، وهذا أمر مستبعد، لأن الحريري لن يسمي أحدًا كما هو معروف للجميع.
ويرى وهبي أنه لا يمكن فرض حكومة في لبنان، لأن ذلك يعني وصاية دولية على لبنان، وهو أمر مرفوض بشكل كامل عند السلطة الحاكمة في لبنان، كما أن هناك قلقًا من انفلات الوضع الأمني والمعيشي والذهاب لفوضى عارمة.
وأكد أن الغرب يتخوف من تأثير هذا الوضع على وجود النازحين السوريين في لبنان، ودفعهم للذهاب إلى أوروبا والدول الغربية، لذلك يريدون الحفاظ على الوضع الأمني في لبنان من أجل إبقاء النازحين السوريين هناك في بيئة آمنة نسبيًا.
ويعتقد وهبي أن الحراك الدولي والعربي قد يفضي لحكومة تسوية، وهذا أمر محتمل لكنه ليس لديه الحظ الأكبر، فإذا استمر الأمر كما هو اليوم، أعتقد سنذهب لحكومة انتخابات يترأسها شخص غير منحاز، وسطي مع وزراء غير متورطين في الفساد، مهمتها إجراء الانتخابات النيابية ويبنى عليها اختيار الحكومة.
يذكر أن سعد الحريري تم تكليفه بتشكيل الحكومة اللبنانية، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وذلك بعد استقالة حكومة حسان دياب، في أغسطس/ آب الماضي، لكنه حتى الآن لم يتمكّن من تشكيل الحكومة.
وتتفاقم الأزمة الحكومية والاقتصادية في لبنان، حيث كشف تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من مليون لبناني بحاجة لدعم مستمر لتأمين احتياجاتهم الأساسية بما فيها الغذاء، في ظل أزمة اقتصادية خانقة تشهدها البلاد.