دمشق — سبوتنيك
وبذلك يطوي فن الطفولة السورية بحزن بالغ إحدى أهم صفحاته الناصعة والمشرقة التي امتدت لعقود طويلة استلهمت من خلال رسومات وإبداعات البحرة أحد أهم الآفاق نحو حياة الصبا والعلم ومقاعد الدراسة وأيضاً للمستقبل.
فما من رجل وامرأة أو شاب وفتاة إلا ويستذكر خطوط ريشة وقلم الفنان البحرة الذي طبعت رسوماته ليس على أوراق الكتب المدرسية ومجلات الأطفال فحسب وإنما في ذاكرة كل من عاصر هذا الفنان المبدع وتصفح رسوماته على الورق.
ويُعد "ممتاز البحرة" الذي ينتمي لعائلة دمشقية أحد رواد الجيل الثاني في الحركة التشكيلية السورية. تربّى في بيئة دمشقية أرستقراطية ودرس الفنون بجامعة دمشق في كلية الفنون الناشئة وتخرج فيها.
ويعتبر الراحل من أهم رسامي أدب الأطفال إذ رسم للكتب المدرسية التابعة لـوزارة التربية السورية التي تناقلها الأطفال في السنوات المدرسية الأولى فأحب الأطفال شخصياته "باسم ورباب" ولعل أكثر ما كان ذا تأثير جلّي على الأطفال في سوريا والعالم العربي رسومه للمسلسلات المصورة (الكوميكس) التي أبدع فيها.
كما يعد البحرة الأب الروحي لمجلة "أسامة" التي أسسها عام 1969 مع الكاتب المسرحي سعد اللـه ونوس والقاص زكريا تامر، ومؤسس مجلة "الطفل العربي"، الصادرتين عن وزارة الثقافة في دمشق.
وفي هذا الجانب قالت أمينة تحرير مجلة الأطفال "أسامة" أريج بوادقجي في تصريح لـ"سبوتنيك": لم تكن ريشة الفنان ممتاز البحرة مجرد ريشة عابرة مرّت على تاريخ مجلة "أسامة"، بل كان البحرة المعلم والفنّان الذي خط أولى خطوات مجلة "أسامة".. تميّز بخطه الخاص، فلم يكن مقلداً بل كان مدرسة، مهدّت الطريق أمام العديد من الفنانين السوريين الذين استقوا من نبعه الصافي. شخوصه لامست أرواح ووجدان الأطفال في سورية لسنوات، سواء من خلال بصمته في مجلة "أسامة"، أم من خلال رسومه المميزة في المناهج المدرسية.
وأشارت الكاتبة بوادقجي إلى قيام كادر المجلة بتكريم الفنان البحرة قبل أسابيع قليلة في أحد المراكز الثقافية بدمشق تعبيراً عن العرفان والجميل الذي بذله في سبيل الأجيال التي كبرت ونضجت على إبداعاته ورسوماته.
يشار إلى أن البحرة أمتع الأطفال بشخصيات مثل أسامة وشنتير وماجد وسندباد من قصص من ألف ليلة وليلة مع كتاب متميزين.
بعد ذلك توجه ممتاز البحرة للعمل في مجلة الأطفال اللبنانية البيروتية "سامر" حيث قدم عدة مسلسلات لنصوص متواضعة لعادل أبو شنب كما عمل ببعض الصحف المحلية مثل مجلة "الطليعي" التابعة لمنظمة طلائع البعث.
قام برسم العديد من اللوحات الزيتية، ومن أهم لوحاته لوحة "ميسلون" المعروضة في بانوراما الجندي المجهول على سفح جبل قاسيون المطل على مدينة دمشق ومساحتها 25 مترا مربعا.
