في البداية يقول المحلل السياسي اليمني أكرم الحاج، بكل تأكيد سيواجه المبعوث الأممي الجديد الكثير من المعوقات والصعوبات، وعلى رأسها القرار الأممي 2216 الذي صدر عن الأمم المتحدة في بداية الحرب الذي دعا "أنصار الله" إلى العودة إلى معقلها الرئيسي في محافظة صعدة، وتسليم السلاح وإخلاء المحافظات التي وصلت إليها.
الملف أكثر تعقيدا
الواقع على الأرض
ودعا المحلل السياسي، المبعوث الأممي الجديد إلى أن تكون حلوله تحاكي الوضع السياسي الجديد على الأرض، وأن تكون الخرائط اليمنية أمامه واضحه وضوح الشمس لكي يمكن الوصول إلى حلول لتلك الأزمة بعد سنوات من الحرب، حدث خلالها الكثير من المتغيرات، سواء على المستوى السياسي أو على المستوى العسكري و الخارطة الجغرافية لليمن، حيث تسيطر "أنصار الله" حاليا على معظم المحافظات الشمالية باستثناء محافظة مأرب وهي المعقل النفطي والغازي الوحيد لحكومة هادي، فإذا استطاعت قوات صنعاء الوصول إلى قلب عاصمة مأرب ستكون قد سيطرت على كل المحافظات الشمالية.
ولفت إلى أن الكثير من الملفات في المنطقة قد تغيرت عن السنوات السابقة، حيث نجد هناك تقارب سعودي- إيراني، وأيضا بالنسبة للملف الإيراني- الأمريكي وما يتعلق بالعودة إلى مفاوضات الملف النووي، وهذا يؤكد أن المتغيرات التي حدثت على الأرض منذ بداية الحرب وحتى الآن كثيرة، لذا فإن الأمور أصبحت أكثر تعقيدا أمام المبعوث الأممي الجديد السويدي "هانز غرونبرغ"، فعلى أي أسس سوف ينطلق من خلالها المبعوث الأممي، فإن لم يكن يحمل جديدا وعاد إلى الوراء فلن نصل إلى أي حلول في المدى القريب.
رؤية غائبة
وأكد الحاج، أن المشكلة في اليمن ليست مع المبعوثين السابقين الثلاثة وهذا المبعوث الجديد، المبعوث الأممي من المفترض أنه رجل سلام يجمع الأطراف إلى طاولة المفاوضات، لكن الإشكالية الحقيقية، هى رؤية الأمم المتحدة التي "تاهت" في الملف اليمني وبالتالي انعكس هذا على مبعوثيها الأمميين، لا يمكن للمبعوث الجديد أن يخطو إلى الأمام ما لم يكن هناك دعم إقليمي ودولي قوي.
تغيرات في الجغرافيا
وأشار في حديثه لـ"سبوتنيك"، إلى أنه بجانب القرار 2216 وقرارات العقوبات التي فرضت على بعض الأشخاص من الحوثيين وغيرهم من المؤتمر الشعبي، مثل أحمد علي عبد الله صالح، كل ما جرى في العام 2015 عام بداية الحرب، تغير على أرض الواقع بنسب كبيرة جدا، حيث يجري اليوم تجهيز نجل الرئيس اليمني الراحل على عبد الله صالح من جهات إقليمية ودولية لكي يلعب دورا قادما في اليمن، سواء كان ذلك خلال التسوية أو بعدها.
المرجعيات الثلاث
وتابع عبد الهادي، القرار الأممي يعتبر أحد المرجعيات الثلاث في البلاد، المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وكل تلك المرجعيات يجب إعادة النظر فيها وفقا للمتغيرات الفعلية على الأرض لكي يكون الحديث عن التسوية السياسية واقعا لحل أزمة اليمن.
وأوضح رئيس اللجنة السياسية، أن المبعوث الأممي الجديد، هو أحد المتابعين للملف اليمني عندما ترأس الوفد الأوروبي الذي قدم إلى صنعاء وعدن، لكن إلى الآن لم يفصح المبعوث الجديد عن أي من الأفكار التي يحملها لحل الأزمة، فلم تمر سوى أيام قلائل على اعتماده من جانب المنظمة الدولية، وكل الأطراف رحبت بهذا المبعوث الجديد، لكن على ما يبدوا فإن الحوثيين لهم رأي مختلف تماما عن رأي الشرعية في قضية تعيين المبعوث الدولي ووضعوا أمامه شروط معينة، وعلى كل حال لابد أن تكون هناك رؤية يمكن القبول بها من جميع الأطراف لدى المبعوث الجديد، وإذا استمر على نهج من سبقوه، أعتقد أن الحرب ستطول ربما لأربع سنوات قادمة حتى يأتي المبعوث الخامس، الأمر الآن وبكل شفافية في اليمن يتوقف على مصالح الأطراف الدولية، لأن كل الأطراف المتصارعة في اليمن مرتبطة بأطراف خارجية.