يقول رئيس منظمة "إنسان" للتنمية في السودان، يوسف أحمد إبراهيم، لدينا خطة كاملة متكاملة لدرء الكوارث والفيضانات التي حدثت في خريف 2020، كما أن لدينا خطة لـ 2021 الحالي، وبصدد التجهيز لمؤتمر هندسة الفيضانات الذي سيتم عقده خلال الفترة المقبلة.
دور المجتمع المدني
وأضاف إبراهيم في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن منظمة "إنسان" تم تكوينها تزامنا مع فيضانات العام الماضي 2020، ورغم أن عمرها لم يتجاوز العام إلا أنها تمتلك خبرات وكوادر متميزة تنتشر في ربوع السودان، حيث قامت المنظمة على الكوادر الشبابية من المقاومة والقيادات الميدانية، ولها دور كبير جدا في العمل الميداني، ويصل عدد أعضائها تقريبا 60 ألف عضو، 90 في المئة منهم من الشباب والباقي من القيادات ذات الخبرة.
شراكات دولية
وتابع رئيس المنظمة، أن تمويل الأعمال الإغاثية التي تقوم بها المنظمة يأتي من التبرعات الشعبية والجهود الخاصة للشباب، كما أننا نعمل على أن تكون لنا شراكات مع المنظمات العالمية، والآن هناك شركات مع اليونسكو، وتتمثل خدمات المنظمة في عمليات الإيواء وتقديم المعونات والرعاية الصحية، والاحتياجات الضرورية في أوقات الكوارث والفيضانات، ولدينا خطط جاهزة لمثل تلك الأمور، كما أن من مهام المنظمة الاهتمام بالإنسان بصفة عامة في كل المجالات من بينها الصحية والتنموية والاجتماعية.
وأشار إبراهيم إلى أن هناك الكثير من المنظمات ذات الطابع أو المسمى الإنساني، لكن أغلبها عبارة عن أسماء فقط ولا تؤدي أي دور، وهذا ما دفعنا لإنشاء منظمة "إنسان" لكي تقدم خدمات فاعلة وحقيقية على أرض الواقع، أما منظمة "إنسان" فكل كوادرها من شباب المقاومة الذين قاموا بالثورة، حيث نشأت الفكرة خلال الملتقى العام للمقاومة السودانية المنتشرة في طول البلاد وعرضها، وهم من يتولون عملية التنسيق، وهذا ما ساعد المنظمة أن تحتل المرتبة الأولى في البلاد بعد عام واحد فقط من وجودها على الأرض.
الاستعداد المبكر
وأوضح أن "المنظمة اكتسبت خبرة كبيرة من خلال الدور الذي قامت به العام الماضي عندما حدثت الفيضانات، وهو نفس الدور الذي دفعها للاستعداد المبكر لفيضان 2021، حيث قمنا بعمل شراكات متميزة مع منظمات وجهات ومع الحكومة السودانية نفسها، ولدينا عمل مشترك كبير مع الدفاع المدني، كما أننا نقوم بعمل الندوات والمؤتمرات وتسليط الضوء على الأماكن المتوقع أن تشهد فيضانات، وذلك من خلال الزيارات الميدانية لتلك المناطق، وبعد الزيارات تكون هناك توصيات علمية بما يجب أن يتم وحتى لا تكون هناك خسائر كبيرة جراء الفيضان".
الوضع مطمئن
من جانبه قال الباحث الأثري، أبو بكر خليفة، إن "هناك آثار سالبة تتعرض لها الآثار السودانية سنويا نتيجة للفيضانات، حيث كان فيضان العام الماضي من أكثر المهددات على المواقع التاريخية، خاصة وأن أغلب تلك المواقع على مقربة من النيل، كما هو الحال في موقع البجراوية، والذي يعد من المواقع الفريدة المميزة المعروفة عالميا والمدرجة في قائمة "اليونسكو" للتراث الإنساني، هذا الموقع لا يبعد عن النيل بأكثر من 500 متر".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "الوضع الآن مطمئن بالنسبة للمواقع الأثرية، حيث تم إنشاء جسر أو مصدات للمياه لتلافي ما حدث في فيضان العام الماضي 2020 ، ويبلغ طول هذا الجسر حوالي 800 متر وبإرتفاع يقارب المترين، وتم هذا العمل بتمويل من المؤسسة السويسرية".
دراسات وأبحاث
وأشار خليفة، إلى أن أعمال المؤسسة السويسرية امتدت أيضا إلى عمل دراسات حول الفيضان والمياه الجوفية في تلك المناطق، ومتابعة محطات وزارة الرى لتقدير ومعرفة حجم المياه، ويجري العمل الآن بصورة جيدة ومرضية من جانب العاملين بالهيئة العامة للآثار والمتاحف، من حيث عمليات الإشراف والمتابعة اللصيقة والتنفيذ.
من ناحيتها قالت لجنة الفيضان في وزارة الري والموارد المائية السودانية، إن منسوب نهر النيل قد تجاوز مرحلة الفيضان بـ14 سم في العاصمة الخرطوم وتوقعت زيادة المناسيب في جميع القطاعات.
وأضافت الوزارة في بيان لها أمس الأربعاء، إن منسوب الفيضان سجل 16.64 متر بزيادة قدرها 14 سم عن منسوب الفيضان في الخرطوم العاصمة، بالإضافة إلى زيادة تصل لنحو 10 سم في جميع قطاعات النيل.
وأوضح البيان إلى أن، إيراد النيل الأزرق بلغ عند محطة الديم على الحدود السودانية الإثيوبية بلغ 806 مليون متر مكعب بدلا 766 مليون متر مكعب الثلاثاء الماضي، متوقعة ثبات الإيراد عند 600 إلى 650 مليون متر في الأيام المقبلة
يشهد السودان فيضانات وسيول عاتية عادة في كل موسم خريف، تؤدي إلى إتلاف ملايين المنازل وتدمير وسائل سبل كسب العيش، بسبب ضعف البنية التحتية، بحسب صحيفة"سودان تربيون".
ويفقد السودان سنويا موارد تقدر بمليارات الجنيهات بسبب الفيضانات والسيول، ويعمل الدفاع المدني السوداني على تقوية الحواجز النيلية في منطقة القرشي بولاية الجزيرة وسط البلاد.
