بتاريخ 11-2-2019 أقامت كل من مديرية الثقافة في حلب ونادي شباب العروبة حفلاً فنياً امتد على مدى سويعات من الزمن… قدم فيه أساتذة الطرب الحلبي باقة من الأغاني والموشحات والابتهالات
بدأ الحفل بكلمة ترحيبة من الفنان والممثل القدير غسان مكانسي / نائب رئيس نادي شباب العروبة/ الذي رحب بالحضور ودعاهم للوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء سورية الأبرار ومن ثم بدأت الشفاه تردد نشيد الوطن الأغلى على القلب… نشيدَ الجمهورية العربية السورية
بعدها بدأت الفقرات الفنية بوصلة طربية قدمها الفنان /فؤاد ماهر/ الملقب بعندليب حلب تضمت عدداً من القدود الحلبية (من مقام الحجاز) إضافةً إلى أغانٍ من رزنامة الزمن الجميل للعندليب الراحل عبد الحليم حافظ.. فيما اختتم وصلته بأغنية محببة رددتها شفاه الحاضرين للموسيقار وديع الصافي من مقام حجاز كار بعنوان / لا عيوني غريبة /..
تلا ذلك.. فقرة من الابتهالات الدينية والموشحات قدمها الفنان القدير محمود فارس قدم من خلالها باقة من الأذكار والموشحات الأندلسية رافقه بها فرقة / آل حداد / للرقص المولوي..
كما قدم فارس خلال هذا الفقرة أيضاً أغنية طربية مميزة (من مقام الكرد) وهي "النهر الخالد" للكبير الراحل محمد عبد الوهاب من كلمات الشاعر محمود حسن اسماعيل..
بعد ذلك بدأ الفنان القدير صفوان عابد فرقته ليقدم باقة من أغاني "كوكب الشرق" الراحلة أم كلثوم تلك الأغاني التي لم تزل في وجدان و ذاكرة كل متذوق حلبيّ أصيل.. فاختار عابد مقاما (الكرد والبيات) ليبدأ وصلته مع تلك الألحان العظيمة التي تفاعلت على أنغامها شفاه الحاضرين.. مستذكرين عظمة تلك الكلمات والألحان التي قل نظيرها في وقتنا الحالي..
وعند اقتراب انتهاء الفرقة الموسيقية من أداء الأغنية الأخيرة.. بدأت أصوات الحاضرين تهتف بشوق عبارة " ما صار ".. هذا المصطلح الذي يعني أن الجمهور العاشق لم يستسغ انتهاء الحفل..! ومازال يرغب بالمزيد والمزيد..
عندها لبّى "عابد" طلبهم.. وقدّم فقرة إضافية من مقامي (الصبا والعجم) تراقَص على أنغامها الحلبيون بعد أن قضوا سويعات من تأمل الروح ونشوة الوجدان..
بدوره عضو مجلس الشعب السوري النائب / ماهر موقّع /, أشار في تصريح صحفي على هامش الحفل إلى أن تلك النشاطات الهادفة تضفي مزيداً من البريق والألق إلى تلك المدينة العريقة التي تحطمت عند أعتابها مخططات التقسيم و الظلام والإرهاب..
فحلب كانت وستبقى مدينة الحب والسلام والإبداع.. ها هي تنفض اليوم عن جسدها توحش الإرهاب وجرائمه لتعيد رسم الأمل وإرادة الحياة التي لم تتوقف فيها.. رغم قساوة الأيام و السنين الماضية..
وأضاف قائلاً:
" سعدت بحضوري هذا الحفل لما يحمله من طابع حلبي و تراثي عريق.. لأن حلب لم تزل ولادةً للفن الأصيل والمواهب المتميزة "
من جهته رئيس فرع حلب لنقابة الفنانين و رئيس مجلس إدارة نادي شباب العروبة المايسترو عبد الحليم حريري أكد أن نادي شباب العروبة للآداب والفنون الذي تأسس عام 1957 مازال حتى يومنا هذا الرافد الأول للحركه الفنية والأدبية للشباب الموهوبين..
وأضاف موضحاً عن الحفل:
" غنى اليوم ثلاثة مطربين كبار.. هم أعضاء قدامى في النادي, إضافة لموهبة شابة يعمل النادي حالياً على صقل موهبتها.. هذا وقد شارك في الحفل عازفون من كبار الموسيقيين الذين كانوا قد ترعرعوا في رحاب هذا النادي العريق ولم ينقطعوا عن جلسات النادي الفنية والادبية.. "
كما أكد " حريري " مستطرداً أن تلك الأماسي لم تنقطع إبداً.. حتى في أقسى الظروف التي تعرضت لها المدينة.. ففي الحين الذي كانت فيه قذائف الحقد الإرهابية تستهدف الأحياء السكنية الآمنة في كل ركن وزاوية….! لم ينقطع الحلبيون عن الحضور إلى مسرح النقابة يقينا منهم وإيماناً بأن تلك الغيمة ستزول وأن المدينة ستتحرر وستشرق شمس المحبة والوئام من جديد..
حضر الفعالية عدد من الفنانين على صعيد التمثيل الدرامي والإذاعي إضافةً إلى حشد كبير من المهتمين والحضور..
(المقال يعبر عن رأي كاتبه)
