تمر اليوم الذكرى 106 لميلاد نجيب محفوظ، الأديب المصري الحاصل على جائزة "نوبل" في الآداب، وبينما يحتفل قراؤه ومحبيه بأثره في الأدب المصري والعربي والعالمي، احتفل عدد من الصفحات الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي بميلاد نجيب ما أثار حالة من الجدل حول الأديب الكبير.
صفحة "إسرائيل في مصر" نشرت رسالة منسوبة إلى نجيب قام بإرسالها إلى كاتب إسرائيلي يدعى سامسون سوميخ، عام 1978، يشكره فيها على متابعة إنتاجه الأدبي، ويؤكد في الرسالة المنسوبة: "كتابك عني يعتبر عملا نقديا عميقا وعاملا وشاملا وأنه يعتبر من أفضل ما كتب عني إن لم يكن أفضلها جميعا وطبيعي أنني لمست فيه حبك للأدب العربي ولاجتهاداتي فيه لا تحرياتك عن عقلية عدو بل أن دراستك كانت غنية في المقام الأول وإنسانية بالمعني الشامل والدقيق".
وكذلك نشرت صفحة "إسرائيل تتكلم العربية" تهنئة لمحفوظ في عيد ميلاده، وأكدت على أنه من "أكثر الروائيين شهرة في إسرائيل"، وأكدت على أن "روايات محفوظ وإنتاجه الأدبي يتم تدريسه في الجامعات العبرية كما نشرت له ترجمات للقصص القصيرة في المجلات والدوريات الأدبية".
وتفاعل عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مع التهنئة الإسرائيلية لعيد ميلاد نجيب وانقسموا بين مدافعين عن موقف نجيب ومهاجمين له.
وتهمة التطبيع تطارد نجيب محفوظ حتى في حياته، خاصة مع مناداته في العديد من مقالاته بضرورة حل القضية الفلسطينية عن طريق التفاوض بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني،
يقول نجيب محفوظ في مذكراته التي جمعها الناقد الأدبي رجاء النقاش: بعد حصولي على جائزة نوبل عام 1988 من الفلسطينيين، وأذكر أنني جلست مع رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق قدومي، ودار بيننا حوار طويل، ووجدته متفهما للآراء التي قلتها بشأن المفاوضات مع إسرائيل، وكان ذلك قبل الإعلان عن مفاوضات أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسنوات".
ويدافع نجيب محفوظ عن نفسه فيضيف في مذكراته: "كان أكثر ما يضايقني ويثير أعصابي عندما نشر حديثي في القبس هو اعتقاد بعض الناس بأنني أطالب بالسلام من أجل إسرائيل، ولو كان لدى هؤلاء ذرة من التفكير المنطقي الموضوعي لفهموا أنني أنشد السلام من أجل هؤلاء البسطاء الذين طحنتهم الحروب".
وتعليقا على اتهام نجيب محفوظ بالدعوة لتطبيع مع إسرائيل يقول الناقد الأدبي سيد محمود، رئيس تحرير جريدة "القاهرة الثقافيةط السابق في حديث مع "سبوتنيك"، إن محفوظ كان من دعاة تسوية الصراع العربي الإسرائيلي تسوية عادلة تقوم على احترام الحق الفلسطيني.
وأضاف محمود أن نجيب عبر عن ذلك صراحة في وقت مبكر عندما التقى القذافي بكتاب الأهرام عام 1971، لكنه لم يكن من دعاة التطبيع، وشدد محمود على أن من يتتبع مقالاته في باب وجهة نظر بجريدة "الأهرام" المصرية يجد أنها كانت أقرب لتعليقات على الأحداث الجارية وفيها رفض قاطع للسياسات الإسرائيلية والاستيطان وهو موقف واضح، لافتا إلى التهنئة الإسرائيلية التي انتشرت احتفالا بذكرى ميلاده فهي بروتوكولية وليس أكثر.
ويرى محمود أن من يروج لفكرة أن محفوظ مطبع يريد القول بأن الطريق للعالمية مفروش برضى إسرائيل وهذا منطق تروج له إسرائيل، وعلينا رفضه ومقاومته لأن مجد محفوظ اعتمد على مشروع أدبي تواصل بطول القرن وكانت ملامحه واضحة.
بدأ نجيب محفوظ مشواره الأدبي منذ عام 1930، وكان عمره وقتها 19 عاما، ونشر أول قصة أدبية له في "المجلة الجديدة" التي كان يترأس تحريرها سلامة موسى في 3 أغسطس 1934 بعنوان "ثمن الضعف".
