واشنطن المعتادة على ضجيج السيارات وصخب الناس المتنقلة بين أعمالها اليومية استقبلت بمناسبة وذكرى عيد الاستقلال الأمريكي المركبات والآليات العسكرية والجنود والضباط في حدث نادر وتاريخي يتكرر للمرة الثانية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية آخرها كان عام 1951 خلال عهد ترومان.
استطاع ترامب أن يحدث تغييرا في أسلوب احتفال ذكرى استقلال أمريكا من خلال إشراك الجيش واعتبرت خطوة ذكية يقوم من خلالها بتقريب المجتمع المقرب من العسكريين لناحيته كأداة لدعم حملته الانتخابية. وهذا ما جعل الكثيرون ينتقدون فعلته بإدخال المؤسسة العسكرية الأمريكية إلى دائرة الصراع على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض.
عصيان عسكري ورفض المشاركة بالعرض العسكري الأمريكي
العرض العسكري الأمريكي عاد إلى ساحة واشنطن لكن ليس كاملا وبغياب العديد من الضباط العسكريين التابعين للقوات البحرية والجوية والقوات الخاصة وذلك رفضا لقرار ترامب بإشراك الجيش في الاحتفال من جهة، ومن جهة أخرى لأسباب سياسية بحتة كغياب القادة العسكريين المقربين من الحزب الديمقراطي المعادين لترامب.
وبررت وزارة الدفاع الأميركية غياب بعض القادة العسكريين عن احتفال الاستقلال بحجة "تضارب في الجدول الزمني" بين مهماتهم وعملهم في دوائرهم والدعوات التي أرسلت لهم.
وبالتالي اقتصر الحضور العسكري الرسمي على وزير الدفاع بالوكالة مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان الجنرال جوزيف دانفورد، ووفود عن الأعضاء الكبار في المجلس العسكري الأعلى الأميركي.
وبدورها انتقدت وسائل الإعلام الأمريكية العرض من خلال وصف الضيوف المختارين والجنود الموجودين على درجات نصب لنكولن التذكاري يخالفون التقاليد ويتحدى الطابع اللاسياسي لعطلة وطنية.
العرض العسكري الأمريكي "الباهت" والخجول
شهد العرض الأمريكي مشاركة المشاة والحرس العسكري القديم بالإضافة إلى الفرقة الموسيقية التابعة للجيش وووحدات من البحرية الأميركية وعدد من وحدات تضم أفرادا من القوات الجوية الأمريكية.
بالإضافة إلى مشاركة خجولة من الوحدات المجنزرة والمركبات العسكرية المختلفة والتي أثارت انتقاد الكثيرين بسبب حالتها ووضعها المزري من خلال انتشار الصدء على بعض المركبات وذلك بحسب ما نقلته بعض وسائل الإعلام.
كما كان لسلاح الجو الأمريكي حصة في العرض من خلال مشاركة طائرات "إف 35" المقاتلة ومروحيات "أوسبري" التابعة للبحرية الأمريكية بالإضافة إلى مشاركة طائرة الرئيس الأولى التي حلقت فوق واشنطن.
وكان العنوان الأبرز للعرض "أمتنا أقوى اليوم من أي وقت مضى، إنها الأقوى الآن" والتي جاءت على عكس حقيقة العرض الذي لم يصل إلى التوقعات المعهود والمخطط لها من المنظمين.