وتضمنت دورة الألعاب، مسابقات في رياضات السباحة، الريشة الطائرة، القوة البدنية، ألعاب القوى، كرة السلة، كرة الطاولة، حيث كانت المنافسة على أشدها بين الجرحى الذين لم تثنهم إصاباتهم عن التحدي سعياً للفوز وإضافة انتصار آخر لسجلهم وإثبات أن دورهم في الحياة لم ينته بل مستمر طالما في الإرادة بقية.
وعكست المنافسات في المسابقات الرياضية المقدرات الهائلة التي يمتلكها جرحى الحرب في إحراز أرقام مميزة وسط أجواء حماسية وثقة عالية بالنفس كان من السهل على متابع المنافسات استنتاجها وهو يشاهد خفة المشاركين وشغفهم بالرياضات التي اختاروها بأنفسهم، في مشاهد خطفت الأبصار والقلوب.
ونال الفائزون بالمراكز الأولى في دورة الألعاب من الرياضات المختلفة، على مكافآت مالية بمبلغ 900 ألف ليرة للمركز الأول و800 ألف للمركز الثاني و700 ألف للمركز الثالث.
منافسات ساخنة
إلى جانب فوز الجرحى السوريين بالذهب في منافسات عدة شهدتها الدورة، كان للجرحى المشاركين من روسيا والعراق نصيبهم من الذهب أيضاً حيث فاز اللاعب الروسي إلكسندر ابولموسوف، بالمركز الأول في نهائي مسابقة كرة الطاولة على الكراسي المتحركة، تلاه أحمد التقي في المركز الثاني، ومحمد صالح في المركز الثالث، وعمر الحسن بالمركز الرابع.
أما في كرة الطاولة وقوفاً، حقق فراس شيحة المركز الأول، تلاه علاء شمامو ثانياً، وعمار علوش ثالثاً، وعادل إسماعيل رابعاً.
وفي بطولة كرة السلة على الكراسي المتحركة، توّج فريق "سوريا ب "بالمركز الأول بعد فوزه على منتخب "سوريا ج" بنتيجة 28-17 نقطة، تلاه منتخب "سوريا 1" الثاني ثم منتخب "سوريا ج" بالمركز الثالث.
وفي ختام المنافسة الساخنة في بطولة ألعاب القوة البدنية لجميع الأوزان التي شارك فيها جرحى من روسيا والعراق، والتي عكست مقدرات هائلة لدى الجرحى في رفع أوزان كبيرة واحرزوا أرقام مميزة، حقق الجريح منهل المركز الأول عن وزن ٨٨ كغ، ليأتي وليم كيوان في المركز الثاني والروسي يوري تشيرفا في المركز الثالث.
وعن وزن +٨٨ كيلوغرام، حصد حسن عبدان المركز الأول، فيما جاء شادي الحلبي في المركز الثاني ومحمد ديوب في المركز الثالث، كما كان الجريح مروان العلي قد احتل المركز الأول في منافسات أوزان ٧٢ كيلوغرام، يليه محمد دلال ثانياً وعبد الكريم العوف ثالثاً. وأيضاً في فئة أوزان ٨٠ كيلوغرام، تمكن نجم الدين حسون من حصد المركز الأول، فيما تبعه همام غانم ثانياً ونور الدين جدوع ثالثاً.
وفي منافسات السباحة، تمكّن العراق من حصد مراكز متميزة في الفئات الثلاث إلى جانب الجرحى السوريين، ففي فئة ٢٥ متر سباحة، تمكّن العراقي أحمد قاسم من نيل المركز الأول، يليه زاهر قيسر من سوريا ثانياً ومصطفى توفيق من العراق ثالثاً.
وفي فئة ٢٥متر حرة سباحة للجرحى فاقدي البصر، أحرز السوري إبراهيم جحجاح المركز الأول، يليه حسام مرهج من سورية في المركز الثاني، وإيهاب العزمي في المركز الثالث، بينما أحرز العراقي عمر داؤود المركز الأول في فئة ٥٠ متر حرة سباحة، يليه محمد الجفان من سوريا ثانياً ومصطفى توفيق من العراق ثالثاً.
