غزة التي بدأت ربيعها مبكراً بحفل (ربيع غزة للموسيقى) في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، كسرت من خلاله طابع الألم والمعاناة الذي كسى وجه المدينة لسنوات عدة، وفتحت طاقة للحب والموسيقى والأمل التي كان سكان القطاع في أمس الحاجة لها.
محمود الشاعر مدير شركة "هاشتاغ" المنظمة للحفل قال لـ"سبوتنيك"، إن حفل ربيع غزة جاء بعد جهد كبير وعمل دؤوب من أجل الافراج عن الحياة والأمل الذي غاب عن قطاع غزة لفترة كبيرة، ومن أجل إيصال صورة مشرقة ووضاءة لهذا القطاع الذي يعجُّ بالمواهب.
وأكد الشاعر أن الهدف من الحفل هو "تنشيط المشهد الثقافي والفني في قطاع غزة، من خلال رؤية الشركة ،والتي تسعى من خلالها إلى تقديم المبدعين الفلسطينيين بطريقة عصرية وإبداعية متميزة، وإيصال أبداعهم إلى العالم والجمهور من خلال العروض والاحتفالات المختلفة، والتي يعاني قطاع غزة من ندرتها".
وأضاف، "إننا كفريق عمل سعينا بكل جهدنا رغم ضيق الوقت وبفترة زمنية قصيرة للإعداد للحفل والاتفاق مع فرقة الوتر باند على إحيائها، مع القيام بعمليات تسويق وترويج كبيرة للحفل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال الكثير من الأصدقاء المتعطشين لحفل موسيقي يزيح عنهم القليل من اختناق غزة، وبروح الفريق الواحد قدمنا عرضًا موسيقيًا رائعًا ومتميز استمتع به الجمهور على مدار ساعتين من العرض على أنغام وتر باند وفنهم الجميل".
ستة عازفين من فرقة "وتر باند" ألهبوا حماس الجمهور وخلقوا أجواء رائعة بعزفهم للعديد من الأغاني التراثية والوطنية، إضافةً إلى أغاني ألبومهم الخاص الذي تزامن الحفل مع إطلاقه بعنوان "غريب هنا".
من جهته أوضح محمد اللوماني أحد عازفي الفرقة لـ"سبتونيك"، أنهم تفاجؤوا بحجم الجمهور الكبير الذي ملأ القاعة، وتفاعله الكبير مع الأغاني التي قدموها مما أثار شهيتهم لتقديم المزيد من الأغاني التي لم يتم التحضير لها مسبقاً.
وأشار اللوماني، إلى أن "فرقة الوتر باند كان من المفترض أن يشاركها عازفين من الضفة الغربية لكن الحواجز الاسرائيلية وعدم صدور تصاريح لهم منعت وصولهم إلى قطاع غزة، فتم التواصل معهم عبر برنامج "سكايب"، من أجل إلقاء كلمة ومشاهدة الحفل عن طريق الانترنت".
ويعاني قطاع غزة من حصار اسرائيلي خانق منذ أكثر من 10 سنوات، وتضييق كبير على دخول وخروج الفلسطينيين من وإلى قطاع غزة عبر معبر "إيرز" الذي يخضع للسلطة الاسرائيلية.
ونوّه اللوماني إلى أن "الموسيقى غذاء للروح ورسالة لا تحتاج إلى لغات، تستطيع أن توصل صوت غزة وصورتها الحضارية للعالم أجمع"، لافتاً إلى أن الفرقة قامت بإقامة العديد من الحفلات داخل القطاع وخارجه.
بدوره عبّر محمد عناية أحد الحضور، عن مدى سعادته بحضور هذا الحفل الموسيقي، مؤكداً أن "غزة تحتاج إلى أجواء كهذه تنسي الناس الويلات اليومية التي يلاقونها، وتفتح في قلوبهم طاقات للأمل والسعادة والبهجة".
وأضاف عناية في حديث لـ"سبوتنيك"، "من بداية الحفل إلى نهايته، لم يستطع أحد من الجماهير التحرك من مكانه، نظراً لاندماجهم الكبير مع أداء الفرقة ومع الأجواء الرائعة التي غمرت المسرح بشكل كامل".
وما أن انتهت الفرقة من عزفها وأداء الأغاني التي تم التحضير لها، حتى تعالت صوت الجماهير الغزيّة مطالبةً بالمزيد، لتعود السهرة الموسيقية للاستكمال في أجواء حميمية ستبقى عالقة في أذهان الحضور لوقت طويل.
