وتعتري سعادة كبيرة هذه الأيام مزارعي قطاع غزة خلال قطفهم حبات "الفراولة" الحمراء، بعد القرار الإسرائيلي بالسماح بتصدير الفراولة إلى الأسواق الأوروبية والضفة الغربية، ما أنقذ الموسم للمزارعين وعمل على تحسين دخلهم بعد سنوات من المعاناة الاقتصادية للمزارعين.
وكانت السلطات الإسرائيلية أصدرت قراراً بالسماح بتصدير الفراولة الغزّية إضافة إلى عدد من الأصناف الأخرى إلى الأسواق الأوروبية والضفة الغربية بعد سنوات من المنع.
المزارع صلاح أبو دية أكد في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن قرار تصدير الفراولة جاء لينقذ الموسم الحالي بعد خسارات كبيرة تكبدها المزارعون طيلة المواسم الماضية، مما سيحسن الوضع الاقتصادي لهؤلاء المزارعين وعائلاتهم.
وأوضح أبو دية أن المزارعين يجتهدون في حصاد محصولهم من الفراولة هذا العام من أجل تصدير جزء كبير منه، إضافة للكميات التي تباع في السوق المحلي، آملاً أن لا تواجه عملية التصدير أيّة صعوبات أو عقبات من قِبل الجانب الإسرائيلي.
وأضاف، "أدت الخسائر الكبيرة التي تكبدها المزارعون خلال المواسم الماضية إلى تراجع العديد منهم عن زراعة الفراولة، وقرار السماح بالتصدير يمكن أن يعيد الحياة لزراعة هذه الفاكهة من جديد في قطاع غزة".
ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي مستمر منذ أكثر من عشر سنوات، أدى إلى تدهور البنية التحتية والأوضاع الاقتصادية والانسانية بشكل كبير.
من جانبه عبّر المزارع أحمد عاشور عن فرحته الغامرة بعد صدور قرار السماح بتصدير الفراولة، لافتاً إلى أن التصدير سيدر الربح الوفير للمزارعين من أجل تطوير زراعتهم وسد احتياجات عائلاتهم.
وأكد عاشور في حديثه لـ"سبوتنيك" أنه يشارك وعائلته في حصاد محصول الفراولة استعداداً لتصديرها، كون الأرباح العائدة من موسم التصدير تكفي عائلات المزارعين لتغطية نفقاتها حتى الموسم الذي يليه.
وأضاف، "من المؤسف أن البيع في السوق المحلي في قطاع غزة غير مجد، لأن المواطنين وبسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة غير قادرين على توفير 3 دولارات مقابل كيلوغرام واحد من الفراولة، مما يجعل العائد متواضعا من السوق المحلي".
وتسمح إسرائيل منذ عام 2006 بتصدير أصناف محدودة فقط من المنتجات الزراعية من قطاع غزة إلى الأسواق الأوروبية والضفة الغربية وإسرائيل.
من جهته قال مدير عام التسويق في وزارة الزراعة بغزة، تحسين السقا، إن موسم تصدير الفراولة إلى الأسواق الأوروبية قد بدأ بالفعل.
وتوقّع السقا أن يتم تصدير ما يقارب 300 طن من الفراولة للضفة الغربية والأسواق الأوروبية، منوهاً إلى أن "المساحات المزروعة بمحصول التوت الأرضي في قطاع غزة تتقلص يومياً بسبب الأزمات المتلاحقة التي تعصف بقطاع غزة، إضافة إلى عمليات التجريف التي تقوم بها الآليات الإسرائيلية للأراضي".
وأضاف: "تقلصت مساحة الأراضي المزروعة بالفراولة من 2500 دونم في عام 2007 إلى 600 دونم فقط، في الوقت الراهن، مقدراً إنتاجها بنحو 1500 طن".
ويغطي القطاع الزراعي حوالي 11 بالمئة من نسبة القوى العاملة في قطاع غزة، أي ما يقارب 44 ألف عامل، فيما تبلغ نسبة البطالة في القطاع بنحو 40%.