وفي منافسات ألعاب القوى (رمي رمح ورفع الكرة الحديدية) للجرحى فاقدي البصر ومنافسات مسابقة الفردي ريشة الطائرة، فاز علي غنوم بالمركز الأول في رمي الرمح، يليه عزام أحمد في المركز الثاني، طاهر خداج ثالثاً.
وضمن منافسات دفع الكرة الحديدية حقق خليل محمود المركز الأول، تلاه عبد الرحمن حمدوش ثانياً ووسيم خضور ثالثاً، فيما فاز فراس شيحا بالمركز الاول في مسابقات الفردي في الريشة الطائرة، يليه عيسى ثانياً ومن ثم محمد زاهر قربي ثالثاً.
قادرون ومتمكّنون
وسط الصالات المغلقة التي شهدت منافسات مثيرة بيّن اللاعبين الذين تجاوزا إصاباتهم وأطلقوا العنان للتحدي، يقول اللاعب السوري محمد ديوب، المشارك ببطولة السباحة ل"سبوتنيك": أتطلع للفوز بأحد المراكز الأولى، فالمنافسة بين المشاركين قوية ومثيرة، خاصة في ظل وجود منافسين أشداء من روسيا والعراق، ويضيف: البطولة الرياضية لجرحى العجز الكلي هي رسالة أن الجريح مهما بلغت درجة عجزه هو موجود ومستمر بالحياة وقادر على العطاء، متمنياً أن تكون هذه الدورة فاتحة لدورات قادمة.
اللاعب الروسي الكساندر أوبولموسوف، المشارك ببطولة كرة الطاولة، أعرب عن سعادته بالمشاركة في المسابقة وفوزه بالمركز الأول في بطولة كرة الطاولة على الكراسي المتحركة، ويضيف: أتمنى أن تتوسّع هذه البطولة أكثر، وأن التقي مجدداً مع الجرحى السوريين الأبطال في بطولات رياضية في روسيا.
بدوره، أعرب اللاعب العراقي ولاء كريم، المشارك ببطولة السباحة، عن سعادته بالمشاركة في دورة الألعاب الرياضية، كما أعرب عن امتنانه للسيدة أسماء الأسد التي استقبلت الوفد العراقي ورحبت به.
وإذ نوه كريم بأن أجواء المنافسة بين المشاركين قوية وممتعة، فانه أعرب عن أمنياته أن تتكرر سنوياً و أن يشارك فيها باستمرار ، ويضيف: مشاركتنا لأخواتنا السوريين في هذه الدورة الرياضية هي رسالة للعالم بأن جريح الحرب يستطيع فعل أي شيء والوصول إلى مراتب متقدمة، مشدداً على أن إصابته مهما بلغت شدتها لا تعيقه عن تحقيق ما يصبو إليه طالما امتلك العزيمة والإرادة.
اللاعب الروسي يوري تشيرفا، المشارك ببطولة القوة البدنية، أعرب عن شكره للدولة السورية إزاء الدعم الذي تلقاه خلال دورة الألعاب، خاصة المدربين والمشرفين والكادر الطبي الذين كانوا موجودين دائماً إلى جانب الجرحى للتدخل في اللحظات الصعبة.
وأضاف: هذه الزيارة الأولى لي إلى سوريا.. لقد سمعت كثيراً عن هذا البلد وعن مدينة اللاذقية، وأنا سعيد أنه أتيحت لي الفرصة للتعرف على المدينة وأهلها عن كثب.
اللاعب العراقي أحمد قاسم الذي فاز بالمركز الأول في مسابقة السباحة فئة ٢٥ متر: شاركت بالدورة انطلاقاً من أن سوريا والعراق بلد واحد مصيرنا وقضيتنا واحدة، ويضيف: ليس مهماً من يفوز ومن يخسر، جميعنا فائزين من خلال مشاركتنا بهذه البطولة وتحدينا لأنفسنا ولإصابتنا، المهم المشاركة وتوطيد اواصر الأخوة والمحبة.
