عند الساعة الخامسة في بغداد، يعتزم الانتحاري تفجير آماله البائسة عن يُتم أمه وأبيه ليلتقي بهم في السماء مثلما غرس في دماغه على يد التطرف والإرهاب، لكن طموحه أكبر من ذلك ليستعيد نفسه وينافس في مهرجان دبي السينمائي بمشاركة شاب سومري طموح من جنوب العراق.
ينافس فيلم "الساعة الخامسة" القصير بعرضه العالمي الأول، من بطولة كرم ثامر، الذي يجسد لحظات ما قبل عملية تفجير انتحاري من إخراج أيمن الشطري، على جوائز برنامج المهرجان الخليجي القصير ضمن فعاليات الدورة الـ13 من مهرجان دبي السينمائي الدولي (من 7 إلى 14 ديسمبر/ كانون الأول).
وتحدث مخرج فيلم "الساعة الخامسة"، أيمن الشطري، لمراسلة "سبوتنيك" عن فيلمه الذي بدء عرضه في مهرجان دبي منذ أمس الأول الأحد الماضي، قائلاً
إن الفيلم حاكى واقعنا الحقيقي وبدون تزييف، ومن خلاله انتقدنا المجتمع بشدة، كون الانتحاري جزء من الناس، وينتقد مع نفسه قبل عملية التفجير ويبحث عن الحقيقة، مع طرحه تساؤلات على رأسها هل سيحصل على الخلود في الجنة بعد قتله لعدد من الناس؟
ويأمل الشطري المنحدر من مدينة الناصرية مركز ذي قار السومرية العريقة بجنوب العراق، أن تصل أحلامه والأفلام العراقية لاسيما التي يعمل على إخراجها، إلى العالم وتنشر ثقافتنا عبر السينما ونحاكي واقعنا المريض ونحاول نغير من المجتمع، ونطمح أن تعود ثقة الجمهور العراقي بالفيلم المحلي.
وشارك الشطري في تأليف فيلم "الساعة الخامسة"، مع أمير إحسان، ويشارك في بطولته كريم ثامر، وصفا نجم وكرار المهدي، وتتولى شركة MAD Solutions مهام توزيع الفيلم بالعالم العربي.
وبدأ الشطري وهو منتج وكاتب مستقل، حاصل على درجة البكالوريوس من قسم السينما والتلفزيون في كلية الفنون الجميلة بـجامعة بغداد، حياته المهنية كمونتير في العديد من الأفلام العراقية، بالإضافة إلى خبرته في التصميم، والمؤثرات الصوتية وتصميم الصوت.
وحقق الشطري نجاحاً عن فيلمه القصير "ليلة دافئة" الذي فاز بالعديد من الجوائز من مهرجانات عربية ودولية، ومنها جائزة أفضل فيلم في مسابقة آفاق جديدة ضمن مهرجان بغداد للسينما عام 2015.
وعرض فيلم "الساعة الخامسة"، في سينما "فوكس 17" بـمول "الإمارات"، ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي يعد أحد أهم الأحداث في الأجندة السينمائية بالشرق الأوسط، يقدم كل دورة أكثر من 120 فيلماً روائياً طويلاً وقصيراً وأفلاماً وثائقية من حول العالم، والعديد من العروض العالمية الأولى.
ولكن رغم عملية غسيل الدماغ التي تلقاها، يبدأ في التفكير، البحث والتساؤل إن كان كل الأغبياء يستحقون الموت، وهل سيكون مصيره الخلود في الجنة بعد قيامه بذلك؟ وخلالها يسترجع شريط ذكرياته وأحلامه في طفولته قائلاً "عندما كنت صغيرا، أحببت أفلام الكارتون كثيراً، كنت أتمنى أن أصير مثل "غرندايزر" بطل "مغامرات الفضاء" أشهر المسلسلات الكرتونية في العالم العربي، وهو ياباني، بدأ عرضه في بداية الثمانينيات من القرن الماضي على الشاشات العربية وحقق نجاحاً هائلا سواء في دول المغرب العربي أو في دول الخليج العربي.