واستمر في إنتاجه الأدبي حتى عام 1994 وأنتج أكثر من 50 كتاباً ما بين روايات طويلة ومجموعات قصصية ومسرحيات، ومقالات ودراسات ومذكرات وتحليلات سياسية، وترجمت أعماله إلى أكثر من لغة.
إن تسجيل وترخيص مستخدمي موقع "سبوتنيك" عبر حسابات الفيسبوك أو شبكات اجتماعية أخرى يشير إلى قبولهم لقواعد الموقع. يتوجب على المستخدمين الالتزام بالقوانين المحلية والدولية، واحترام المشاركين الآخرين في النقاش، والقراء والأشخاص الذين يتم ذكرهم في المنشور.
إدارة الموقع لها الحق في أن تحذف التعليقات التي تحتوي على لغات تختلف عن لغة غالبية محتوى الموقع. لدى كافة مواقع sputniknews.com باللغات المختلفة حق تحرير التعليقات.
يتم حذف تعليق المستخدم في الحالات الآتية:
إذا كان التعليق لا يتفق مع محتوى المنشور.
إذا كان التعليق يحرض على الكراهية والتمييز العنصري أو العرقي أو الجنسي أو الديني أو الاجتماعي، أو ينتهك حقوق الأقليات.
إذا كان التعليق ينتهك حقوق الأقليات، ويسبب لهم الأذى بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك الإساءة المعنوية.
إذا كان التعليق يحتوي على أفكار ذات طبيعة متطرفة أو تدعو إلى أنشطة أخرى غير قانونية.
إذا كان التعليق يحتوي على شتائم أو تهديدات موجهة للمستخدمين الآخرين، أو للمنظمات بصورة تسيء إلى سمعة رجال الأعمال أو الموظفين فيها وتقلل من كرامتهم.
إذا كان التعليق يحتوي على شتائم أو رسائل تعبّر عن عدم الاحترام لموقع "سبوتنيك".
إذا كان محتوى التعليق ينتهك الخصوصية، بحيث ينشر بيانات شخصية لأطراف ثالثة دون موافقة هذه الأطراف، أو ينتهك خصوصية المراسلة.
إذا كان التعليق يحتوي على مشاهد عنف أو سوء المعاملة والقسوة تجاه الحيوانات.
إذا كان التعليق يحتوي على معلومات حول كيفية الانتحار والتحريض عليه.
إذا كان التعليق يهدف إلى إعلان تجاري، أو الترويج لإعلان سياسي غير لائق أو غير قانوني، أو أي مصادر أخرى على الإنترنت يكون محتواها ما تم ذكره أعلاه.
إذا كان محتوى التعليق يروّج لمنتجات أو خدمات لأطراف ثالثة دون علم هذه الأطراف.
إذا كان التعليق يحتوي على لغة فظة أو ألفاظ نابية أو تلميحات من مشتقات تلك الألفاظ.
إذا كان التعليق يحتوي على رسائل بريد إلكتروني غير مرغوب فيها، وخدمات بريدية جماعية تروّج لخطط الثراء السريع.
إذا كان التعليق يروّج لاستخدام المواد المخدرة وغيرها من العقاقير، ويحتوي على معلومات عن منتجاتها وكيفية استخدامها.
إذا كان التعليق يحتوي على وصلات لفيروسات أو برمجيات خبيثة ومضرة.
إذا كان التعليق جزءاً من عمل منظم ينطوي على كميات كبيرة من التعليقات ذات محتوى واحد.
إذا كان التعليق يحتوي على رسائل غير مفهومة وغير ذات صلة.
إذا كان التعليق ينتهك الأدب وأصول المعاملة مظهراً بذلك أي شكل من أشكال السلوك العدواني أو المهين.
إذا كان التعليق لا يتقيد بالقواعد الأساسية للغة الإنجليزية (العربية)، على سبيل المثال: الكتابة (باللغة العامية) بالأحرف الكبيرة أو عدم تقسيم المكتوب إلى جمل.
إدارة الموقع تملك الحق في أن تحظر دخول المستخدم إلى صفحة الموقع، أو حذف حسابه دون إشعاره، وذلك إذا انتهك المستخدم أو بدر منه سلوك دلّ على انتهاكه لما تم ذكره من القواعد أعلاه.
كل التعليقات
إظهار التعليقات الجديدة (0)
ردأ على(إظهار التعليق إخفاء التعليق)