من جهته، قال اللاعب السوري حسام مرهج، المشارك ببطولة السباحة: مشاركتي رسالة تحدي وصمود، وتأكيد أن دورنا في هذه الحياة لم ينته بعد إذ لا يزال هناك الكثير لم نقدمه بعد، وهذه الدورة الرياضية خير دليل على ذلك بأن الجريح قادر ومتمكّن.
وتابع في رسالة باسمه وباسم كل جريح: "جرحي وشم دقه الوطن تذكار.. كرمال ما ينسى المجد اسمي.. وكرمال يبقى الوطن صامد بوجه النار.. أهديت الوطن تذكار من جسمي".
الإرادة تصنع المعجزات
مدرب الفريق السوري لكرة السلة على الكراسي المتحركة جميل أنيس وصف المنافسات التي جرت بالمثيرة حيث بذل اللاعبون مجهوداً كبيراً، وأضاف: خلال البطولة فاجأني اللاعبون بالسيطرة على الكراسي المتحركة والتحرك بخفة وثبات في مشاهد تخطف القلوب والابصار، وتابع: أثبت جرحى الحرب أن الإرادة والعزيمة تصنع المعجزات.
وحسب أنيس، ترتكز كرة السلة على سيطرة اللاعب على الكرسي المتحرك ليصبح جزءاً منه، ومن ثم تأتي المهارات الأخرى التي تعتمد على تحقيق التوازن من خلال تحريك الكرسي بيد وضرب الكرة باليد الأخرى.
بدوره، قال مدرب فريق السباحة للجرحى العراقيين "نادي الحشد العراقي" غزوان هاشم فرز: لبينا دعوة الحكومة السورية للمشاركة في دورة الألعاب لأهميتها البالغة بدعم الجرحى الذين ضحوا بقطعة من أجسادهم في سبيل الوطن، ويضيف: تضحيات هؤلاء الجرحى دين علينا يجب أن نرده.
وعن الصعوبات التي واجهتهم بتدريب الجرحى، أشار إلى بعض الصعوبات في البداية لكن بفضل الإرادة القوية لدى اللاعبين الجرحى تم تجاوزها وتحقيق نتائج مميزة، لافتاً إلى أهمية التقرب من اللاعب بصورة مباشرة عن طريق المحبة والمزاح ورفع معنوياته من خلال التأكيد على قوته والتركيز على ثقته بنفسه بعيداً عن فقدانه جزء من جسده.
دورة تحدي
المنسق من مشروع جريح وطن هشام خدام أكد أن المنافسات التي شهدتها دورة الألعاب على مدى خمسة أيام كانت تحدي لجرحى الحرب أنهم قادرون ومتمكنون في المنافسات الرياضية كما كانوا في الميدان، مشيداً بالنتائج المتقدمة التي أحرزها المتنافسون والتي تعكس المقدرات الهائلة لديهم.
من جهته قال الدكتور طارق أحمد من الكادر الطبي الذي رافق فعاليات دورة الألعاب: نحن مجموعة أطباء من اختصاصات متعددة تم تكليفنا من وزارة الصحة لتغطية فعالية جريح وطن والتواجد دائماً إلى جانب الجرحى للتدخل وقت الحاجة، حيث نتواجد مع نقطة طبية وأكثر من سيارة إسعاف مجهزة بكافة المستلزمات الطبية والاسعافية.
وكانت انطلقت دورة ألعاب جريح الوطن الرياضية الجمعة الماضي، للمرة الأولى في سوريا، بحضور السيدة أسماء الأسد وبمشاركة نحو 100 جريح من جرحى العجز الكلي، بالإضافة لمشاركة جرحى من روسيا والعراق، وذلك في مدينة الأسد الرياضية بمحافظة اللاذقية.
