وبينما تواصل فرق الإطفاء جهودها لإخماد النيران، انتشرت صورة لطفلة في سيارة قريبة من النيران على أنها ملتقطة خلال الحرائق المندلعة منذ أيام في الجزائر، لكن الصورة في الحقيقة ملتقطة منذ أيامٍ في اليونان حيث تتواصل أيضا جهود احتواء النيران المندلعة منذ أسبوعين. فقد أرشد البحث إلى أن المصور اليوناني جورجيوس موتافيس، التقطها في الثامن من الشهر الجاري في جزيرة إيفيا، ونشرها على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد ارتفعت حصيلة القتلى الحرائق في مناطق عدة في الجزائر إلى 69 هم 28 عسكريا و41 مدنيا، وحصلت أكبر الحرائق في تيزي وزو وبجاية ثم ولايات جيجل وسكيكدة وعنابة والطارف، وكلها مناطق ساحلية متجاورة مطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وذكر مسؤولون أن النيران أتت على 400 هكتار من الغطاء النباتي، وبالتزامن مع تلك الحرائق الكارثيّة، انتشرت صورة أخرى تُظهر اشتعال منطقة جبلية شاسعة على أنها في الجزائر، لكنها في الحقيقة ملتقطة في تركيا التي تضربها هي أيضا حرائق ضخمة. وتبين بالبحث أنها منشورة في 29 يوليو/تموز 2021 على موقع وكالة غيتي، وأنها التقطت في موغلا في جنوب غرب تركيا.
وفي سياق الأخبار المضللة، تداول مستخدمون على مواقع التواصل صورة رجل يحاول إنقاذ أغنام قيل إنه في ولاية تيزي وزو الجزائرية، إلا أن الادعاء غير صحيح، فقد التقط مصوّرو فرانس برس هذه الصورة خلال الحرائق المندلعة في تركيا أيضا.
كما تداول مستخدمون صورة لسيدة مفجوعة تقف وسط منطقة تحيط بها نيرانٌ مستعرة على أنها ملتقطة في الجزائر لكن الصورة ملتقطة من أيام في جزيرة إيفيا اليونانية، حيث تظهر في الصورة سيدة بملابس سوداء مفجوعة لهول الحرائق الضخمة خلفها، وقد جاء في النصّ المرافق "لطفك يا رب بأهل الجزائر".
كما انتشرت صورة لسيدة أخرى لسيّدة مسنّة تبكي، وقد ادعى ناشروها أنها من ولاية تيزي وزو، وجاء في التعليق المرافق "صورة اليوم من تيزي وزو قلبي أوجعني"، إلا أن الادعاء غير صحيح، فهذه الصورة في الحقيقة ملتقطة عام 2019 في تركيا، حيث تظهر السيدة المسنّة تبكي إلى جانب بقرة يبدو أنها نفقت.
وظهر فيديو قيل إنه يُصور شابا ينقذ أرنبا من بين النيران، وقال ناشروه إنه في الجزائر لكن هذا الفيديو في الحقيقة مصوّر في الولايات المتحدة عام 2017 ولا شأن له بحرائق الجزائر.
اندلعت الحرائق التي تقول السلطات إنها "مفتعلة"، في منطقة القبائل في شمال شرق الجزائر، ثم امتدت إلى مناطق أخرى بينما تواصل فرق الحماية المدنية الجزائرية مدعومة بقوات الجيش ومتطوعين، العمل على إخماد النيران.
وتوقعت مصالح الأرصاد الجوية استمرار موجة الحر الشديد التي لا تساعد في كبح الحرائق، إلى يوم 15 أغسطس/ آب، وأن تصل درجات الحرارة إلى 46 درجة.